كما ساق قحاطة الامارات الشعب عبر الفشل، تمهيداً لتسليم السلطة لعناصرها الموثوقة، بالتشارك مع العسكر، عبر ما يسمى (وهماً) باتفاق السلام. وما ترتب على ذلك من سياقة الشباب المخدوع إلى مجزرة فض الاعتصام، فعلى الإمارات دفع تعويضات لأسر قتلى الإعتصام ومن تعرضوا للإصابات البدنية والنفسية. بعد تأكد استلام البرهان للحكم، سوف تقدم الإمارات وزمرة من دول الخليج، مليارات الدولارات كدعم لسيطرة العسكر على الحكم وتنفيذ الأجندة المخطط لها، فالشعب الآن يمر بأزمة طاحنة. الدولار يقترب من الثلاثمائة جنيه، والبنزين والغاز ورغيف الخبز منعدم، وكل هذا لوضع الشعب أمام الأمر الواقع، وهو القبول بالعسكر، وابشر الشعب بأن حكم البرهان سيواكبه دعم خليجي ملياري دولاري، وسيضطر الشعب للسكوت، بدلاً عن الموت جوعاً. بعد ذلك ستبدأ الخطة التالية، وهي تقسيم السودان لخمسة اقاليم. يستأثر فيها حميدتي بدارفور رئيساً وسيقسم باقي الدولة على الحلو وعقار، أما الشرق (البوابة البحرية على وجه الخصوص) فسيتم الاستيلاء عليه بالكامل من قبل الإمارات. قبل سنوات عشر، قامت الولاية المتحدة الأمريكية بإلغاء عقودات عديدة لبيع موانئ أمريكية للإمارات. ويبدو أن الإمارات لديها هاجس موانئ لا أعرف سره، فلست متخصصاً في مسألة الموانئ هذه. وهكذا سيتحقق مثلث حمدي، ولكن الكارثة ستحدث عام ٢٠٣٢، وهي كارثة مدمرة، إذ سيختفي الشمال النيلي بالكامل من على الخارطة. وهو تخطيط بدأ منذ وقت طويل. فالثقافة النيلية هذه أصبحت مقلقة للعديد من الدول. وهي التي تعمل (تاريخياً) على ربط الشرق بالغرب والشمال بالجنوب. وبتدميرها، سيكون من السهل، تفكيك تلك الوحدة الثقافية وإعادة تصحيح خطأ المستعمر البريطاني، الذي منح كل هذه الشعوب مساحة ضخمة وواحدة ومتنوعة الثروات. هذا التصحيح بدأ على نار هادئة، فستتم عمليات النزع ببطء وبمستويات متعددة، يصل أقصاها لعام ٢٠٣٢، والذي سيشهد الكارثة وفناء دولة كان اسمها السودان. على العسكر دفع تعويضات سخية لاسر الشهداء، وكما وافقوا عبر الحمدوك على منح أسر قتلى أمريكيين ملايين الدولارات، فالمواطن القتيل لن تكون روحه أرخص من الأمريكي بأي حال. سنعمل من خلال الإختصاص الجنائي الدولي International criminal jurisdiction (وليس المحكمة الجنائية الدولية ICC) على تحريك دعاوى جنائية قوية جداً ضد نظام الإمارات السوداني. وسوف نكسب تلك الدعاوى (الجنائية المدنية) بكل تأكيد بناء على المسؤولية المؤسسية. وهي التي يقوم عليها النظام القضائي الدولي برمته. وليس من الصعب تخيل ما سيعانيه النظام من سمعة سيئة أمام المجتمع الدولي بسبب تلك الدعاوى. ولذلك فمن الأفضل أن يوفر العسكر الوقت والجهد، والدفع (من سكات). حتى لا يواجهوا بما لا قبل لهم به، فالقضاء الدولي لا تنفع معه اكاذيب الكباشي. وأخيراً؛ فالدعوة لأسر الشهداء والجرحى والمعاقين والمغتصبات والمغتصبين بأن لا يقبلوا أي تسويات ضعيفة في المرحلة الراهنة. ولينتظروا، قليلاً وليتريثوا، وليصبروا، فلا عدوان إلا على الظالمين.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة