الشعب السوداني في حيرة شديدة من أمر ذلك الوزير المحترم المبجل .. الكل في هذا السودان يؤكد بأن أزمة الخبز الحالية تتمثل أولاً وأخيراً في تلك الكميات من الدقيق التي لا تكفي حاجة البلاد من الخبز .. وعليه فإن الشعب السوداني منذ الوهلة الأولى للانتفاضة ينادي وينادي ويطالب ذلك الوزير المؤقر بأن يوفر في البلاد تلك الكميات الكافية المطلوبة من الدقيق .. وذلك بالقدر الذي ينهي أزمة الخبز بالبلاد كلياً ونهائياً .. وتلك هي الصورة النموذجية في كل أرجاء العالم .. فإذا بذلك الوزير المحترم المبجل يبدل قول الذي قيل ويتفاخر بتلك الأفران الآلية الحديثة ،، وهي تلك الأفران الهدية من تلك الدولة .. ثم يتفاخر ويتبجح ويقول : ( لقد أوردت لكم تلك الكميات الكافية من الأفران الآلية الحديثة في البلاد !!! ) .. وحينها يتعجب الشعب السوداني من ذلك الأمر المحير ولسان حاله يسأل ويقول : ( سبحان الله وسبحان الله وسبحان الله !! ).. هل أزمة الخبز في البلاد تتمثل في ذلك النقص الحاد في كميات الدقيق والقمح أم أن تلك الأزمة تتمثل في ذلك النقص الحاد في الأفران والمخابز ؟؟ .. فإذا كانت الإجابة هي أن أزمة الخبز تتجسد أولاً وأخيراً في تلك الكميات المطلوبة من الدقيق والقمح فما فائدة تلك الأفران الآلية التي يتبجح بها ذلك الوزير في هذه الأيام ؟؟ .. ولو تواجدت تلك الأفران الآلية الحديثة بالآلاف والآلاف في كافة مناطق وأرجاء السودان دون أن تتواجد تلك الكميات المطلوبة من الدقيق والقمح فإن ذلك الأمر لا يعني شيئاً في حكم الشعب السودان !.. ولا يحل إطلاقاً ( أزمة الخبز) في البلاد حتى قيام الساعة .. والشعب السوداني لم يتظاهر ولم يحتج يوماً لقلة المخابز والأفران في البلاد .. ولكنه يحتج ويتظاهر لقلة ( الخبز ) في البلاد .. وتلك الأزمة الأساسية تتجسد أولاً وأخيراً في ذلك النقص الشديد في كميات الدقيق والقمح .
تلك الوقفة العجيبة المضحكة لذلك الوزير تذكرنا بتلك النكتة الطريفة التي تحكي عن ذلك الأب الذي أعجبته رضاعة ( بزة ) جميلة وغالية في احدى الصيدليات .. فأشترى تلك ( الرضاعة ) لطفله الرضيع بكامل راتبه الشهري .. وأصبح لا يملك في جيبه قيمة تلك الألبان الضرورية لرضاعة طفله ولا يملك قيمة القوت الضروري لأهل بيته .. فنظرت إليه زوجته في دهشة وتعجب ثم قالت : ( إذن كلنا في الدار كباراً وصغاراً سوف نرضع في تلك البزة الفارغة حتى نهاية الشهر !!! ) .. وبنفس المنوال فإن الشعب السوداني يقول لذلك الوزير الطيب المحترم : ( إذن كلنا في هذه البلاد سوف نأكل ونشبع من تلك الأوهام الواهية التي سوف تنتجها تلك الأفران الحديثة الفاخرة حتى يفتح الله علينا بدقيق القمح في يوم من الأيام ).. وبالصراحة التامة فإن تلك الأفران الآلية الحديثة المهداة لدولة السودان هي مفيدة للغاية في حال توفر تلك الكميات المطلوبة من الدقيق والقمح .. أما في حال عدم توفر تلك الكميات الكافية من القمح والدقيق فهي مجرد خردة معطلة لا تفيد الشعب السوداني مثقال ذرة من المنافع .. بل أكثر من ذلك فهي تزعج الشعب السوداني بتلك الدعايات الواهية الرخيصة التي تهين كرامة الأمة السودانية .. وذاك جدل آخر يدخل ضمن المآخذ والإخفاقات التي تقال عن ذلك الوزير المبجل .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة