السلام هو أساس بناء حياة آمنة.. هذا الأمن سيؤدي الي الاستقرار والتنمية بمساعدة إرساء دعائم دولة القانون.... السلام الشامل لن يتم الا بعد المعالجة الجذرية للأسباب التي أدت إلي اندلاع الحرب.....و توقيع إتفاقيات مع كافة الأطراف بدون خلق أجسام وهمية ليس لها وجود علي أرض الواقع.... مع هذا نتفاءل خير بسلام جوبا الذي محاط بكثير من المؤشرات التي لا تبشر بالخير.... في هذه اللحظات علينا أن نفرح بالسلام حتي ولو كان جزئي أو جاء عبر مسارات لا تمثل الا نفسها.... ... مع قراءة للواقع بصورة واعية.... دون الانجراف وراء الخطب ولا التصريحات السياسية التخديرية...ولا الاحتفالات التي تردد فيها الاناشيد ويتراقص فيها الساسة في مرحلة البلاد فيها علي حافة الهاوية.... سندرك حقيقة القادم..... إذا وضعنا النقاط علي الحروف سنتمكن من تجاوز المرحلة عبر برامج وخطط مدروسة.... لكن ما يحدث لن يمكننا من العبور. ماذا بعد التوقيع؟... مناصب قادمة هذا الكم الهائل يحتاج الي استنساخ مناصب... هل سيتم الاختيار عبر أسس ومعايير او سيتبع اسلوب النظام البائد؟ اتفق مع الذين يرون أننا كسبنا معركة السلام لكنه مازال ناقص... هناك معارك أشرس واعنف اذا لم نكسبها لا نتوقع بناء دولة القانون... معركتنا ضد الفساد والذين يحاولون الصعود بدون مؤهلات... معركتنا ضد المحاباة و اختلال ميزان العدالة... معركتنا الكبري مع الذين يستغلون نفوذهم من أجل تحقيق مصالحهم الشخصية...معركتنا مع الذين يستندون علي البندقية والمدفع تبعدهم مسافات عن القانون.... نحن نكذب علي انفسنا بشعارات لن تطبق لاننا مازلنا نفتقد للشفافية في اروقة الحكم.. البلد منهارة تماما لذلك ستخوض معارك كثيرة حتي تتمكن من النهوض.....دون محاسبة الرئيس قبل الغفير لن ينصلح الحال.... بدون وجود رقابة و محاسبة صارمة ستتوالي الانهيارات.... للأسف الشديد لا نشاهد أعضاء المجلس السيادي والوزراء الا عبر المنابر و المؤتمرات.... اين هم من المواطن و همومة اين هم من جحيم الصفوف... الخ... بعد رؤيتي لقائمة تضم وفد المقدمة تخلو من مندوب لأسر الشهداء أدركت أن الثورة سرقت تماما .... و القائمة تطول لا أدري لماذا؟ في ظل وضع إستثنائي يحتم أن يقتصر التوقيع علي عدد محدد.؟ .. الاحتفالات تؤجل الي حين رجوع النازحين و تعويض المتضررين و سيادة القانون الخ . ... ليكن الاحتفال الحقيقي بتشيد وافتتاح المدارس و المستشفيات وبناء قري نموذجية ونزع السلاح و تقوية الأجهزة الأمنية من أجل حماية المواطن.. ... الخ، كيف يفرح المواطن مازال يفتقد للامن والأمان ؟ .... تلك الاحتفالات أراها ترف سياسي في فترة لا يجد فيها المواطن قطعة خبز وقطرة ماء.... تمنيت أن تقدم رؤية من المستشارين سوي في مجلس الوزراء او السيادي يقتصر فيها التوقيع علي عدد محدد... دون تلك القوائم.... المحزن تتغيير الأنظمة و النهج ثابت...
andإننا سوف نكسب معركتنا لا بمقدار ما نقتل من خصومنا و لكن بمقدار ما نقتل في نفوسنا الرغبة في القتل.
المهاتما غاندي حسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة