انعقدت قبل أسبوعين محاضرة في دار الوفاء بحي الداخلة بعطبرة محاضرة عنوانها "مداخل على علم الجمال" من الأستاذ عثمان أحمد علي البشير. وحضرته نساد ورجال. سألني أحدهم مرة عن ثورة أكتوبر ١٩٦٤. قلت له كنا نريد بها خلال عملنا لها إرجاع العساكر الى الثكنات مدنياااااو. فإذا به يحدث لنا ما حدث لعادل إمام: أنا أخاف من الأرنب يطلع لي أسد. فأخرج الوطن أثقاله الاجتماعية. فجاءت الثورة بحكومة لا تشبه أياً من حكومات النادي السياسي المعروفة. تواضعت الأحزاب فنال كل منها مقعداً وحيداً في حين ملأ بقية المقاعد ممثلون لجبهة الهيئات التي قادت الثورة. والأروع جري تمثيل العمال والمزارعين. والأكثر روعة هو انتزاع المرأة لحق الاقتراع والترشح مواطنة كاملة. قال لي أضرب مثلاً. قلت عدت بعد الثورة إلى أهلي الداخلة بعطبرة. وبينما كنت أسير إلى سوقها سمعت صوتاً نسائياً يناديني من خلفي باسمي. ولم اكترث لأن النساء وشبابهن في المدينة التي أعرفها لا ينادين هكذا على الرجال. فواصلت السير والصوت من ورائي ملح. فالتفت فإذا فتاة لم يتفق لي معرفتها تسأل: -انت اجتماع اتحاد الشباب وين الليلة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة