- في ظل هذه الأزمات التي تمسك بخناق الشعب السوداني كان لزاماً علينا أن نكتب اليوم بعيدا عن الشأن الرياضي فالرياضة ليست وحدها صاحب الحال المائل فقد تشعبت أزمات البلد وتصدعت ومالت كل حوائطه ومهما تكالبت الأزمات واشتدت المحن فلا عودة للوراء ولا ارتداد إلى الخلف إنما يجب أن نسير بثورتنا العظيمة إلى الأمام ونراجع الأخطاء ونصحح المسار بعد أن اشرأبت أعناق الزواحف وراودتها أحلام العودة ظناً أن الوهن والضعف والذبول إعترى مفاصل الثورة لا ومليون لا فإن هذه الثورة محروسة بشبابها وهم رهن الإشارة متى ما نادى المنادي، سقت هذه المقدمة لأتحدث عن أم الأزمات وهي أزمة الخبز التي استحفلت ولم يجد لها المسؤولين حلا وليس (التطبيع) هو الذي يمكن أن يؤدي إلى إنهيار الحكومة إنما (التجويع) هو الأكثر خطورة فبعد تفشي ظاهرة خطف الهاتف المحمول اتجه اللصوص إلى خطف المعدوم في سوق الخرطوم ، عدة ساعات وقوفتها تلك الطفلة اليافعة البالغة من العمر 11 عام في صف المخبز للحصول على عدد قليل من رغيف الخبز يسد رمق أسرتها الفقيرة وبعد أن تحصلت عليه وبانت نواجزها وارتسمت إبتسامة الفوز والفرحة على وجهها المجهد من أثر الوقفة المتعبة والزحف البطئ في الصف الثعباني الطويل اتجهت الطفلة إلى منزلها لتبشر أسرتها بالحصول علي هذا الكنز وفي الطريق تتبعها لص يبدو أنه يعاني من الجوع مثلها وأسرتها وخطف منها كيس الرغيف وأطلق ساقيه للريح وهرب بالصيد الثمين ، حدثت هذه الواقعة في رابعة النهار بمدينة الصحافة وعليه يجب أن نحافظ على ثورتنا ورغيفنا من لصوص الأزمات وكل واحد يخلي بالو من لغاليغو ..!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عبد المنعم هلال
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست