*عندما (تفرجنا) على أول صورة تذكارية جمعت (شلة) المجلس السيادي (البرهاني) مع رهط المجلس الوزراي - توقع - من في قلوبهم شئ من التفاؤل و الصبر الجميل أن تصبح العلاقة بين الطرفين متناغمة و متوافقة و منسجمة ولو بدرجة بسيطة .. *وأن تتكاتف الجهود نحو حلحلة كافة المشاكل و الأزمات في ظل خطط و برامج متفق عليها من الجميع .. *ولأن تجارب الحكم في السودان - بكافة أنواعها - تؤكد لنا على الدوام بأنها لا تعرف سوى المناكفات و الكيد و (الحفر) و المعاكسات و الحسد و الضرب تحت الحزام .. *و لا تعرف الحلول النموذجية لأنها تفلح و (تتشاطر) و تتنافس فقط في التصرفات الصبيانية التي تهري الفشفاش و (تطرشق) البطن بالطمام !!.. *فمن المتوقع أن تزداد الأوضاع قتامة و خطورة وسط (هرجلة) الجانب الكيزاني (السعران) و محاولات إشعال نيران الفتن و البلبلة و الفوضى في كل مكان .. *ويبدو واضحاً لكل ذي عينين (مفنقلتين) أن قطاعات عريضة من الشعب السوداني سواء على مستوى النخب السياسية النشطة أو على مستوى الأغلبية الصامتة أصبحت أكثر إقتناعاً بأن حكومة حمدوك - المستقيلة و الجديدة - ليس لديها من الخبرات و (الشطارة) و المكر و الفهلوة و الدهاء ما يؤهلها لإدارة الدولة بكفاءة و بطريقة تبعث على الرضا و الإطمئنان .. *سيشعر كثيرون بعد كل هذه الكبوات و (الكفوات) بمدى الحاجة للبحث عن بديل لا يخاف في إتخاذ القرارات الناجعة و الحاسمة لومة لائم .. ولا يتأخر ولا (يتلكلك) في إنجاز كل ماهو نافع و (مريح) !!.. *غير أن الإقتناع بفشل و تقاعس الطرف المسؤول عن إدارة الشأن العام لا يعني بالضرورة المطالبة ببديل (خرافي) يستطيع أن يفعل ما عجز عنه (سوبرمان) ذاتو !!.. *فبوسع أي متابع (للزنقة) الحاصلة حالياً أن يكتشف بسهولة أن أصل (الخرمجة) المؤذية ما زال ينحصر في مسألتين أساسيتين و متلازمتين .. الأولى : كيفية إنهاء (برطعة) أباطرة العهد البائد و أذنابهم الذين لم يتوقفوا أبداً عن تخريب و (تبويظ) أية خطوة نحو الإستقرار و السير للأمام .. *الثانية : ركائز و برامج و (ضمانات) حماية جميع خطوات التغيير نحو الأفضل .. *بعبارة أو بأخرى يمكن القول أن هاتين النقطتين لم تعدا خياراً .. وإنما أصبحتا ضرورة لا غنى عنها .. *أما أسباب ذلك فهي كثيرة .. لكنها تدور في مجملها حول فكرة أن رئيس الوزراء و (طاقمه) يمارسون السلطة من خلال آليات (ناعمة) و (نعسانة) لا تتسق ولا تتناسب مع المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد !!.. *في سياق كهذا تبدو كل الطرق أمام إمكانية إيقاف الإنهيار وانتشال البلاد من عثرتها (مسدودة) على المدى (القصير) .. *كما تبدو كل الطرق نحو إمكانية نجاح جماعة (هي لله) و أذنابهم و تنابلتهم في تنفيذ مخطط (علي وعلى أعدائي) مسدود أيضاً لأن المجرب - خاصة لو كضاب و فاسد و مجرم - لا ولن يجرب أبداً !!.. *ولأن شباب الثورة - على وجه الخصوص - لا ولن يسمحون بذلك أبداً حتى وإن (جاطت) الحكاية و أصبحت (فتة) !!.. *لذا تتجه الأوضاع في السودان نحو مرحلة صعبة جداً جداً جداً تستدعي من كل الذين لديهم ذرة ضمير ناصع البياض وعياً (إستثنائياً) بالمخاطر الراهنة .. إضافة للأوضاع الإقليمية و الدولية (المستفة) بالأطماع و المؤامرات و التحالفات المزلزلة !!.. *ولا تنسوا (العمائل) و اللدغات و المضرات (الحلبية) الثعلبية اللئيمة !!.. *وعلى العصابة الكيزانية أن تعي أن السودان أكبر منها بكثير .. وأن إصرارها على إغراق البلاد في طوفان (الفرزعة) و البلبلة و الفوضى (الخناقة) لن يجلب لها سوى المزيد من الرفض و الكراهية المفرطة .. *الحل الوحيد و الأمثل و الأفضل و (الصاح) في هذه الظروف (الكعبة) هو إقتناع حمدوك بضرورة ترك (السبهللية) و (الرومانسية) جانباً واستخدام جميع سلطاته التي تمنح السودان فرصة أن يكون أو لا يكون .. *أما إذا استمر (القوم) في عقد مؤتمراتهم الصحفية السمجة .. أو كما رأينا و سمعنا مساء البارحة (لغلغة) أعضاء لجنة الطوارئ الإقتصادية .. فحتماً لا ولن نكون !!.. و الله في ..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة