قدماء العرب كانوا يقولون المستحيلات في الدنيا ثلاثة : الغول والعنقاء والخل الوفي أي ( الصديق المخلص ) .. وأهل الخبرة في السودان يقولون المستحيلات في السودان ثلاثة : وهي تلك المستحيلات الثلاثة التي تعد علامة من علامات الساعة إذا حدثت في السودان في يوم من الأيام ،، المستحيل الأول في السودان : انخفاض قيمة سلعة من السلع في الأسواق والمتاجر والمحلات بعد ارتفاعها لأي سبب من الأسباب .. أو انخفاض رسوم خدمة من الخدمات العامة أو الخاصة بعد ارتفاعها لسبب من الأسباب .. المستحيل الثاني في السودان : أن يلتقي أبناء السودان بتلك النوايا الصادقة المخلصة على الوفاق والاتفاق في يوم من الأيام .. المستحيل الثالث في السودان : أن تفوز دولة السودان بكأس العالم لكرة القدم في يوم من الأيام .. تلك هي المستحيلات الثلاثة في اعتقاد الشعب السوداني .. وإذا قيل لأحد أبناء السودان أن قيمة سلعة من السلع أو قيمة خدمة من الخدمات قد انخفضت بعد ارتفاعها لسقط ذلك المستمع على الأرض مغشي عليه من هول المفاجأة ولا يفيق إلا بعد شهور طويلة !!.. وإذا قيل يوماً أن أبناء السودان قد توصلوا إلى حالة من حالات السلام والوفاق والتعايش السلمي بينهم لقام الموتى من أهل السودان من قبورهم عجباً من تلك المقولة المستحيلة ،، ولتأكدوا من صدق المقولة بأنفسهم !! .. وإذا قيل يوماً أن دولة السودان قد فازت بكأس العالم لكرة القدم لأعتزل العالم تلك اللعبة الشهيرة لشدة الغرابة !!.
والبعض يضيف مستحيلاً رابعاً ويقول : من المستحيل أن تصدق تلك الحكومات مع الشعب السوداني في يوم من الأيام .. فإذا رفعت تلك الحكومات شعاراً من الشعارات فأعلم بأنها خدعة من ورائها تكمن المآرب ! .. ومن تلك التجارب المريرة مع حكومة الإنقاذ البائد أن الشعب السوداني بدأ يعاني من قلة الغذاء والفاقة والفقر منذ أن رفعت تلك الحكومة ذلك الشعار الرنان في الفارغة : ( نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع ) .. حيث أن المحك والأزمات في تلك الأغذية بدأت تلاحق الشعب السوداني منذ رفع ذلك الشعار .. والمحصلة كانت قمة الخدعة والخيانة من قبل هؤلاء الذين رفعوا ذلك الشعار .. وقد أتضح للشعب السوداني فيما بعد بأن هؤلاء قد تحايلوا بذلك الشعار الخادع ثم احتكروا كافة تلك المنتجات الغذائية وغير الغذائية .. وقد أصبح قوت الشعب السوداني تحت رحمة تلك الشركات والمؤسسات الاحتكارية التي تحكمت في مصير الأمة السودانية .. وهي تلك الشركات والمؤسسات التي مازالت تحتكر تلك المنتجات بأشكالها وألوانها حتى هذه اللحظات وتحرم الشعب السوداني من نعمة الحياة .. والشعب السوداني اليوم حائر مغلوب على أمره ولا يستطيع أن يشتري مثقال ذرة من منتجات البلاد .. وهي تلك المنتجات السودانية المباحة المتاحة لكل من هب ودب من شعوب العالم .. ومن سخرية الأحوال في هذا البلد العجيب أن الشعب السوداني لا يستطيع اليوم أن يشتري ويتمتع بتلك المنتجات الزراعية التي تنمو في أرض بلاده .. وهي تلك المنتجات الزراعية السودانية التي يتمتع بها الشعوب الأخرى في أرجاء العالم .. والشعب السوداني اليوم لا يستطيع أن يأكل تلك اللحوم السودانية والبلاد تملك الملايين والملايين من أصناف الأنعام .. وهي تلك اللحوم السودانية التي يتمتع بها الشعوب الأخرى في أرجاء العالم .. والشعب السوداني اليوم لا يستطيع أن يشتري تلك المنتجات الصناعية من مصانع بلادة .. وهي تلك المنتجات والمصنوعات المستحيلة التي تتمتع بها الشعوب في العالم .. ولسان حال الشعب السوداني يردد في هذه الأيام عبارة : ( لقد لاحقتنا المجاعة وقلة الغذاء يوم أن رفعوا ذلك الشعار ،، فاللعنة على ذلك الشعار ،، كما أن اللعنة على أصحاب ذلك الشعار !!) .. فهؤلاء قد خدعوا الشعب السوداني وتحايلوا بذلك الشعار ثم احتكروا كافة منتجات البلاد .. وبذلك قد ربحوا المليارات والمليارات من الأموال .. وكل ذلك على حساب دموع الشعب السوداني .
كلما ينادي الشعب السوداني ويطالب حكومة السيد عبد الله حمدوك المؤقتة لتكون الأولويات القصوى من تلك المنتجات الغذائية لاستهلاك الأمة السودانية قبل أن تكون لغيرهم من الشعوب في أرجاء العالم تتخاذل تلك الحكومة بطريقة مخزية ولا تبالي .. وكأنها تخاف من تلك الشركات الاحتكارية وتخاف من أصحابها !.. بل كأنها لا تمتلك تلك السلطات في البلاد .. وبالتالي هي لا تبالي بصيحات ذلك الشعب السوداني الذي قد بلغ قمة السوء والتردي في الأحوال والمعيشة !! .. والشعب السوداني اليوم يعيد تلك المطالب مرة أخرى ويطالب بشدة تلك الحكومة المؤقتة لكي تخصص نسب معينة من منتجات البلاد الزراعية والحيوانية والألبان والزيوت ومنتجات المصانع وخلافها لاستهلاك الشعب داخل البلاد .. ولا يمكن أن تستمر تلك الأحوال المتردية في المواد والمنتجات الغذائية بذلك المنوال الظالم بكل القياسات .. وتلك الصورة بتخصيص نسب لأهل البلاد قبل الآخرين من شعوب العالم هي صورة معهودة تمارس في معظم دول العالم .. فيجب على حكومة السيد عبد الله حمدوك أن تستحي قليلاً من تلك الوقفة الهزيلة المشينة في حال التعامل مع متطلبات الأمة السودانية .. وهي تلك الحكومة الخائبة التي تضع الأولويات دائماً وأبداً لتلك القضايا الجانبية .. ومنذ أن تولت المقاليد فهمها الأول والأخير هو ترديد تلك الشعارات .. وكالعادة تطمع دائماً وأبداً في رسوم الصادرات والواردات التي تملأ الخزانة العامة .. ولا تهمها إطلاقاً معاناة ذلك الشعب الذي يواجه الويلات .. والحياة في مفهوم الأمة السودانية ليست بالضرورة أن تنحصر كلياً في تلك الشكليات الفارغة .. حيث الرسوم والجبايات التي تملأ الخزانة العامة .. ولكن لابد من وقفات عقل وتعقل تراعي دموع الغلابة من أبناء الشعب السوداني .. وإذا قيل لهؤلاء الغلابة أن تلك الحكومة المؤقتة للسيد عبد الله حمدوك قد تمكنت من جمع وتوفير مليارات ومليارات الدولارات وتم إيداعها في تلك الخزانة العامة دون أن تبالي ولا تهتم بأحوال الغلابة في هذه البلاد فإن ذلك لا يعني شيئاً في مفهوم الشعب السوداني ،، ولا يعني شيئاً في مفهوم تلك الأسر السودانية .. وعليه فإن الشعب السوداني يرى ضرورة أن تكون أولويات الحكومة المؤقتة في إراحة ذلك الشعب السوداني الذي يعاني ويعاني ويعاني . وهو ذلك الشعب الذي انتفض وثار وقدم تلك التضحيات الغالية من الأرواح لأجل تحقيق تلك الحياة الكريمة مع القليل من الراحة في مشوار الحياة ،، وعليه من العيب ثم العيب الكبير أن تكون كافة أولويات تلك الحكومة هي إثبات تلك المقدرات الاقتصادية .. فلعنة الله على تلك المقدرات الاقتصادية التي لم توقف الدموع والبكاء عن الأطفال والأرامل والغلابة من الناس خلال عامين من الزمان .. ومع الأسف الشديد فإن تلك الوكالات الدولية العالمية قد أعلنت قبل أيام قليلة بأن أكثر من خمسة ملايين طفل سوداني يعانون من سوء التغذية .. والتقديرات السليمة الصحيحة أكثر من ذلك كثيراً وكثيراً .. وذلك في الوقت الذي فيه أطفال السودان محرومون من منتجات بلادهم الغذائية وغير الغذائية .. وكل ذلك لإرضاء هؤلاء أصحاب المؤسسات والشركات الاحتكارية .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة