في عموده المنشور في صحيفة الإنتباهة في في يوم الثلاثاء 8 سبتمبر 2020 ، بعنوان : مع الإمام في قطيته ... إتهم الكاتب الصحفي محمد عبدالماجد السيد الإمام بالدكتاتورية . قال نصاً : ... يريد الصادق المهدي ان يدير الحكومة الانتقالية (من منازلهم) بما يقدمه من اقتراحات وآراء وتوجيهات ملزمة ... لقد كان الصادق المهدي (ديمقراطياً) في حكومة هو رئيسها بينما نجد الصادق المهدي (دكتاتورياً) الآن في الحكومة الانتقالية التى يقودها حمدوك – انتقاداتنا للإمام تدور في ذلك الكنف ...
نقول :
للأسف لم يتكرم الاستاذ محمد عبدالماجد بتقديم أمثلة وبينات لدكتاتورية السيد الامام ، بل القى اتهامه على عواهنه . نحاول في النقاط التالية تقديم بينات حية تفند إتهام الاستاذ محمد عبدالماجد للسيد الامام بالدكتاتورية ، لان انتقاده للسيد الامام يدور في هذا الكنف ، اي دكتاتورية السيد الامام ... او كما قال نصاً .
اولاً :
على مستوى حكومة الرئيس حمدوك ، لم يحاول السيد الامام إلزام الرئيس حمدوك بتبني اطروحاته ورؤاه . مثالاً وليس حصراً ، ارسل السيد الامام وفداً رفيعاً من قادة حزب الامة طلب من الرئيس حمدوك إرجاء تعيين الولاة ، لما بعد إعتماد إختصاصات الولاة ، ليعرف كل والي حدود مسؤولياته، ضمن مطلوبات وليس اوامر أخرى . وعد الرئيس حمدوك وفد حزب الامة خيرأ ، والرجوع للسيد الإمام لاحقاً قبل تعيين الولاة . لم يتكرم الرئيس حمدوك بالإيفاء بوعده ، وعين الولاة قبل تحديد مسؤولياتهم ، ولم يرجع للسيد الإمام حتى تاريخه . لم يتكهرب السيد الامام ، بل استمر عادي بالزبادي بالقشطة في دعمه اللامشروط للرئيس حمددوك وحكومته ، ومؤخراً دعم السيد الامام ، وبقوة ، الرئيس حمدوك في بيانه المشترك مع القائد عبدالعزيز الحلو . اين الدكتاتورية في هذا التصرف الديمقراطي الحضاري ؟ بل هي الديمقراطية في ارقى تجلياتها ، التي قال عنها الاستاذ محمد عبدالماجد حقاً ونصاً ، ومناقضاً نفسه في ذات الوقت وفي ذات العمود : ... احاول ان اجسد (الديمقراطية) في هذا الحضور وأنا في بيت راعيها الاول وعرابها الامام الصادق المهدي. ثانياً : على مستوى الوطن ، لم يقبل السيد الامام اي موقع سياسي او تنفيذي او حكومي بالتعيين ، بل اصر طول حياته السياسية والدعوية ، ان ياتي لاي موقع سياسي او ديني ، عبر الانتخابات الحرة الشفافة . رفض السيد الامام اكثر من اربعة مرات عرض الاخونجية المشاركة في نظامهم بالنص ، وأصر على الدخول في السلطة عبر الانتخابات ، وحصرياً عبر الانتخابات . اين الدكتاتورية في هذا التصرف الديمقراطي الحضاري ؟ ثالثاً : على مستوى الحكومات الاجنبية ، لم يحاول السيد الإمام إلزام الرئيس السيسي السماح له بدخول القاهرة ، عندما منعه الرئيس السيسي من الدخول في يوم الاحد اول يوليو 2018 ، بطلب من الساقط البشير ، الذي فتح عشرة بلاغات ضد السيد الامام ، بتهم تصل عقوبات بعضها للإعدام ، فقط لأن السيد الامام إجتمع مع الجبهة الثورية في برلين ، التي إنتخبته لاحقاً ، وبالإجماع ، رئيساً لتحالف قوى نداء السودان . قبل السيد الامام قرار الرئيس السيسي ، وغادر مطار القاهرة في اول طائرة مغادرة . بعد سقوط هبل ، إعتذر نظام السيسي للسيد الامام ، الذي قبل الإعتذار وعفى وغفر وسامح ، ومن تصدق به فهو كفارة له ... لانه يعرف الثقافة المصرية ، ومرجعيات القوم الأخلاقية ... ولكنه لم ينس .
اين الدكتاتورية في هذا التصرف الديمقراطي الحضاري ؟
رابعاً : على مستوى الحزب ، عرفت من معالي الفريق صديق إسماعيل ، نائب رئيس الحزب ، بان السيد الامام يرسل مسودات كل وجميع مقالاته وبياناته وخطبه لاعضاء هيئة التنسيق العليا التي تحتوي على قادة الحزب ، ليقدموا تعليقاتهم على المسودة ، التي يعدلها السيد الامام بموجب هذه التعليقات قبل نشر النسخة النهائية . كما اخبرني معالي الفريق بان السيد الامام عضو في المكتب السياسي لحزب الامة ، وليس رئيسه ، ويأتمر بأمر المكتب السياسي ، ولا يخالف له أمراً .
اين الدكتاتورية في هذا التصرف الديمقراطي الحضاري ؟
خامساً : على مستوى كيان الانصار ، هل تعرف يا حبيب إن السيد الإمام أول إمام لكيان ديني إسلامي، في التاريخ الإسلامي قاطبة ، يتم إنتخابه من القواعد والكوادر والقادة في كيان الانصار منذ أن قال معصوم للمعصوم : إقرأ ... في يوم الجمعة 20 ديسمبر 2002 ، في السقاي ، تم إنتخاب السيد الإمام ، إماماً لكيان الأنصار في اول سابقة اسلامية تاريخية . يقيناً لم يُلزم السيد الامام الانصار ، ولم يفرض عليهم نفسه إماماً لهم . اين الدكتاتورية في هذا التصرف الديمقراطي الحضاري ؟ سادساً : على مستوى العائلة ، لم يُلزم السيد الامام ابنه عبدالرحمن بعدم قبول وظيفة مساعد رئيس الجمهورية ، بل طلب منه الإستقالة من حزب الامة ، إذا اصر على موقفه . وإستقال ابنه عبدالرحمن من حزب الامة ، واكد إن والده لم يكن موافقاً على تعيينه مساعداً للبشير ، ولكنه وفي نفس الوقت لم يُلزمه بعدم قبول الوظيفة ، بل ترك له كامل حرية القرار . اعطنى ديمقراطية أكثر توهجاً من ديمقراطية السيد الامام الذي لا يُلزم حتى ابناءه وبناته بتبني خياراته ... دعك من إلزام الرئيس حمدوك وحكومته ؟ سابعاً : إعترف بأن السيد الامام دكتاتور على شخص واحد ، ويُلزم ويعطي اوامر لهذا الشخص لتكون مرجعياته الاخلاقية باذخة . هذا الشخص المعني هو الصادق الصديق نفسه ، الذي يجاهد ليكون اسماً على مُسمى . مثالاً وليس حصراً ، رفض السيد الامام طلب قادة جبهة الهيئات محاكمة الرئيس عبود ، لانه قد أعطى الرئيس عبود وعداً بعدم محاكمته ، لو ترك السلطة طواعية . الزم السيد الامام نفسه في هذا المثال ومئات الامثلة الاخرى ، ولكنه لا يُلزم الآخر ... لا ابنه عبدالرحمن ولا الرئيس حمدوك . وكفى بنا حاسبين .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
ثروت قاسم
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست