ضرورة عدم وجود مساواة بقلم د.أمل الكردفاني

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 06:19 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-06-2020, 01:26 PM

أمل الكردفاني
<aأمل الكردفاني
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 2497

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ضرورة عدم وجود مساواة بقلم د.أمل الكردفاني

    01:26 PM September, 06 2020

    سودانيز اون لاين
    أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
    مكتبتى
    رابط مختصر




    أصبحنا وأصبح الملك لله، وبدأنا التنظير كالعادة، والتنظير لعنة الإنسان الأولى (وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً). ومن الشعارات الفارغة التي لم تجد لها تنظيراً كافياً هو شعار المساواة، من زاوية غير قانونية، أي زاوية سوسيولوجية واقتصادية، ولكن الليبراليين كانوا أول من إنتقد المساواة، أما في جمهورية أفلاطون، فهناك طبقية، وتأكيد على أهمية اللا مساواة، ومع ذلك فشعار المساواة يرفعه السياسيون دائماً وتتلقاه الشعوب بفرح، رغم أن هذه الشعوب نفسها لا تمارس أي سلوك ينم عن إيمانها بضرورة المساواة، فمقولة (أحب لأخيك ما تحب لنفسك)، طوباوية جداً، وغير دقيقة، ذلك أنه لا يمكن أن يحب المرء لنفس ما يحبه للآخرين، وإلا لما تنافس الناس على مظاهر الدعة والترف، فتفاخروا بالذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث. ولكن الجملة الأوفق، هي أن نقول: (إكره لأخيك ما تكرهه لنفسك) رغم ما في هذه الجملة أيضاً من قصور ولكنه قصور أقل درجة من الأولى؛ لأنها منطقية أكثر.
    فالمساواة، كلمة رنانة، ككلمات كثيرة يرددها الناس بعاطفتهم لا بعقولهم، ثم يعملون ضدها بعقولهم وليس بعاطفتهم. وهذه المساواة هي التي أفشلت الماركسية، واللا سلطوية، وكل سرديات اليوتوبيا الحالمة. إذ لو تساوى الناس أجمعين لتعطلت الحياة تعطلاً شاملاً، فلا بد من قوي وضعيف، غني وفقير، عامل وصاحب عمل، خادم ومخدوم. ولو أصبحت دولة من الدول غنية جداً بحيث أضحى كل مواطنيها أغنياء، فستضطر لاستجلاب فقراء، ليعملوا لهم ما لا يعمله إلا الفقراء، من أنشطة تحتاج لضعة النفس، وبذل المشقة، ولا يقوم بتلك الأنشطة إلا من أحوجه الفقر إليها، إلا قليلا.
    فلو تساوى الناس في العلم لما تقدمت العلوم، ولو تساووا في المال، لافتقروا أجمعين، ولو تساووا في الجمال لمات معنى الجمال، بل حتى لو تساووا في الفقر لعمت الفوضى. فالفقر بدوره درجات. ويجعل الله بعضكم لبعض سِخْريَّاً، لتتحرك الحياة الإنسانية إلى الأمام، فعدم المساواة هو كالموت تماماً، فلولا الموت لما انتهى الظلم ولما تصارع الناس وقضوا على بعضهم البعض ولما تدافعوا، فيدفع بعضهم بعضا. ولو خلد الإنسان لافتقرت روحه لجدة النشاط، والرغبة في التفكير والعمل، ولخامره ال################ والملل..ففكر في الموت أكثر من الحياة، باحثاً عنه متمنياً له دون جدوى. أليس في الموت خلاص أيضاً؟
    لقد قامت بعض دول الخليج بالتخلي عن العمالة الأجنبية، وهي دول تتمتع أغلب شعوبها بالرفاهية، والمال، ومن لا يملكون الكثير، تكفل لهم الدولة رعاية مجانية من تعليم وصحة ودعم إقتصادي، فما الذي سيدعوهم للعمل في أنشطة لا يتحملها إلا فقراء الهند والبنغال والسودان ومصر وغيرهم؟ طبعاً لن يجدوا، وإن وجدوا فهم قلة لن تفي بالغرض، وهذه من مساوئ غنى الدولة، ولم يرفع الصين إلا فقراؤها، لرخص العمالة عندهم، فالقميص الذي ينتجه عامل أمريكي بعشرة دولارات، ينتجه عامل صيني بنصف سنت، فالصين بها أكثر من مليار ومائتي مليون بني آدم، أغلبهم فقراء، يكفيهم من العيش أدناه، ويعملون كما يعمل ثور الحقل وحمار السقائيين. فهل لو صدقت الشيوعية، وأضحى الصينيون جميعا متساوين، كان بإمكانها أن تنافس الدول الأخرى إنتاجاً؛ من زراعة وتصنيع ورعي وصيد..الخ؟
    المساواة، هي المساواة، مهما قيل بأن هناك مساواة حقيقية وأخرى عددية، فهذا وهم، فالمساواة العددية هي ما يمكن أن نطلق عليه مسمى المساواة وأما غير ذلك فتوفيق أخلاقي، ولا علاقة بالمساواة والتوفيق الأخلاقي. فالتوفيق نظرة إحسان، والمساواة لا تُعنى بالإحسان، والتوفيق تقدير من الآخر لحقوق غيره، والمساواة لا تقدير فيها لذلك. فالمجتمع الألماني، الذي ينفق دافعوا الضرائب فيه ملايين على الدعم الإجتماعي لمن لا يعمل، ليس مساواة، بل إحسان وصدقة، دافعها العاطفة وليس العقل. وعندما اعتبر نيتشة ومن بعده هتلر (وهم ألمانيان) أن المعاقين والمرضى والمجانين عالة على الإنسان السوبر، مما يجيز التخلص منهم، فهذه ليس من باب عدم المساواة بل في الواقع من باب المساواة نفسها. ولكنها مساواة لا إنسانية، أي لا تتفق وروح العاطفة والخير الإنساني. ومع ذلك فقد شكك نيتشة في تلك الروح الطيبة، وقال بأن من يعطون المتسول مالاً لا يعطونه له من باب الخير، ولكن لأنهم يتخيلون أنفسهم مكان ذلك المتسول فيجزعون. وقد يكون ما قاله نيتشة وأمّن عليه الليبراليون حقيقة، ولكننا لا يمكن لنا أن نتجاهل الأثر الطيب ولو أنكرنا الدافع الطيب.
    ولذلك فالدول الغنية -كدول الخليج وبعض الدول الأوروبية- لا سبيل لها إلا استيراد فقراء. رغم أن استيرادها للفقراء استغلال للفقر لو نظرنا إليه على نحو عاطفي، كما نظر ماركس لفائض القيمة الذي هو في الأصل حق للعامل وليس لرب العمل، ولكن الإنسان لا يستطيع أن يتمسك دائماً بالخير المطلق، ولا كذلك بالشر المطلق، إذ لو امتنعت دول الخليج مثلاً عن استيراد الفقراء لأن هذا استغلال لآلام الفقر؛ فأين ستتوفر للفقراء في أقاصي الأرض كالهند والبنغال وغيرهما فرص لإطعام أبنائهم وتعليمهم وعلاجهم. وهكذا فلا سبيل أمامنا إلى الإعتراف بأن الخير ليس دائماً ما يكون خيراً ولا الشر دائماً ما يكون شراً، ولذلك تسقط النظريات الكبرى عندما تبحث عن اليوتوبيا، فيدعوا الإنسان بالشر دعاءه بالخير، فيكره شيئاً وهو خير له، ويحب شيئاً وهو شر له. والله يعلم وأنتم لا تعلمون.
    هذه هي فلسفة الحياة..
    صباح الخير على الجميع.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de