لقد تكالبت المصائب على هؤلاء الطلاب والطالبات وأولياء الأمور برا وبحراً وجواً .. مترادفات من المعيقات التي تجعل التواجد في مراكز الامتحانات في غاية الصعوبة .. وهنالك مع الأسف الشديد من يرى الأحوال فقط من زاويته الخاصة حيث لا يبالي إطلاقاً بتلك الظروف القاسية التي يواجهها الآباء وأولياء الأمور في هذه الأيام العصيبة .. فهؤلاء المسئولين الذين يصرون على إجراء الامتحانات في مواعيدها لا يبالون كثيراً بتلك النداءات والرجاءات التي تطالب المسئولين بتأجيل الامتحانات إلى موعد آخر .. فهؤلاء طوال حياتهم يعيشون رغد الحال والأحوال في ظلال تلك المميزات المتاحة لهم من قبل الدولة ومن قبل الشعب السوداني .. حيث يجلسون تحت المكيفات الباردة طوال النهار ثم يصدرون تلك القرارات الغير منطقية والغير مسئولة .. يترحلون على حساب الدولة ولا يعرفون شيئاً عن أزمة المواصلات ،، كما أنهم لا يعرفون شيئاً عن غلاء تعريفة المواصلات في هذه الأيام العصيبة .. والموجع في الأمر أن هؤلاء لا يبالون إطلاقاً بتلك الصيحات تلو الصيحات من قبل الآباء وأولياء الأمور الذين ينادون بتأجيل موعد الامتحانات .. بل ذلك الإصرار العجيب لإقامة الامتحانات في مواعيدها .. وهو ذلك الإصرار الذي لا يوافق المنطق السليم .. وهؤلاء كأنهم يرون أن تأجيل الامتحانات عن مواعيدها المعلنة سوف يتسبب في قيام الساعة والقيامة !! .. والشعب السوداني يقول لهؤلاء الإخوة الأفاضل في وزارة التربية والتعليم أن أحوال التعليم والمدارس السودانية تواجه تلك المعيقات والاضطرابات وعدم الانتظام لمدة سنتين في هذه البلاد .. ومعظم طلاب السودان في السنتين الأخيرتين يواجهون عدم الانتظام وعدم الاستقرار في مسارات التعلم التعليم .. وبالتالي فإن تأجيل موعد الامتحانات لا يمثل جدلاً يستحق النقاش .. ولسان حال الجميع يقول : ( هي خسرانة خسرانة من أساسها وما فرقت كثيراً ) ،، والكل يعرف جيداً أن مستقبل الأبناء والبنات قد ضاع في خضم تلك الأحداث التي سبقت وواكبت الانتفاضة الأخيرة .. وهي تلك الأحداث التي مازالت تدور في أرجاء البلاد .. وعليه من العبث محاولة إنكار تلك الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد وإصدار مثل تلك القرارات المسترجلة دون أية اعتبار لصيحات الآباء .
محصلة ذلك الإصرار على إقامة الامتحانات في مواعيدها معروفة مسبقاً للجميع .. حيث هنالك من الآباء وأولياء الأمور الذين سوف يجتهدون بشدة لإيصال أبناءهم وبناتهم لمراكز الامتحانات بأية وسيلة من الوسائل !! .. وهنالك من الآباء وأولياء الأمور الذين سوف يعجزون عن توصيل أبناءهم وبناتهم لمراكز الامتحانات لسبب من تلك الأسباب العديدة التي تجري في البلاد .. وبالتالي فإن البعض من هؤلاء الطلاب والطالبات سوف يحرمون من فرصة الجلوس في قاعة الامتحانات ،، وتلك صورة لا تشرف إطلاقاً هؤلاء في وزارة التربية والتعليم .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست