اشعر بالخجل، و تصيبني حالة من اليأس عندما اطالع اخبار الفيضانات، و الاضرار السنوية التي يدفع فاتورتها الشعب السوداني رغم ظروفه المعلومة، وهو مشروع للجبايات، و النهب، الشعب الوحيد الذي يدفع لحكامه بلا مقابل.
ما يحدث يثبت اننا تحت وطأة الفساد منذ قيام ما يُسمى بالدولة الوطنية.
دولة تجتاح السيول عاصمتها، و مدنها بشكل سنوي، و تلحق بها دمار مهول بهذا الشكل لا تستحق ان تكون دولة محترمة.
لو قمنا ببناء مصدات خرصانية بطول مائة متر فقط في السنة بإستطاعتنا تسوير المدن، و القرى، والاراضي الزراعية كما يحدث في كل دول العالم المحترمة.
لفت إنتباهي لقاء جمع بين حزب الاسرة " اللمة" و حزب المؤتمر الشعبي " إبن اخت اللمام" الذي يقبع قادته في السجون بتهمة التآمر، و الإنقلاب علي الشرعية في 1989.
في ظل الازمة الامنية، و حالة الإحتقان القبلي في كل اطراف السودان، و علي بعد امتار من لقائهم هدير النيل، و التروس البشرية من شباب السودان الاطهار يطبقون الليل بالنهار.
خرج لقاء التُعساء بخائبي الرجا ببيان يشبه خذلانهم وتقاعسهم، فجاء في مقدمته كأولوية مسألة رفض التطبيع مع إسرائيل، و كأنهم جزء من قطاع غزة، او الضفة الغربية، التي تسبقنا بآلاف السنين الضوئية في البنية التحتية، او مستوى معيشة الإنسان هناك، و اجزم ان اغلب الفلسطينيين لا يعرفون في ايّ قارة تقع دولة السودان.
بالواضح اصبحت مسألة التطبيع، و الشريعة الإسلامية عدة شغل للإسلام السياسي، بدونها لا يمكنهم ان يجدوا في السودان متسع بين اهله البسطاء لدغدغة مشاعرهم، و عواطفهم بقضايا لا تمت لواقعهم، او لإحتياجاتهم بصلة.
اما قوانين سبتمبر لا تساوي قيمة الحبر الذي كُتبت به عندما كان المهدي معارضاً، ثم صارت شريعة إسلامية عندما آلت إليه السلطة، فأصبحت شوكة في خاصرة الوطن.
الإسلام السياسي من اقذر صناعات المستعمر التي ظللنا ندفع ثمن فاتورتها برغم سيادة القطبية الواحدة، و الآن تتشكل ملامح عالم جديد، فظللنا في ذات المربع، فقر، و جهل، و مرض، و السلطة عندنا غاية، و هدف للكسب، و مص دماء الغلابة.
في كل بلاد الدنيا تلتحم الاحزاب مع شعوبها في لحظات الكوارث قبل الحكومات، و تُشكل اللجان، و تعقد الغرف، و تُعلن حالة الطوارئ.
السؤال..
هل من حزب سياسي واحد اعلن حالة الطوارئ داخل صفوفه، او حشد إمكانياته ليقف مع الشعب ؟
المؤسف لا تجدهم إلا في موائد السلطة بحثاً عن الذات، و المنافع، و العمالة، و الإرتزاق.
مشهد عبثي عندما يتحدث الصادق المهدي عن الثورة، و فشلها مع من إنقلبوا علي النظام الدستوري الذي كان هو نفسه علي رأسه، و ظلوا في مركب النظام البائد حتي سقوطه.
المهدى متآمر علي السودان، و شعبه، و متآمر علي الديمقراطية، مكانه الزنازين، و مزابل التاريخ.
علي شباب حزب الامة، و الانصار التحرر من هذا المشهد العبثي، و هذه الاسرة التي لا تليق بهم، و نضالاتهم.
"السلطة من اجل خدمة المواطن، و رفاهيته"
يجب ان تُكتب هذه العبارة علي جدران الفصول، و المدارس، حتي تتحرر الاجيال القادمة من العبودية، و سلطة القبور، و التخلف.
الجلسة الإجرائية لمحاكمة المخلوع تثبت ان الإسلام السياسي عبارة عن صعاليك، و صنيعة رخيصة بدأت تتضح خيوطها لدي طيف واسع من الشعب السوداني الذي سيتعافى من هذا الوهم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة