تشهد بلادنا العزيز فيضانات مدمرة لم تمر عليها منذ اكثر من 100 عام ، والبلاد خرجت منهارة بسبب 30 عاما من حكم الكيزان الفاسدين لأنهم طوال فترة حكمهم لم يقيموا اي بنية تحية او اي تطوير في شبكات التصريف والمجاري او اقامة الحواجز والسواتر الاسمنتية او حتى سدود للتغذية الجوفية تتمثل في تحويل امطار الخير والبركة إلى التخزين في داخل الارض مثلما تفعل جميع دول العالم ، وفي كافة انحاء العالم عند حدوث اي كوارث طبيعية يهب الجيش وكافة الاجهزة الامنية لحماية الناس ودرء المخاطر عنهم ، لكن جيشنا لم يتحرك واصبح بمثابة المتفرج وهو يتحكم في 82% من ثروة البلاد بالاضافة إلى المرتبات والتجهيزات يعني تقريبا السودان يصرف اكثر من 90 % على الامن والدفاع بلا فائدة ، ولذلك نأمرهم ولا نرجوهم القيام بواجبهم في حماية الناس وممتلكاتهم من مخاطر الفيضان. بدلا من الوقوف متفرجين بهذه الطريقة
عندما اجتاحت بريطانيا مؤخرا موجة من السيول والفيضانات حاصرت المدن وأغرقت البيوت؛ فما كان من الدولة إلَّا أن أمرت بنزول الجيش للمساعدة في درء المخاطر؛ فرأينا الجيش، المثقل بأمجاد الإمبراطورية، منهمكاً في التتريس دون أن يغنِّي لهم أحد: عجبوني الليلة جو ترسوا البحر صدَّدوه. لن نسأل لماذا لم ينزل الجيش السوداني، الذي يدفع له الشعب-وسلاح المهندسين تحديداً- بآلياته المشتراة من أموال الشعب، لماذا لم ينزلوا للمساعدة في درء الفيضان، لن نسأل ونحن نرى موقفهم المخزي من فيضان الدم- وليس الماء- في دارفور وكسلا والخرطوم، ذلك الموقف الذي لا يمكن وصفه إلَّا بأنه لم يحرك ساكنا وقد شاهدنا كافة جيوش العالم وهي تهب لخدمة الشعوب عند الطوارئ. لنتذكَّر: يستحوذ جيشنا على ٨٢٪ من المال العام و ٧٠٪ من ميزانية الدولة.
العهد البائد كان جل تركيزه على تكوين جيش جرار لحماية النظام اهل الوطن الحقيقيين الذين يسرقون في خيراتهم تحت تهديد السلاح، لكن النظام سقط ، وذهب إلى غير رجعة لكن جيشه ودعمه وكتائبه ظلت باقية ، وتعمل المتاريس في وجه الثورة وتحقيق اهدافها ، ولاتعمل متاريس لحماية اهل البلد الذين يدفعون لهم الرواتب يواجهون الغرق والخراب والدمار نتيجة الفيضانات التي تجتاح البلاد. وهم مشغولون بالزراعة والرعي مع بداية موسم زراعة السمسم . يا برهان يا كباشي ويا حميدتي هبوا لحماية اهلنا ، ولاتجلسوا تهددونا باستلام السلطة . وتتبعون مخابرات اجنبية لاتريد بنا خيرا وتريد ان تستعمر البلد وتنعم بخيراته التي احق بها اهله البسطاء الذين تحملوا 30 عاما من حكم الكيزان اللصوصي السارق ، متى ينعمون بخيرات بلادهم ويشعرون أن لهم جيشا يحميهم من المخاطر ايا كان نوعها.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة