عندما يصرخ البلهاء، فعلى كل حصيف أن يسكت. وليس السكوت هنا في معرض البيان رضى، بل هو سكوت دريد بن الصمة حين قال: بذلت لهم نصحي بمنعرج اللوى فلم يستبينوا النصح حتى ضحى الغد فكان أنهم لما لم يسمع قوم دريد نصحه، وصرخوا كما يصرخ جداد الشيوعيين، سكت عنهم، بل وقاتل معهم حتى لا يقولوا تخاذل عن قومه. وأتذكر أنه في ذلك الوقت، وفي سبيل تضخيم صورة الأصم، عقدوا له مؤتمراً تحدث فيه عن زيادة الأجور، وقلنا أن زيادة الأجور ستكون وبالاً علينا، ولكن قديسهم حسم الأمر، واستجاب وزير المالية، وصرخ جداد قحط صرخة الأبله، وصرخة الأبله تصم الآذان، فصمتنا. أرسلوا جدادهم كما يفعلون اليوم، وجاء أحدهم يتضاحك كاتباً مقالاً أكثر بلهاً من إبتسامته وهو يزعم أن المرتبات لن تدفع من خزينة الدولة...امتعضنا وبلعنا ألسنتنا. واليوم، لا تجد حكومة الشيوعيين أي سبيل لدفع مرتبات الموظفين، غير بيع الدبابات الكهنة في سوق خردة الحديد. اللعنة يا قوم... ماذا نفعل أكثر من هذا؟ ماذا نقول أكثر مما قلناه ونقوله لكي يفهم هذا الشعب؟ ومتى يستحي هؤلاء؟ ومتى نعيش في دولة بها رجال دولة؟ متى نعيش في دولة بها بصيص أمل؟ متى نعيش في دولة ونحن نعرف ماذا سيحدث غدا؟ متى نعيش في دولة مؤسسات يمكنها ان تعطنا ثقة في الغد، وبالتالي نضع لأنفسنا خططاً للمستقبل؟ لماذا يحدث كل ذلك لنا؟ ولماذا كل شخص لا يسمع إلا ما يريد أن يسمعه، وإن سمع فلا يفهم إلا ما يأتِ على هواه، تماما كبني إسرائيل الذين قال الله فيهم: (أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ) (البقرة-87) إلى متى سنظل هكذا، ندور كصامولة محلوجة مع حكومات كئيبة بائسة، بمطبلاتية وسفهاء أحلام ومدفوعي الأجر؟ إلى متى سيستمر حظر الطيران، فلقد سئمنا وباتت الهجرة فرض عين على كل مواطن حر العقل ذو ضمير مستنير؟ افتحوا الطيران خلونا نتخارج...
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
أمل الكردفاني
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست