هي تلك الصورة المنسوخة بنفس المواصفات والمنوال .. حيث الانفلات والفوضى في كافة مجالات الحياة .. وحيث ذلك التردي والتراجع المزري في أحوال الناس .. وحيث ذلك الغلاء والندرة والأزمات والضائقة المعيشية .. وحيث تلك الصيحات التي تتعالى بين أفراد الشعب السوداني بأسباب الأوجاع والويلات .. وحيث ذلك الانفلات الأمني في البلاد بطريقة خطيرة تطرد المنام من الأجفان!.. وحيث ذلك الغياب المخجل للسلطات عن أوجه الحياة .. وبعد تلك الأحوال المزرية القاتلة فإن النهايات والنتائج معروفة جيداً لدى الشعب السوداني بحكم التجارب السابقة في البلاد لأكثر من ستين عاماً .. والمحصلة التي يتوقعها الشعب السوداني هي تلك النقلة التالية المعهودة في تجارب البلاد .. حيث فجأة سوف تتحرك تلك الدبابات لتتحكم في المواقع الإستراتيجية .. وسوف تعزف تلك المارشات العسكرية .. وبعدها سوف ينبري أحد أبناء السودان ليعلن للشعب السوداني بأنه قد قام بالانقلاب حتى ينقذ البلاد من ذلك التردي والانهيار.. وتلك الصورة النمطية ليست بالجديدة على الشعب السوداني .. فهي صورة متكررة في البلاد منذ استقلال البلاد بدرجة الغثيان .. حيث تلك العسكرية التي تعقبها المدنية .. وحيث تلك المدنية التي تعقبها العسكرية !.. صورة تماثل الأسطوانة المشروخة في معدلات التردد والتكرار !.. ( مدنية تعقبها عسكرية ،، ثم عسكرية تعقبها مدنية !! ).. ولا جديد تحت السماء .. ولا يفكر هؤلاء أبناء السودان إطلاقاً أن يخرجوا من تلك الدائر المغلقة العقيمة .. وحين يجدون تلك السانحة المتاحة في وقت من الأوقات يمارسون نفس الخطوات بنفس تلك الأساليب السابقة الفاشلة المجربة ألف مرة !.. ويواصلون المشوار بنفس الأخطاء المعهودة .. والذي يشاهد أحوال السودان في هذه الأيام يبكي أسفاً وحسرة على عقول هؤلاء المسئولين في البلاد !! .. هؤلاء الجهلاء الذين لا يتبدلون إطلاقاً في معدلات التفكير !!.. وكالعادة المعهودة ذلك الضعف في الأداء .. وذلك التسويف في القضايا .. وذلك العجز التام في إدارة البلاد !! .. ويخال للناس في هذه الأيام أن دولة السودان لا توجد فيها حكومة بمعنى الحكومة .. والشعب يلاحظ في هذه الأيام بأن مقاليد السلطة والقرارات في أيدي هؤلاء التجار والسماسرة وشركات الاحتكار وأمثالهم كأصحاب المركبات العامة والخاصة !!.. وقد ضاعت معالم الحكومة المؤقتة في خضم تلك المناوشات الجانبية الفارغة .. الشعب السودان في هذه الأيام يشتكي من الويلات ومن ضيق الأحوال ومن ظروف المعيشة الصعبة القاسية ،، وهؤلاء في الحكومة المؤقتة يهيمون فقط بتلك القضايا الهامشية الجانبية التي لا تطرد الجوع من الأمعاء ولا تطرد الظمأ عن العطشى والغلابة !!
الأحوال مزرية للغاية في هذه الأيام .. وذلك الإنسان الذي يراقب الأحداث يجد أن الشعب السوداني يكابد أشد ألوان الويلات .. ويعيش أهلك الظروف المعيشية القاسية في غياب تلك الحكومة المؤقتة .. وهي تلك الحكومة المؤقتة التي تهدر أوقاتها في تلك القضايا الهامشية الجانبية الغير ملحة في الوقت الحاضر .. وتتجاهل كلياُ تلك المتطلبات التي تمس حياة الإنسان السوداني .. ومن سخرية الأحوال أن تلك الحكومة تزاول في هذه الأيام ذلك الجدل البيزنطي : ( هل الدجاجة من البيض أم البيض من الدجاجة ؟؟ ).. ومعظم تلك القضايا المصيرية معلقة دون تلك الحلول .. وذلك لعجز كبير في مقدرات الحكومة المؤقتة الحالية .. وتلك المحنة القاسية قد فرضت على الشعب السوداني أن يتمنى قدوم تلك ( الدبابات ) في العاجل المبكر حتى يستريح الشعب قليلاً من تلك الويلات التي تجري في البلاد .. ولسان حال الشعب السوداني يقول : ( راحة في ظلال أي نظام جديد أفضل ألف مرة من عذاب في ظلال حكومة فاشلة !! ) .. ولذا يتمنى الشعب السوداني تلك الراحة في ظلال نظام جديد يخرج الشعب من أتون تلك الويلات التي تماثل الجحيم !!.. وهو ذلك الشعب السوداني الذي تهمه في الأول والأخير راحة البال والعيشة الهنيئة الرضية في ظلال أية حكومة من الحكومات .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة