في مقالة سابقة ، اكدنا ان رئيسنا الحبوب حمدوك قد صار معبود الجماهير ، ورمانة الميزان السوداني التي تعطي كل ذي حق حقه ولا تُخسر الميزان ، وحجر الرحى الذي يهرس مشاكل واعداء السودان خصوصاً الابالسة الاخونجية المتأسلمين . وكان أن هتفت الجماهير: شكراً حمدوك . وذكرنا في المقالة السابقة ، ان رئيسنا الحبوب بشر يأكل الطعام ، ويمشي في الاسواق ، وبالتالي ينطبق عليه الحديث النبوي : كل بني آدم خطاء ، وخير الخطائين التوابون . في هذه الحلقة من المقالة نستعرض حدثين قام بهما رئيسنا الحبوب حمدوك ، ونتحفظ على قراره في كل واحد منهما ، مع احتفاظنا بإحترامنا ومحبتنا ومعزتنا لرئيسنا الحبوب ، الذي يجسد امل السودانيين في غد مشرق ترفرف فيه رايات السلام الشامل العادل والتحول الديمقراطي الكامل ، ودولة المواطنة المتساوية امام القانون . الحدث الاول ؟ كان من الأولى أن يخاطب رئيسنا الحبوب حمدوك الموكب السلمي لتصحيح المسار وجرد الحساب ، ويتلطف مع ابنائه الثوار الذين فجروا الثورة التي أتت به رئيساً لنا كلنا جميعاً . الثورة التي شبهها الرئيس الفرنسي ماكرون بالثورة الفرنسية 1789 ، والتي سوف تفوز بجائزة نوبل للسلام لعام 2020 في اكتوبر القادم باذنه الواحد الاحد .
ما كان لرئيسنا الحبوب حمدوك أن يتخلف عن مخاطبة الثوار في يوم الاثنين 17 اغسطس 2020 ، الذكرى الاولى لتوقيع الوثيقة الدستورية .
مخاطبة رئيسنا حمدوك للثوار كانت سوف تهدئ النفوس الثائرة الغاضبة بسبب وبحق ، اقله الضائقة المعيشية الخانقة التي نعيشها حالياً . كما إن فيها تقدير وتعظيم واحترام لتضحياتهم بالدم والعرق والدموع ... التضحيات التي اتت به رئيساً في المقام الاول .
أمّا وقد فعل رئيسنا الحبوب حمدوك مافعل ، ولأسباب نجهلها ، فقد وسع الهوة بينه وبين ابنائه الثوار ، وأقام الحواجز ، ومهد الطريق للتصعيد.
والاهم الاهم انه اعطى فرصة للمكون العسكري الاخونجي لكي يشمت في رئيسنا الحبوب وفي الثوار في آن ، وأن يسن سكاكينه لكي يهجم على الثورة وعلى الثوار وعلى المكون المدني وعلى حكومة حمدوك ، بدافع إستتباب الامن ، ورفض الشعب والثوار للرئيس حمدوك وحكومته ، وفشل الرئيس حمدوك وحكومته المدنية .
المكون العسكري الاخونجي متربص بالثورة وبحكومة حمدوك المدنية ، ويلبد خلف الكورنر لكي يهجم في الوقت المناسب . وهو لا يخفي تربصه فقد صرح الفريق اول شمس الدين كضباشي في يوم الثلاثاء 26 مايو 2020، في كادوقلي ، بانهم لن يسمحوا للمكون المدني بان يزيحهم من السلطة التنفيذية ويجدعهم في السهلة ، ويحتكر السلطة حتى لساعة واحدة . وإنهم أي المكون العسكري سوف لن يرجعون إلى ثكناتهم ، وإنهم هاهنا قاعدون .
وفي يوم الاحد 2 اغسطس 2020 في لقاء الحتانة ، كرر الفريق اول كضباشي نفس تهديداته ، وسخر من انه يشعر بالخجل لاعتباره من المسؤولين عن هذه الحكومة المدنية الفاشلة . وهذه هي كلمات الدلع والدبلوماسية لعزم المكون العسكري القيام بإنقلاب عسكري والاطاحة برئيسنا الحبوب حمدوك وحكومته المدنية لفشلها ... خصوصاً وشباب الثورة حانق عليه وعلى حكومته لرفضه مقابلتهم لدقائق معدودة في يوم الاثنين 17 اغسطس 2020 ، وإستلام مذكرتهم ، الأمر الذي يؤكد الفجوة بل عدم الثقة بين الثوار ورئيسنا الحبوب حمدوك .
وعندما تنعدم الثقة ، تنهار البناية بمن وعلى من فيها !
مثالاً وليس حصراً ، من دولة مالي في غرب افريقيا ، وكان اسمها السودان في زمن غابر وقبل استقلالها .
في يوم الثلاثاء 18 اغسطس 2020 ، هب الشباب في مالي ضد الحكومة المدنية الديمقراطية ، وطالبوا بعزلها ، لتزويرها الانتخابات . رفض رئيس الوزراء إستلام مذكرة الشباب الثائر ، وطلب من قوات الجيش والامن سحق الثوار . رفض الجيش الانصياع لأوامر رئيس الوزراء ، واعتقل رئيس الجمهورية المنتخب ديمقراطيا ، ورئيس الوزراء ، ومعظم المتنفذين في الحكومة المدنية ، وارغم رئيس الجمهورية على الاستقالة ، وحل الحكومة والبرلمان ...
هتف الشباب الثوار للجيش وضد الحكومة المدنية الشرعية التي اهانت كرامتهم ، ورفضت إستلام مذكرتهم المطالبة بالاصلاح وتصحيح المسار وجرد الحساب ... كيتن في المرقوت المدني وعشان تاني .
ونزيدك كيل بعير من السودان هذه المرة .
في سياق احداث يوم الاثنين 17 أغسطس 2020 ، قال قائل منهم ، وهو رئيس الحزب الاتحادي الموحد، الرئيس محمد عصمت ، إن المكون المدني، يشكل غياباً كاملاً في مؤسسات الدولة على مستوى المجلسين، وانه لا يوجد حكم مدني بالبلاد، مؤكدا أن المكون العسكري يسيطر على كل مفاصل الدولة ، و معتبرا أن ما حدث من الرئيس حمدوك برفضه مقابلة الثوار ، ومن عنف طاغ من حكومة الرئيس حمدوك تجاه الثوار في موكبهم السلمي لجرد الحساب ، لا يمكن قبوله ، وسبب كاف لتجميد عضوية حزبه في حاضنة حكومة الرئيس حمدوك السياسية .... بعربي الكلاكلة دعوته لرحيل حكومة الرئيس حمدوك ؟
في عالم القرية الصغيرة الإنترنيتية ، تابع المكون العسكري الاخونجي الاحداث في مالي ، وتصريحات السياسيين في السودان ... وأضمر شراً .
ما الحل حتى نتجنب سيناريو مالي ، وإنقلاب عسكري يقوده المكون العسكري الاخونجي ضد رئيسنا الحبوب حمدوك .
العترة بتصلح المشي . شعار الوطن اولاً هو الشعار المرفوع حالياً من الثوار . والحديث النبوي يؤكد لرئيسنا الحبوب حمدوك ان كل بني آدم خطاء ، وخير الخطائين التوابون . والآية 222 في سورة البقرة تذكرنا بان الله سبحانه وتعالى يحب التوابين ويحب المتطهرين .
وندعو رئيسنا الحبوب حمدوك ان يتكرم بالتدبر في الآية 135 والآية 136 في سورة آل عمران :
نطلب من رئيسنا الحبوب حمدوك الاعتذار للثوار والثائرات على عدم مقابلته لهم يوم الاثنين 17 اغسطس 2020 ، عندما حضروا لداره الرسمي ، في مسيرة سلمية لمقابلته وتسليمه مذكرة لتصحيح المسار وجرد الحساب .
الاعتذار من شيمة الكبار ... فهل يفعله رئيسنا الحبوب حمدوك ... إنه إذن من المفلحين الفالحين الذين يعملون على إنفاذ شعار ... الوطن اولاً واخيراً .
الحدث الثاني :
قام تنظيم القاعدة بعدة غزوات وعمليات عسكرية ضد المصالح الامريكية ، إنتقاماً ضد الظلم الامريكي والاسرائيلي الواقع على الفلسطينين وقضيتهم النبيلة ... السبب الذي تخفيه وكالات الانباء العالمية لعدم تحميل اسرائيل المسؤولية . اقرت المحاكم الامريكية بالصلة بين حكومة الاخونجية وتنظيم القاعدة ، وبالتالي حكمت بان تدفع حكومة الرئيس حمدوك غرامة لعائلات الضحايا وللجرحى في العمليات العسكرية التي قام بها تنظيم القاعدة ضد المصالح الامريكية . نختزل ادناه ثلاث من هذه العمليات العسكرية : اولاً : في يوم الخميس 12 اكتوبر 2000 ، فجرت القاعدة صاروخ ضد المدمرة كول في ميناء عدن ، مات على اثره 17 من البحارة ، وجُرح 39 من بحارة المدمرة . دفعت حكومة الرئيس حمدوك مبلغ 30 مليون دولار كتعويض لعائلات الضحايا وللجرحى ، واشترطت رفع اسم السودان من قائمة وزارة الخارجية الامريكية التي تحتوي على الدول الراعية للارهاب ، وعدم مطالبة حكومة الرئيس حمدوك بدفع اي غرامات وتعويضات اخرى لانها غير معنية بتنظيم القاعدة . وكما تعرف يا حبيب ( حدس ما حدس ) ؟ ثانياً : في يوم الجمعة 7 اغسطس 1998 ، فجر تنظيم القاعدة سفارتي الولايات المتحدة في نيروبي ودار السلام . مات 224 شخص في التفجيرات منهم 12 امريكي ، وجُرح اكثر من 5 الف شخص في التفجيرين . وافقت حكومة الرئيس حمدوك على دفع 335 مليون دولار كتعويض لعائلات الضحايا والجرحى ، واشترطت رفع اسم السودان من قائمة وزارة الخارجية الامريكية التي تحتوي على الدول الراعية للارهاب ، وعدم مطالبة حكومة الرئيس حمدوك بدفع اي غرامات وتعويضات اخرى لانها غير معنية بتنظيم القاعدة . وكما تعرف يا حبيب ( حدس ما حدس ) ؟ ثالثاً : في يوم الثلاثاء 11 سبتمبر 2001 ، فجر تنظيم القاعدة برجي التجارة في نيويورك ، في اكبر عملية انتحارية في التاريخ الانساني . مات 2997 ، وجُرح اكثر من 25 الف في التفجيرات . تطالب عائلات الضحايا والجرحي بتعويضات تتجاوز ثلاث ترليون وثلاث مليار دولار من المملكة العربية السعودية ومن حكومة حمدوك . تدعي عائلات الضحايا والجرحى ان المحاكم الامريكية قد اكدت صلة حكومة الرئيس حمدوك بتنظيم القاعدة ، في حكمها الذي وافقت عليه حكومة الرئيس حمدوك ، في تفجيرات القاعدة لسفارتي امريكا في نيروبي ودار السلام ، وفي تفجير المدمرة كول ، حسب ما هو مذكور اعلاه ... وبالتالي مسؤولية حكومة الرئيس حمدوك عن تفجيرات القاعدة في ناين الفن . طالبت عائلات الضحايا وطالب الجرحى الكونغرس الامريكي بعدم رفع اسم السودان من القائمة الامريكية الارهابية ، الا بعد دفعه لقسم من الغرامات والتعويضات المطلوبة ، والتي ربما بلغت ترليون دولار ، اي الف مليار دولار . خازوق قدر الضربة ادخلنا فيه الرئيس حمدوك بموافقته على دفع تعويضات لعمليات القاعدة التي لا ناقة لنا فيها ولا جمل في الحالتين المذكورتين اعلاه . لمزيد من التفاصيل ، يمكنك يا حبيب الرجوع للتقرير المنشور يوم الاربعاء 19 اغسطس 2020 ، والذي تجده على الرابط ادناه : https://thehill.com/policy/national-security/512548-9-11-families-urgehttps://thehill.com/policy/national-security/512548-9-11-families-urge- congress-to-back-off-sudan-deal
نواصل ...
08-21-2020, 09:22 AM
عبدالله الشقليني عبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة