الضجة التي خلفتها تصريحات الناطق الرسمي بإسم وزارة الخارجية والنفي المضاد الذي سارع به الوزير المكلف وكذلك وزارة الإعلام ( الناطق الرسمي بإسم الحكومة الإنتقالية ) ، كل هذه الأحداث والتصريحات خرجت خلال سويعات من إعلان لقاء طحون بن زايد برئيس جهاز المخابرات الصهيوني ( في الإمارات ) التي فتحت خطوط الهاتف والإتصال المباشر بإسرائيل .
كل ذلك كان يتم والبالونات الحارقة تهطل بالحمم علي مستوطنات اليهود المغتصبين ، بعد اتفاق الإمارات إسرائيل ، إن ما يحدث الآن علي ساحة السياسية الخارجية لا يزال النظام القديم موجود بتوجهاته ، ومرتهن للمحاور وذيل لها يتبعها حتي ولو كانت تسير الي المحرقة ، فدول الخليج نظام الحكم مرتبط بأسرة وتخضع سياسياتها لمنطق ووجهة نظر الأسرة الحاكمة ولا مكان للأصوات الشعبية في التأثير علي صناعة القرار الوطني الداخلي والخارجي لديها .
بالمقارنة فإنه من الملاحظات التي لا تتطلب الدقة أن حكومتنا مقيدة بوجهة النظر الخليجية للأمور ، بغض النظر عن صحتها أو خطأها فهي رهن للإرادة لدي أصحاب العقال .
المثير لدهشة تماثل إندهاش وزير الخارجية المكلف ، أن هنالك إختراقات علي مستوي مؤسسة الرئاسة إستمرت متواصلة منذ العهد البائد ، وإنتقلت مخلفات المخابرات الأجنبية إلي أدراج وردهات القصر الجمهوري ومثالها نجوي قدح الدم ( مهندسة العلاقات الإسرائيلية السودانية كما تسمي ) ، وما حدث منذ لقاء البرهان نتينياهو في يوغندا كان يشير بشكل واضح إلي أن الرئاسة غارقة حتي أُذُنيها في العمالة والإرتهان ، وأن اللقاء كان ثمرة مسمومة للقاءات تتم كانت في الخفاء وتمتنت حتي أُعلنت في يوغندا .
إن ما حدث بالأمس وتداعياته تؤكد أن إتفاق الشراكة لم يتم إلا بعد أن استلم الطرفين الخطة التي يجب تنفيذها وهي إملاءات للإصلاحات الإقتصادية كما يذكر لم نجن منها سوي زيادة التضخم وارتفاع الاسعار والتدهور الإقتصادي ، وإملاءات المحاور التي لم يستطع ( القادة الجدد ) علي تقديم مبررات مقنعة للشعب السوداني تفسر لماذا تستمر سياسة البشير في ( اليمن ) كمثال ولماذا تُصر علي بقاء القوات السودانية هناك .
إن إستمرار سياسة نظام البشير ناتجة من أن الإتفاق الدستوري الذي تم توقيعه في أغسطس العام الماضي ولا يزال شباب لجان المقاومة بالشوارع يطالبون بجرد حساب لفترة عام من عدم وضوح الرؤية وغياب لخطاب المستقبل وممارسة النظام ، تأتي إحتجاجات جرد الحساب والتصعيد ( يتصاعد ) ولم يبالي مسؤولي الحكومة الإنتقالية ولو بالإلتفات التطميني لما يحدث في شوارع الخرطوم المغلقة .
جرد الحساب سيستمر وربما هذا التصاعد يزداد حدة مع استفزازات حكومة ( حامل وطرشاء ) عن سماع أصوات حاضنتها التي أصبحت الآن علي طريق ( معارضة واسعة تتشكل ) وسوف تمتد لتختلط الأجندة حتي مع فلول النظام السابق ، فللكل مبرر للخروج والتظاهر ولن تستطيع أن تفرز بين من يخرج من الكيزان أو الوطنيين في قضية خبز يعاني منها الجميع .
عجز القيادة السياسية علي مستوي الحكومة الإنتقالية بيّن ، ويتطلب من القوي المستنيرة أن تخرج من قوقعة رد الفعل والمقاومة إلي أداء دورها في تبصير الجماهير بأطروحات تستشرف المستقبل , وتضع حلول للمشاكل بواقعية تفيد في كتابة مشروع وطني ليكون محدد لتناول العديد من القضايا الجوهرية في بناء الدولة . --
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة