من حق الشعب السوداني ان يجني ثمار الثورة التي صنعها وقدم التضحيات الجسام في سبيل تحقيق اهدافها المتمثلة في الحرية والسلام والعدالة ولم تتوقف تضحيات الشعب السوداني حتي عقب سقوط النظام الضلالي المقبور حيث تسابق الشباب لنيل الشهادة قربان للوطن ليتحقق التغير المنشود وكان يوم السابع عشر من شهر اغسطس 2019 م شاهد علي اقرار الوثيقة الدستورية التي بموجبها تم تشكل مجلس الوزراء ومجلس السيادة وقد منح الشعب تلك الحكومة فترة العام للحكم عليها وهي فترة كافية لمن يمتلك زمام الأمور اضافة الي ذلك وجد السيد حمدوك عبارات الشكر والتقدير والثناء من الشارع السوداني حتي قبل ان يقدم شي ملموس للمواطن الذي تدهورت حالته المعيشية في سابقة لم تحدث في تاريخ السودان الحديث حيث ارتفعت الاسعار بشكل جنوني في ظل عدم وجود رادع من الحكومة يكبح جماح التجار الجشعين واستمرار ازمة الخبز وارتفاع تعرفة المواصلات العامة ضعف ما كان عليه قبل الحظر الصحي لمنع انتشار فيروس كورونا حيث وصلت نسبة المضاعفة اكثر من 50% اضافة الي الانفلات الأمني في الشرق بورتسودان والصراع القبلي. بين البني عامر والنوبة والذي بداء في القضارف قبل ان ينتقل الي عروس البحر الأحمر وكذلك التصادم الذي وقع في حلفا الجديدة بين بعض سكانها من المكونات الاثنية المتعددة وفي الغرب كذلك لم يشهد هو كذلك استقرار حيث كثرة الصدمات العرقية في اقليم دار فور مما افضي الي قيام اعتصام مفتوح في منطقة نيرتتي غيرهما من الاعتصامات المطلبية التي انتظمت العديد من المناطق في السودان ولم تجد اكثرها استجابة من المسؤولين والذين بكل اسف كانوا حتي بالامس ضمن صفوفنا الثائرة ضد حكم الطغيان والاستبداد والفساد ولكنها اليوم تقلب ظهر المجن لرفاق الامس ، ان من اساسيات الديمقرطية هي اقرار حرية التعبير وابداء الرأي وهذا مضمن في الوثيقة الدستورية وعلي هذا الاساس نظم الثوار موكب لجرد الحساب مع حكومتهم وتم اعلام جميع الوسائط الإعلامية بذلك وتحديد مسارات لسير الثوار مع وضع ضوابط لها علي ان يلتقي الجميع امام ساحة مباني مجلس الوزراء وتسليم السيد رئيس الوزراء عبد الله حمدوك مطالب الشعب والتي من ابرزها تشكيل المجلس التشريعي واصلاح الوضع الاقتصادي والاسراع في اكمال ملف السلام وغيرها من المطالب المشروعة ولكن اعتذار السيد رئيس الوزراء حمدوك عن لقاء الجماهير مثل صدمة كبيرة لهم فكان اضعف الايمان قيام السيد رئيس الوزراء بمخاطبة تلك الجماهير عبر الهاتف تقدير للثوار الذين تكبدو المشاق بقطع كل تلك المسافات الطويلة من اطراف العاصمة وصول الي مقر مجلس الوزراء ولكن بكل اسف اكتفي السيد حمدوك بارسال ممثل له لاستلام مطالب الثوار فقد كان. ذلك استفزاز مباشر لمشاعر العديد من الحضور خاصة اسر الشهداء الذين اصيبوا بخيبة أمل وهم يشاهدون من وصل الي الحكم بفضل دماء ابناءهم يتعالي عليهم بل لم يقتصر الامر علي ذلك فتم تفريقهم بالغاز المسيل للدموع ان ما حدث لجموع الثوار امام مجلس الوزراء من تعدي بالضرب المبرح والقذف بالغاز المسيل للدموع والاعتقال يعد انتكاسة للثورة و لو حدث ذلك التعدي ابان عهد النظام البائد لكان الامر عادي فذلك هو نهج الكيزان مع كل صوت يصدح بالحق ولكن ان يحدث ذلك القمع في عهد حكومة مدنية اتي بها هولاء المحتشدين امام مجلس الوزراء فهذا امر صادم للنفس وحقيقة كما يقال ان الثورة تاكل اولادها والا كيف يفسر ما حدث امام مجلس الوزراء بالرغم من التزم الجميع بالسلمية فلايوجد سبب يجعل الشرطة تطلق الغاز المسيل للدموع و حتي اذا حدث تفلت من البعض كان يمكن التعامل معه بصورة اخري بعيد استخدام القوة المفرطة والسوال هل غاب عن ذهن السيد رئيس الوزراء حمدوك ان بالوثيقة الدستورية نص يمنح كل مواطن حرية التعبير بشكل سلمي وحتي اذا افترضنا ان تلك الاحداث التي وقعت امام مجلس الوزراء من تعدي علي الثوار دون علم السيد رئيس الوزراء حمدوك اما كان الاجدار من مكتب رئيس الوزراء اصدار بيان يدين ما حدث من عنف نحو الثوار واجراء تحقيق حول ذلك ربما ساعد ذلك علي الاقل بامتصاص غضب الثوار ان ماحدث يوم السابع عشر من اغسطس امام مجلس الوزراء من تعدي علي موكب جرد الحساب قد خصم كثيراً من رصيد السيد رئيس الوزراء عبد الله حمدوك الذي كان يحتل مساحة كبيرة في قلوب الناس خاصة فئة الشباب فنحن في السودان نعاني منذ سنوات من عدم وجود قيادة رشيدة يلتف حولها الشعب السوداني وما ان تظهر شخصية في الساحة حتي يسارع الناس للتفاف حولها ولكنهم سرعان ما يتركونها بعد اكتشاف حقيقتها وهكذا يواصلون البحث عن شخصية اخري وانطبق عليهم قول الله تعالي ﴿ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ ﴾ صدق الله العظيم يجب علي صناع القرار السياسي في البلاد العلم بان المقاعد التي يجلسوا عليها الان كان ثمنها دماء وارواح شهداءنا الابرار وان اطلاق الغاز المسيل للدموع الذي وقع امس الاول لايعادل شي امام الاعداد الكبيرة من عبوات الغاز المسيل للدموع التي كانت تطلق علينا في ساحة اعتصام السادس من ابريل امام القيادة. العامة ولم تكسر عزم الثوار ولا تزال النفوس تنبض بنار الثورة والشوارع لا تخون كنا نتوقع من حكومتنا ان تتعامل مع شعبها بشكل افضل من ذلك وشكر حمدوك والرسالة قد وصلت وعلي الشعب السوداني عدم تقديس الشخصيات السياسية والوطن اولي بالحب والتقدير والاحترام
ترس اخير يا شعبنا ان القوم قد أَخْلَفُوكَ الْمَوْعِدَا وَنَقَضُوا مِيثَاقَكَ الْمُوَكَّدَا
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
علاء الدين محمد ابكر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست