هل نظر حمدوك في الكتاب الاسود فأصرّ علي "نسونة" الشمال؟ او بعبارة اخري: هل كان الراحل خليل ابراهيم حاضرا عند اختيار الولاة المدنيين؟ فأثر في اختيار امرأتين علي رأس الأقليم الذي انتقده في كتابه، نحاول هنا ان نتحدث بلغة ناعمة ومخففة، واتمني ان احافظ علي تلك اللغة حتي نهاية حديثي، وعلي كلٍ اعذروني، لأني قلت لكم اني لا أكون طبيعيا.. حينما انظر ولو خلسة الي ذلك الكتاب اللعين! رغم انه لا ينكر ما جاء فيه الا مكابر.
كل الناس يستغربون لماذا النيل والشمالية في قبضة اخوات داليا الياس؟!! اشمعنَ يعني من دون الولايات ال 18؟ هل لان رجال الاقليم الشمالي .. اخذوا نصيبهم تالت متلت؟ ألأنهم اخذوا فرصتهم كاملة في الادارة والحكم منذ الاستقلال؟ وكانت النتيجة كما نعرف جميعا، ثم ان ال .. هناك امر .. الاقليم الشمالي يهتم اهله بالقبائل والنسب و .. و .. ثم انهم مجتمع اقرب الي الذكورية، والمرأة يعني .. ليس لها .. أو لا تعطي ادوار بارزة، وانها.. ولو كانت فأس.. فانها .. تجتهد كثيرا .. حتي تقطع الرأس، المهم يعني مجتمعاتنا لا زال فيها شئ من الجاهلية، حمية القبيلة و حماشة الذكور، وشكمهم للجنس الآخر.
وانا لا ابالغ، ودونكم ما ورد من انتقادات من البعض، ونحن لَسّة بنقول يا هادي، والولاة لم يؤدوا القسم بعد، خرج علينا احد البرطما.. احد البرلمانيين في عهد الانقاذ، احد ابناء الشمل يدعي برطما، هو من أبناء جزيرة مقاصر، وهو خريج جامعة طرابلس، كان في الظاهر ضد المؤتمر الوطني، فهل كان جزءا من فساد النظام؟ وهل كانت امواله من النظام؟ برطم هل خدم اهالي الدائرة التي مثلها بالبرلمان؟! ام انه استغل المقعد من اجل المحافظة على مصالحه الشخصية ؟ قيل انه يؤيد المؤتمر الوطني سرا ويعارضه جهراً! وظل يفوز في الدائرة 2 رغم ان معظم المسجلين في السجل الانتخابي مؤتمر وطني! برطم هو سيد (البيت الأبيض) السوداني!!! فقد شيد برطم في ضاحية كافوري بيتا فخما.. مشابها للبيت الأبيض الذي في الولايات المتحدة الأميركية! 35 غرفة!!!! و32 حمام!!!!! و3 صالونات للضيوف!!!!
المهم .. برطم هذا انتقد تعيين واليتين- مرة واحدة- في الشمال! وبدر منه ما يفهم انهم سيقاومون هذا الاختيار، مع انه اعترف ان نصيب النساء كان المفروض يكون 40% يعني 8 واليات، معارضة برطم مبكرة جدا جدا، وهي تثير تساؤلا كبيرا، هل يقبل اهل المنطقة بمن ينشّأُ في الحلية وهو في الخصام غير مبين، هل يقبلون بهذا حضرهم و اعرابهم؟ ام انهم اجدر الا يقبلوا اول تجربة مثل هذه؟
مثلث الجاهلية نجده حاضرا في شمالنا مثلما هو حاضر في ربوع اخري، العنصرية والقبلية، وازدراء المرأة، والتعصب والتطرف الديني، بالنسبة للعنصرية تحدثنا كثيرا عنها، وليس لي مزاج _ولا اظن لديكم- في ان نفصّل، ولكن لا بأس ان نتذكر شيئا واحدا، ان رجل متعلم ومثقف جدا تخرج من فمه "زفارات" عنصرية جدا !! وهو لا يخجل ان يفرّق بين بني آدم علي أساس "السَحْنَة"!!!! وبالنسبة للتطرف نحن نعرف ان الشمال به تطرّف، اذ تنتشر فيه بعض المذاهب والجماعات التي تنحو نحو التشدد، بعض مساجد الخرطوم للاسف تحت امرة هؤلاء، واغلب دعاتهم من الشمالية، ومناطق طرفية اخري، (لن يفلح قوم ولوا امرهم امرأة)!!! فحديث مثل هذا سنجده منتشرا علي منابر المساجد، انا متأكد من هذا، فهم احيانا ينتقدون بعض مديرات المدارس من هذا المنطلق! خاصة اذا كانت المديرة لمدرسة بنين!! لا زلت اذكر رسالة دينية انتشرت هناك انتشارا كبيرا - في الثمانينات، حتي انك لتجدها في كل البيوت، الرسالة بعنوان: (خطر مشاركة المرأة للرجل في ميدان عمله)!!!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد سمنّور
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست