هناك قاعدة مهمة في الفقه الاسلامي تقول: (المشقة تجلب التيسير ) وايضا: (ان الأمر اذا ضاق اتسع، واذا اتسع ضاق)
ومعنى القاعدة انه إذا وجد ضيق ومشقة في فعل أو أمر، يجب إيجاد رخصة لذلك الضيق؛ فلإزالة المشقة تجوز المحظورات. وإذا وقع شخص في ضيق يجوز له اختيار اليسر، حسب ما ورد عن الشارع.. فإذا زالت الصعوبة يرجع الأمر إلى الضيق، وهو القيام بالأمر كما أوجب الله سبحانه وتعالى.
وجدت تصريحا لرئيس لجنة الفتوى الأسبق بالازهر الشريف: الدكتور عبد الحميد الأطرش، يؤكد أنه يجوز للفقراء التضحية بالطيور لأنها ليست صدقة وإنما سنة، كما قال سيدنا بلال بن رباح، مؤذن الرسول (ص): "لا أبالي إن ضحيت بديك " ورد عليه النبي (ص) قائلًا: " مؤذن ضحى بمؤذن" قال الاطرش: " وأقول للمعترضين اقرأوا الدين قبل أن تعترضوا، والأضحية سنة مؤكدة لمن يقدر على ذلك".
ايضا وجدت تصريحا للدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقة بجامعة الازهر، عن أضحية الطيور، قال فيه: إن التضحية تجوز بكل ما يحل أكله سواء لحوم الحيوان أو لحوم الطيور. وأضاف الهلالي: "إن الجدل حول أضحية عيد الأضحى كشف للشعب من هم الأوصياء على الدين، وأكد على كلام سيدنا بلال مؤذن الرسول الذي قال لا ابالي إذا ضحيت بديك، وما أجازه المذهب الظاهري بالتضحية بكل ما يحل أكله سواء لحوم الحيوان أو لحوم الطير. وتابع الهلالي: "المذهب الظاهري أحل أن تكون الأضحية بأي ذبيحة سواء بقرة أو خروف أو دجاجة أوديك أو بطة، فكل ما يسمى نحر أو ذبح يدخل ضمن الأضحية". وأكد الهلالي أن هناك حديث شريف في بخاري ومسلم يؤكد: أن المقربة إلى الله جائزة بكبش أو الجمل أو الدجاجة.
وقبل بضع سنوات أفتى "زكريا بياز": عميد كلية الفقه في جامعة "مرمرة" بإسطنبول، بجواز التضحية بالدجاج يوم الأضحى بدلا من بهيمة الأنعام.
جواز الأضحية بغير الأنعام رأي معروف للامام ابن حزم الأندلسي رحمه الله تعالى و الانعام هي الإبل و البقر و الاغنام، قال ابن حزم: (والأضحية جائزة بكل حيوان يؤكل لحمه من ذي أربع، أو طائر، كالفرس، والإبل، وبقر الوحش، والديك، وسائر الطير والحيوان الحلال أكله، والأفضل في كل ذلك ما طاب لحمه وكثر وغلا ثمنه) ومرجعه ما ورد عن ابن عباس وبلال (رض) وغيرهما.
واستدل ابن حزم بعدة نصوص: 1- ما رواه الشيخان عن أبي هريرة: (من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح، فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية، فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة، فكأنما قرب كبشا أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة، فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة، فكأنما قرب بيضة ..الخ)
2- وما رواه أبي هريرة-: "مثل المهجر إلى الجمعة كمثل من يهدي بدنة، ثم كمن يهدي بقرة، ثم كمن يهدي بيضة"
قال ابن حزم: ففى هذين الخبرين هدي دجاجة وعصفور، وتقريبهما، وتقريب بيضة، والأضحية تقريب بلا شك، وفيهما أيضا: فضل الأكبر، فالأكبر جسما فيه منفعة للمساكين ، ولا معترض على هذين النصين أصلا.
3- ما ورد عن طريق وكيع عن ابن عباس: أنه أعطى مولى له درهمين وقال: اشتر بهما لحما، ومن لقيك فقل: هذه أضحية ابن عباس.
4- ما روي عن سعيد بن منصور عن سويد بن غفلة قال: قال لي بلال: ما كنت أبالي لو ضحيت بديك.
5- ما رواه مالك في الموطأ: عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي أنه قال: سمعت أبي يقول: تستحب العقيقة ولو بعصفور. وهذا الحديث زاده ابن المبرد في رسالة سماها: (الرد على من شدد وعسر في جواز الأضحية بما تيسر)
وقد أنكر كل من ابن حزم وابن المبرد وجود إجماع في أن الأضاحي لا تكون إلا من بهيمة الأنعام.
قال ابن حزم في كتابه مراتب الإجماع: (واختلفوا في التضحية بما يحل أكله من طائر أو غيره)، وقال ابن المبرد في رسالته: وذهب جماعة من العلماء إلى أن الأضحية يجزئ فيها كل ما يحل أكله من طائر وذي أربع مباح. وهذا الذي أختاره وأقول به، وليس هذا بمخالف للإجماع، فإني لم أر أحدا ذكر هذه المسألة بالإجماع، ولا ذكر فيها الإجماع، ولا ذكر فيها إجماعا، بل أكثر ما ذكر فيه أنه محل وفاق.
نبذة عن ابن حزم الأندلسي (384 - 456هـ)
علي بن أحمد بن سعيد بن حزم، الأندلسي، الظاهري، شاعر وكاتب وفيلسوف وفقيه. ولد في مدينة قرطبة اختُلف في نسبه: أينحدر من أصول فارسية أم من أصل أسباني أم عربي، عَمُرَت حياته في صباه بالدرس والتحصيل، فأخذ المنطق عن محمد بن الحسن القرطبي، وأخذ الحديث عن يحيى بن مسعود، وأخذ الفقه الشافعي عن شيوخ قرطبة، ونشأ شافعي المذهب ثم انتقل إلى المذهب الظاهري حتى عرف بابن حزم الظّاهري. أثرى ابن حزم المكتبة العربية بمؤلفات مفيدة في مختلف فروع المعرفة من أشهرها: الفِصَل في المِلَلْ والأهواء والنِّحَل؛ طوق الحمامة؛ جمهرة أنساب العرب؛ نُقَطُ العروس؛ المحلّى بالآثار؛ الإحكام في أصول الأحكام.
يُعد ابن حزم درة في تاريخ الأندلس السياسي والفكري والأدبي، وقد عاش حياة مليئة بالمحن والمصائب، قضاها مناضلاً بفكره وقلمه، أكثر من أربعين عامًا، ولكن فقهاء عصره حنقوا عليه وألبوا ضده الحاكم والعامة، إلى أن أحرقت مؤلفاته ومزقت علانية بإشبيلية.
نبذة عن ابن المِبْرَد (840 - 909 هـ)
يوسف بن حسن بن أحمد بن حسن ابن عبد الهادي الصالحي، جمال الدين، ابن المبرد: علامة متفنن، من فقهاء الحنابلة. من أهل الصالحية، بدمشق. ونذكر جزء يسير من مؤلفاته: «مغني ذوي الإفهام عن الكتب الكثيرة في الأحكام» في فقه الحنابلة، «الدرر الكبير» في التراجم والسير، «النهاية في اتصال الرواية» «تاريخ الإسلام» «تحفة الوصول إلى علم الأصول» «الرد على من شدد وعسر في جواز الأضحية بما تيسر» «غراس الآثار وثمار الأخبار ورائق الحكايات والأشعار» «الاختلاف بين رواة البخاري» «بلغة الحثيث إلى علم الحديث » «غاية السول إلى علم الأصول»
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد سمنّور
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست