وقائع اليوم العالمي قصة قصيرة بقلم حسن الجزولي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-15-2025, 05:15 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-20-2020, 11:52 PM

حسن الجزولي
<aحسن الجزولي
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 272

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
وقائع اليوم العالمي قصة قصيرة بقلم حسن الجزولي

    11:52 PM July, 20 2020

    سودانيز اون لاين
    حسن الجزولي -السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر




    "إلى مصطفى مدثر ومحسن خالد"

    أحكي لكم حكاية:

    في مرحلة الدراسة الجامعية، كان زميلي "لاسلو" يشاركني غرفتي بالمدينة الجامعية، ولاسلو هذا طالب ظريف، من مواطني نفس الدولة الأوروبية التي درست بها. صادقته وصادقني، كان ذلك عندما اكتشفنا أننا نتساوى في المساوئ والآهات، وكان فكهاً، يجنح دوماً نحو التنظير والتهويل. الإتنين بندخن، حَلَّ علينا اليوم العالمي للتدخين، فنظَّمتْ مجموعة من الطالبات الساكنات بالداخلية معانا ومن غير المدخنات، حملة بالداخلية لمحاربة هذه العادة الذميمة، أو على الأقل للتخفيف من مفعولها، كانت الفكرة الأساسية للحملة غاية في البساطة، فقد حملن زهورآ بيضاء وتوزع جمعهن على غرف المدخنين بالمدينة الجامعية، تطرق الواحدة منهن باب غرفتك، وعندما تفتح لها بابك وقلبك وساعديك، لاتشاركك كل هذا الحبور، سوى أنها تعرض عليك أن ترمي بعلبة سجائرك على الأرض، وتدوس عليها برجلك، مقابل قبلة "بريئة"- يعني مش من بتاعت شاعرنا بازرعة - إضافة لحصولك علي فرع كامل، من الزهور البيضاء، التي تحملها.

    كان نصيبنا من هؤلاء الفتيات، طالبة إثيوبية من أجمل الطالبات، لها نظرة أمهرية باذخة، تغير اتجاه الزول، وكان لاسلو يهيم بها، ولهذا السبب فقط، امتثل لشروطها، لا بل وأمرني أن أفعل!، ثم استلمنا نصيبنا "عداً نقدا"حسب الاتفاق، وغادرت الهيفاء.

    سألته ما إذا كان قد فعل مافعل، عن قناعة، فأكَّد وأقسم وحلف "بالتقطّعو" أن قرار إقلاعه عن التدخين قد توصل له قبل يومين، وأن القرار لاعلاقة له بأي تأثيرات أمهرية كامنة بين الضلوع منذ الأزل، وأنه منذ اللحظة سيتخلى عن هذه العادة المدمرة، ثم بدأ يحسب القروش البنشتري بيها علب السجاير. يحسب بالكالكوليتر ثمن العلبة في اليوم كم، وفي الأسبوع كمين، وفي الشهر كميات، وعندما يحسب النسبة بالسنة، يؤكد لي أن المبلغ، يمكن أن يضمن للواحد إجازة سياحية، في القاهرة أو أثينا أو إستنبول، لمدة شهر، ماشي جاي!

    كنت أنا أتبسم مستنشقاً حديثه ودخاني، دونما أي تعليق، حينما كان هو يتلو علي تلك المحاضرة، وفي جوفها يضيف مضار التدخين صحياً وبيئياً ومالياً، وهو شخص - كما سبق وأشرت - متمكن من ناحية التنظير والجدل. كنت بين الفينة والأخرى أهش برأسي علامة على الاتفاق مع وجهة نظره الثاقبة، بينما تهش أطراف سبابتي و إبهامها، رماد تبغي على المنفضة بقربي، ويا دار مادخلك شر.. لأنو زولي وعارفو تب.

    كان ذلك في مساء الخميس، وفي صباح الجمعة ذهبنا سوياً للجامعة، ومنها توجه لقريته ليقضي نهاية الأسبوع مع أسرته، "والده ووالدته وشقيقه الأكبر وشقيقته الصغرى وجدتهم، ثم قطة شقية تموء تحت الأرجل بشكل ينرفزك"، وهم ضمن أسر " الاقتصاد المنزلي"، يحبون بعضهم بعضاً، فيهم استنشقت روائح طيبة القرى عندنا في السودان، استضافوني عدة مرات بضيعتهم العامرة، وقضيت معهم أوقاتاً سعيدة، خاصة في عطلات الربيع و الكريسماس ورأس السنة، كان معظم أهل قريتهم، يتجمعون في بيت أسرة صديقي عندما أحل معه بالقرية، وكانوا ينادونني ممازحين "بالسيجار الاستوائي طويل التيلة"

    في أمسية الأحد، عاد صديقي للداخلية، بعد أن انقضت عطلة نهاية الأسبوع، بين أهله في تلك القرية الوادعة.. عندما دلف للغرفة، كنت أنا مستلقياً أدخن و أتصفح جريدة سودانية تحمل أنباء عجيبة جداً عن السودان، حياني بحيويته المعهودة، وهو يخرج مأكولات ومشروبات الأسرة التي جلبها معه، ويضعها على الطاولة التي تتوسط غرفتنا المتواضعة، لحوم طيور وأجبان ريفية ونقانق متبلة وعرق منزلي فواح وخلافه، حتى فاحت رائحة الكرم القروي من بين جنبات الطاولة، جال بخاطري سؤال، طالما وددت أن أطرحه عليه، منذ أن افترقنا بسوح الجامعة، في عصر تلك الجمعة، التي توجه فيها لأسرته بالقرية.

    وبينما أنا أتابع تصفح الجريدة، وأنباءها العجيبة التي تحملها عن السودان، ودخان تبغي يجول حولي، طرحت أسئلتي عن الحال والأحوال، وصحة الوالد والوالدة والأشقاء، كان يرد بحيوية وحرارة وثرثرة زائدة عن اللزوم، حول تفاصيل تتعلق بآلام الروماتيزم الذي تشكو منه جدته، والزيارة التي قام بها شقيقه الأكبر إلى "فينا"، وكيف نصب عليه ناس الجمارك في الحدود، ثم عرج ليتحدث عن قطته التي كانت تموء بحزن، وهو يهم بالعودة للعاصمة، حتى باغتُّه بالسؤال الذي ادخرته "بنفس طويل" منذ واقعة الإثيوبية الفاتنة.

    من بين ثنايا الجريدة التي نحيتها رويداً، طرحت سؤالي – التليع - عن اليوم العالمي لمحاربة التدخين..

    ـ عامل كيف؟

    فرد علي بسؤال، وكأنه فهم مغزى سؤالي، وهو المراوغ العظيم في الجدل،..

    ـ عامل كيف في شنو بالضبط؟

    أوضحت بصيغة محايدة ، تشي وكأن الأمر لايعنيني بكثير شيء..

    ـ رجعت ولا لسع؟

    وبينما كان يخرج من جيب معطفه الشتوي علبتين من سجائر {نمساوي} فاخر وهو يقذف ناحيتي بعلبة، ويخبط بالأخرى على الطاولة، رد بنبرة إصرار مشوب بخذلان دفين..

    ـ رجعت ياخ.. يلعن أبو أي حاجة!.

    ـــــــــــــــــــــــــــــــ

    بودابست / أغسطس 1993م























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de