عندما خرج بنُو أُمَيَّة على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.. كان دافعهم الظاهري بحُجَّة تنفيذ شرع الله في قَتَلة سيدنا عثمان بن عفَّان!!! أما هدفهم الإستراتيجي فكان هُو المُتاجرة بهذا الدم الذكي للإستيلاء على السُلطة وتحويلها من شُورى (لا فيها شق ولا فيها طق) إلى ملكٍ عضُوض ظللنا نتجرَّع نتاجئه وتبعاته الكارثية إلى يومنا هذا... ثمَّ ماذا.. قالت كُتب التاريخ.. أن هذا التأليب نجح في إخراج ساداتنا الكرام عائشة وطلحة والزبير إلى البصرة للمُطالبة بتنفيذ شرع الله في قتلة الأمير المغدُور... هيبة المُطالبين بالدم.. مع فداحة الذنب جعلت أهل البصرة والكُوفة يُسارعُون بتقديم كل من شارك من أبنائهم في هذه الكارثة لتُضرب عنقه.. حتى قُتِل ستمائة شخص منهم!!! وماذا بعد.. هناك أحد القَتَلَة (المزعُومين) يُدعى حُرقوص بن زهير السعدي من أهل البصرة.. إحتمى بقبيلته الكبيرة (بنُو تميم)، وقالت (ستِّين أبَدِين)، لن نُسلمه للقصاص والقتل!!! نُقتل (جَتْ) حتى ورانا يمُوت حرقُوص دا!!! هنا حدثت الربكة.. وخاطبهم أحد حُكماء جيش الإمام قائلاً.. أها شن قولكم.. كان تركتُو حرقُوص دا ما قتلتُوهُو تكونوا ما نفذتُو شرع الله!! ولو كمان قتلتُو قبيلة بنُو تميم ديل كلهم تبقى بس ياها المُفارقة المُفارقة للشريعة!!! عشان كدي من قبييييييل لو سمعتُو كلام الإمام علي.. قالها لكم وهُو باب مدينة العلم والحكمة والمعرفة.. خلُّو الإمور ترُوق وكل قاتل حا نصلُو ونقيم عليه الحد من غير مُتاجرة بالدين ولَّة تعلُّق (أونطة ساكت كدي) بقميص أمير المؤمنين!!!! وقد صدق حدس الإمام.. فعندما دانت الدولة بأركانها الستة لمعاوية وآله.. لم يحاكموا واحداً من بقية قتلة سيدنا عثمان.. وعلى ذلك فقِس.. نهمس في أُذن الإخوة بالحركة الإسلامية ونوجه لهم النُصح بالإبتعاد عن طريق الشريعة.. فأن شريعته سبحانه وتعالى محفوظة ومصُونة وماضية إلى قيام الساعة، ودي طبيعتها الروحية كدي، لن تُنصر بالشعارات ولا المُزايدات ولا الهتافات.. بل باتباعها وتنزيلها على أرض الواقع سلوكاً وعدلاً يفيض بعد ذلك أمناً وسلاما.. فقد قالها قادتكم في لحظة صفاء تفاكُري كما جاء في (تسريبات قناة العربية) واعترفُوا بأنهم حادُوا عن جادة الطريق وصارت سِمة الفساد مُلازمة لهم ولأنصارهم.. إذاً يلزمكم الآن وقبل فوات الأوان، الإعتكاف على مراجعة برامجكم وأخطائكم السابقة وإعدادها بصيغة جديدة ومُبتكرة بدلاً عن البكاء والعويل والثَكلي على شريعة منصورة بعناية الله ومحفوظة بأهل الله، وبعيداً عن ألوان الثعابين الجذَّابة وإيَّاكم إيَّاكم من التعلُّق بقميص سيدنا عثمان!!!
خارج النص: في خطابه للأُمة السودانية عشِيَّة يوم 30 يونيو 2020م.. قال الدكتور عبد الله حمدُوك رئيس مجلس الوزراء مُبشِّراً شعبه الصامد الصابر المُنتصر بـ: (ستتوالى على مسامعكم في الأيام المقبلة عدداً من القرارات الحاسمة في مسار الفترة الانتقالية، وقد يكون لبعضها اثر كبير –سياسياً واقتصادياً واجتماعياً- وستحاول بعض الجهات استغلالها لتأجيج وصناعة حالة من عدم الاستقرار. إنني ادعوكم جميعاً، لتوخي اقصى درجات اليقظة والحذر)... وقد مرَّت تسعة عشر يوماً ولم نرى شيئاً من هذه القرارات الحاسمة ولا التوجيهات الحاسمة والحازمة، نسأل ونتساءل لعل المانع خير!!! . . . . ويظل سؤالنا الدائم.. البلد دي السايِقَها منوووووو؟؟؟؟!!!!!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة