منذ فترة تقارب العشرين سنة تروح وتجي في ذهني شكوك لجهةٍ ما في وزارة الداخلية وقد تكون مجموعة من النافذين في هذه الوزارة ، في انّها هي التي وراء فرض وسرقة اموال المغتربين وخاصّة رسوم تأشيرة الخروج، وقد نما شكي هذا و اتهامي هذا بعد سهولة التنازل عن رسوم التأشيرة بهذه السرعة والسهولة وفق القرارات الاخيرة للسيد وزير العدل ومن ضمن تعديلات قانونية لا تنتمى لهذه الوزارة. ما قادني الى هذا الاتهام هو اننا نحن المغتربين كنا ندفع رسوم قدوم (30 دولار ) عدا ونقدا وكاش داون مع بداية سنة 2000 والى ثلاثة او اربعة سنوات تالية في شباك صغيربمطار الخرطوم ويتم اعطائنا ايصال اخضر من ورق مصقول عليه شعار صقر الجديان، ونقضى اجازتنا ثم نذهب الى جهاز المغتربين لدفع المستحقات من ضرائب وذكاة ورسوم اورنيك تأشيرة ورسوم تأشيرة ، وقبل هذا الاجراء الاخير يتم طلب ايصال رسوم القدوم (30 دولار) الذي دفعناه مسبقا عند قدومنا وذلك لاكمال اجراءات التأشيرة ، ولايتم الاجراء الا بعد ارفاق الايصال اياه مع اورنيك التأشيرة (كده انحنا المغتربين لادفعنا دولار ولا شيء ولا يوجد لدينا اثبات بالدفع ) واكتملت الحلقة المحاسبية كاملة وتوقف استلام رسوم القدوم (30 دولار ) بعد ان اغتنى الجميع فيما يبدو لي. واستمر الحال، فكلما قدمنا للخرطوم ونقضى اجازتنا ونعود الى جهاز المغتربين ندفع رسوم اورنيك التأشيرة وندفع رسوم التأشيرة (مجتمعين) و التي لايوجد ابدا دليلاً واحداً على دفعنا لها ، وان طالبت بايصال تزجر ويقال لك هذا هو الختم على الجواز(هل هذا اثبات لي بأني قمت بالدفع ، علما بأن ختم التأشيرة الذي يتم ختمه في الجواز لايوجد به رقم متسلسل).استمر الحال حتى اغسطس 2019 م، فبعد دفع رسوم التأشيرة وختم التأشيرة في الجواز من مجمع المغتربين، يتم اعطاءك ايصال دفع ويطلب منك الاحتفاظ به(وللعلم هو ورقة عادية جداً عليها اسمك ورقم التأشيرة وليس للورقة نفسها رقم متسلسل )، وعندما تصل الى المطار لاجراءات الخروج يتم طلب الايصال(الورقة البيضاء الصغيرة 5سم * 4 سم) ، ويتم استلامه والختم بالخروج على جواز سفرك وايضاً لايوجد بالختم رقم متسلسل (اكتملت الحلقة المحاسبية مرة اخرى) . يا سادتي، من يشتري لتر بترول في أي دولة من دول العالم ويطلب فاتورة تعطى له ،واحياناً عامل محطة البترول هو من يسألك أن كنت تريد فاتورة مقابل عملية الشراء التي قمت بها ، ولايزجرك البائع ويشير الى دليل وجود لتر البترول في تانك سيارتك،علماً بأن هذا اللتر محسوب عبر عداد ماكينة البترول وبالرغم من هذا يحدث التلاعب في بيع البترول عبر عدادات مكائن البترول. واعطاء الايصالات أمر متوفر حتى في متاجر البقالات والمجمعات الاستهلاكية وبصورة اكثر من عادية ،الاّ عندنا في السودان ، فمن يطلب الايصال لعملية الشراء فكأنما أرتكب جريمة عدم ثقة في البائع بينما الأمر برمتّه هو اثبات لعلمية البيع والشراء مع امكانية ارجاع السلعة في فترة زمنية محدّدة. لقد تعبت من مجادلة رجال الشرطة لأخذ حقي من ايصالات لاثبات دفعي للرسوم لوزارة الداخلية خاصّة (وغالبا ما يقف في صفهم المغتربين الذين يلونك في الصف ويطالبونك بعدم حك الموضوع حتى لا تتم معاكستي في الاجراءات ويخذلونك ولايساندونك في اخذ الايصالات) ، وفي يوم ذهبت لاستلام شهادة ميلاد من السجل المدني ، فدفعت الرسوم وتم اعطائي ارنيك 15 المالي وحمدت الله كثيراً على هذا التقدّم ، وفي اليوم الموعود لاستلام شهادة الميلاد طلب مني الشرطي في شباك الاستلام تسليم اورنيك 15 المالي(اعادته مع مجموع الاوراق المطلوبة لانهاء العلمية) فإدعيت بأني قد نسيته في مدينة اخرى في السودان ، وبعد جهد ومعاكسة ورفض ورجاء ولأي وامتعاض من الشرطي انذاك وعلى مضض قام بتسليمي الشهادة وخرجت منتصراً ، ولتوثيق الشهادة في وزارة الخارجية قطعت شارع المك نمر الفاصل بين السجل المدنى –الداخلية وادارة التوثيق –وزارة الخارجية والتي لاتبعد سوي 60 متراً تقريباً ، وعند مدخل الادارة وجدت الكثير من الايصالات لارانيك 15 المالي ملقيةً على الارض ، ودخلت وثقت الشهادة في غضون خمسة دقائق وخرجت معي اورنيك 15 المالي ولكني لم القيه ارضاً،لأنّه قيم جداً في الجهة المقابلة لوزارة الخارجية .وهو ما أكّد شكوكي في ان جهة ما داخل وزارة الداخلية تتلاعب بالمال ولاتدفقه في وزارة المالية او في حسابات وزارة الداخلية نفسها . وبصراحة فرحت فرحاً عظيماً عندما أعلن وزير مالية العهد البائد (لا اعرف اسمه) بضرورة الدفع عن طريق السداد الالكتروني ، وتفاءلت بأن الاموال ستذهب الى وزارة المالية ومن ثم الى الشعب السوداني التي تورّد بأسمه ، وكانت دهشتي ان تمّ افشال المشروع عمداً بادعاء المصطلح الشهير(الشبكة طاشة) ، وقد طشت الشبكة حتى في سفارات السودان الخارجية بلا خجل او استحياء ، وسريعاً سريعاً تمت اقالة وزير المالية والعودة الى الجباية كاش مرة اخرى . سادتي أن القاء رسوم التأشيرة سيفرح المغتربين بلا شك، وبالمقابل يفرح الاخرين الذين كانوا يستغلوننا فرحا عظيما، ولكن في اعتقادي (وهو شك حتى الآن) انه سيضيع الكثير من أموال الشعب السوداني ومستحقاته التي قد يكون تم نهبها في السنوات الثلاثين العجاف الماضية ، فأرجو فقط التحقيق في امر رسوم اورنيك التأشيرة ورسوم التأشيرة التي كانت تجبى بغير ايصال او دليل دفع من المغتربين ومن قبلها رسوم القدوم التي كانت تجبى بالدولار. وارجو ان يخيب ظني بعد التحقيق وان تكون هذه مجرّد شكوك فقط وتوجسات فقط وان الاموال كانت تذهب بالفعل للشعب السوداني ولاتدخل جيوب من لايستحقونها. علي ابوزيد الدوحة 17.7.2020
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
علي ابوزيد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست