الشعوب تصنع الثورات من أجل التغيير الذي يعتمد علي الإصلاح... واجهت الظلم والاستبداد من أجل العدالة و الحرية... بعد سقوط الأنظمة الفاسدة.... نتفق ان رموز هذه الأنظمة يقفون ضد التغيير قد يهزمون بعض السياسات التي تسعى للإصلاح، لتمكنها من مؤسسات الدولة واجهزتها الأمنية بما فيها المؤسسات الإعلامية... وتسقط الثورة في حالتين اذا استمر الصراع بينها وبين اعداء الثورة وخاصة أن سقوط الرؤوس لايعني انتهاء النظام البائد و اذا استلم السلطة من لا يمتلك رؤية ولا خطط و يقع في شرك الحزبية الإقصائية... لذلك تسقط شعارات الثورة ويتحول مسارها من ثورة تغيير الي سياسة اقصائية قائمة علي الهيمنة.... تفشل في تحقيق مطالب الثورة وتسير وفق سياسة التمكين بدون خبرة او كفاءة... و نتساءل لماذا حكومة الثورة ضعيفة؟.... ما يفعله رئيس الوزراء الان هو (إجهاض) للثورة بسياسات ضعيفة و وزراء بلا مؤهلات....للاسف يحاولون التمكين بدون خبرة بدهاليز السياسة... غابت القوه الثورية الحقيقية من المشهد السياسي وبدأ يظهر الانتهازيين وأصحاب المصالح الشخصية.... للأسف الشديد حتي الثوار الان في مفترق طرق بعد أن بدأت الخلافات والصراعات حول قضايا هامشية... بدأ يلوح في الافق كأن القادمون ضد الإسلام مما خلق عداء مع تنظيمات إسلامية ناضلت ضد النظام البائد وكانت معارضة له وشاركوا في الثورة بدأ أعداء الثورة في شن حملات تضليل للرأي العام عبر الالية الإعلامية التي فشلت الثورة في استلامها... لن تحقق الثورة أهدافها في ظل هذه الصراعات والأجواء الملغمة بالمصالح اذا لم يحدث تغيير شامل ويخلع رئيس الوزراء تلك العباءة لن يتغير الحال... إذا لم يبعد المتسلقين لن ينصلح الواقع المتردي .... لابد من التركيز علي أسس استيراتيجية تعمل علي التغيير الشامل... لن ينجح حمدوك بدون ترتيب الأولويات و تغيير الطاقم الاستشاري والاعلامي و لا يتم استثناء وزير من الاستقالة... و القادمون يتم اختيارهم وفق أسس محددة... ودون ذلك فكل الابواب مفتوحة لكافة الاحتمالات.... مع هذا مازالت الجهود الثورية تبذل من أجل التغيير وبناء دولة القانون و إدارة ملف الحرب والسلام بدون إدخال المحاصصات..... تبقي كثير من التساؤلات عالقة من الذي يحاول اغتيال أهداف ومطالب الثورة؟ متي يتوقف نزيف الدم؟ متي تخمد الفتن القبلية و الاطماع الشخصية... ما يحدث الآن لا يسر الا أعداء الثورة عفوا وزير الاعلام فمازالت المؤسسات الإعلامية تدار عبر بقايا النظام.... اخشي علي البلاد من تضارب المصالح وعدم فك الارتباط بين بعض رموز النظام البائد... الوضع لا يحتمل هذا التهاون ولا هذا الارتباط..... إذا لم يتم تدارك الأمر... يتبقي خيار واحد لا ثاني له حكومة الثورة تحتاج الي ثورة......
andاعتبر لمن مضى قبلك، ولا تكن عبرة لمن يأتي بعدك .
أرسطو
حسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة