سعادة الدكتور حمدوك رئيس الوزراء : هل يعلم سيادتكم معناة الناس اليومية ، وكيف بلغ بهم الضنك مبلغا لم يروه من خمسين عاما أو تزيد ؟ إن كنت لا تعلم فهذا بلاغ لك ، تقف به يوم الموقف الأكبر لتتحمل وزر هذا الذي يعانونه ، ولا يجدون غير الله ليشتكوا إليه . وأنت تعلم أن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب . وما أهلك البشير وعصابته إلا دعاء الناس عليهم ، فالله يمهل ولا يهمل . ولا خير فينا إن لم نقلها ، ولا خير فيكم إن لم تسمعوها . فهل تعلمون أن الأطفال والشيوخ يقفون الساعات الطوال من قبل أذان الفجر صفوفا للخبز ولا يعودون به إن وجدوه إلا بعد أن يكاد النهار أن ينقسم . وأن هناك من تبيت بأطفالها قرب المخبز لتتمكن من الوقوف مبكرا في الصف . وهل تعلم أن البديل للخبز أصبح مستحيلا والدقيق قد أصبحت أسعاره فوق طاقتهم لذا لا بديل لهم إلا هذه المعاناة الصعبة . وأنت لازلت مترددا في حسم أمر وزير تجارتك الفاشل ، ووزير ماليتك يهدد هؤلاء البسطاء برفع الدعم ؟ هل تعلم سيادتك أن الدواء إنعدم من الصيدليات ، وأنه أصبح من المعتاد أن يبحث المريض عن الدواء حتى تكل قدماه ولا يجده . ويقول صاحب الصيدلية لا تتعب نفسك فهذا الدواء معدوم . وأنت لازلت ترى في وزير الصحة أنه لم تنجب البلاد مثله ، ولن تجد غيره ليموت الناس ليس بالكرونا ولكن بالملاريا التي إنعدم دواؤها . وهل تعلم سيادتك أن اي مشوار مهما قصر بأي وسيلة للمواصلات لا يقل عن مئة جنيه ولو كان لأقرب حي ، وأنك إذا كنت تعمل في أمدرمان وتسكن الخرطوم تحتاج إلى ألف جنيه يوميا للمواصلات وإفطار بائس ، لأن صحن الفول الصغير من غير أي اضافات بخمسين جنيها . ووزير ماليتك لازال يهدد الجوعي برفع الدعم ؟ هل تعلم سيادتك أن الكهرباء تنقطع عن الأحياء أكثر من نصف اليوم بأكمله في هذا الصيف اللافح ؟ حتى أصيب الأطفال بالأمراض من جراء الحر الشديد ؟ والثلاجات أصبحت خاوية ليس بسبب الكهرباء فقط ولكن ليس فيها ما يوفر للغد ، ولكن للماء البارد الذي يطفئ نار الصيف . ووزير الطاقة لا نعرف عنه شيئا ؟ أين هو وماذا يفعل ؟ وتتبع الكهرباء المياه ، فلئن استغنى الناس عن الكهرباء ، وفسخهم الحر ، وهم مسجونون في منازلهم فكيف يستغنون عن الماء ، والانهار تحيط بالخرطوم من كل جانب ؟ أحياء بأكملها ينقطع عنهم إمداد الماء ليس بالساعات ولا الأيام ولكن بالشهور . هل تريد المزيد ؟ تعال لتتعرف على معاناة الناس مع المرض ، والمستشفيات ، حقا لقد أصدرتم قانونا لحماية الأطباء ، ولكن ضيعتم حقوق المرضى ، اخرج مرة واحدة لأقرب مستشفى لترى بنفسك ما يحدث هناك. ووزير صحتك لو أنه بدلا من يلقى بنفسه وسط الثوار ليجد ما يستحق من الاستهزاء والتحرش كان الأحرى به أن يزور المستشفيات ليستقيل في نفس اللحظة لو كان حقا يملك ضمير الطبيب قبل الوزير . وأنت قد وعدت في أسبوعين ستصدر قرارات مهمة ، والآن يوشك الإسبوعان على الانقضاء ، ولم نسمع منك أي قرار . يا سيادة الدكتور حمدوك ، عليك ألا تتعب نفسك بترقيع الثوب البالي فهو لن يصلح للإرتداء بعد ذلك ، وما يريده الذين خرجوا يو الثلاثين من يونيو لم يكن تقويما ولا تعديلا ولا اصلاحا لما هو قائم ، بل ثورة تعود بالثورة لأهدافها بعد أن كاد الذين حولك أن يخطفوها . فما ضربته لك من أمثلة لمعاناة الناس في صميم حياتهم يستوجب عليك أخلاقيا ووطنيا وأمام الله ثم الناس أن تقوم بما هو مطلوب منك وهو شيء واحد لا يحتاج لإسبوعين بل لساعة واحدة وهو أن تقدم استقالة حكومتك وتنتظر إما تكليفا جديدا تشكل فيه حكومة طوارئ لانقاذ البلاد والعباد أو أن يأتي شخص آخر ليقود الثورة في نسختها الثانية . لا نريد أن نرى هذه الوجوه التي هي سبب زيادة المعاناة ولا نريد أن نسمع هؤلاء الذين كبلهم الفشل والخوف . نريد أن نجد ثورتنا واقعا يمشي على رجلين بين الناس توفيرا لمتطلبات حياتهم وتحقيقا لأمنهم واستقرارهم . فإما هذا أو فلتنتظر مليونية اسقاط الحكومة عاجلا أو آجلا . اللهم هل بلغت ؟؟؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة