أحدهم ببلاهة شديدة يجتهد ليقول أن حكومة حمدوك لا تمتلك عصا موسى السحرية لتوجد المعدوم من العدم !.. فهو يحاول أن يدافع عن حكومة حمدوك بأية طريقة من الطرق حتى يبرر إخفاقات تلك الحكومة .. والشعب السوداني يقول لأمثال هؤلاء أصحاب ( الحنوك ) الفارغة إذا كانت حكومة عبد الله حمدوك لا تمتلك تلك العصا السحرية لأكثر من سنة كاملة فماذا تنتظر ؟؟ .. ولماذا لا ترحل ؟؟ .. وهي تلك الحكومة التي انبرت ذات يوم وتصدت ثم قالت بعنجهية : ( أنا لها ) .. ولم يجبرها أحد لتحكم البلاد وهي لا تمتلك عصا موسى السحرية .. وكان في إمكانها أن تعتذر عن تلك المهمة الشاقة .. وهنالك في السودان بفضل الله تعالى تتواجد المئات والمئات من تلك الحكومات البديلة التي تمتلك عصا موسى السحرية .. ولكن المشكلة الأساسية في السودان أن تلك الجهات المختلفة تتهافت لتولى السلطات وهي عاجزة في مؤهلاتها ومقدراتها .. وإذا تمكنت حكومة من الحكومات على السلطة والمقاليد في البلاد فهي تتمسك بتلك السلطة حتى الرمق الأخير .. ولا تغادر الساحات من منطلق الكرامة والعزة إطلاقاً .. والعقلاء من الناس يقولون أن تلك الحكومات في السودان تعادل ( القراد ) الذي لا يفارق مؤخرات الجمال بأي حال من الأحوال !.. حكومات لا تنتهي أمرها إلا بالسباب والشتائم والاهانة والإسقاط في بعض الأحيان !.. أما في تلك الدول المتقدمة والمتحضرة فإن تلك الحكومات التي تحترم ذاتها إما أنها تحقق تلك الإنجازات الباهرة التي تذهل الألباب في شهور قليلة وإما أنها تقدم استقالاتها لمجرد هفوة من تلك الهفوات الصغيرة .. والمثال الحي يتجسد في ذلك الرئيس الأثيوبي الذي جاء لبلاده وهو لا يحمل عصا موسى السحرية .. وقد تقدم بالبلاد في شهور قليلة رغم أنه واجه إرثاً ثقيلاً من المشاكل في بلاده .. تلك المشاكل العويصة التي دامت لأكثر من خمسين عاماً .. ورغم كل الصعوبات فإن ذلك الرئيس قد تخطى تلك المشاكل والصعوبات في شهور قليلة .. وهؤلاء في السودان الذين يدافعون عن حكومة السيد حمدوك كالببغاوات يرددون نفس تلك النغمة المشروخة ،، حيث نغمة أن الحكومة الجديدة قد ورثت عبئ ثلاثين عاماً من الفساد والتردي .. وتلك نغمة مجرد ( شماعة ) يرددونها لتغطية إخفاقات تلك الحكومة .. ولا يمكن أن تتداول تلك النغمة لأكثر من عام وشهور بنفس الوتيرة !.. والشعب يقول لهؤلاء الذين يدافعون عن حكومة حمدوك في السراء والضراء : ( هل يجب على الشعب السوداني أن يكابد ثلاثين عاماً أخرى حتى يتخلص من سيرة ذلك النظام البائد البغيض ؟؟؟ ) .. يا هؤلاء البلهاء بالله عليكم غيرونا من تلك السيرة السمجة التي تجلب الغثيان في النفوس .. فذلك الشعب السوداني يريد تلك الإنجازات الفورية العاجلة السريعة .. ولا يريد ذلك التسويف والمماطلة المعهودة بتلك المبررات التافهة العقيمة .
الشعب السوداني يعرف جيداً أن هنالك قضايا اقتصادية تقتضي معالجتها على المدى البعيد .. حيث ذلك الإعداد والتخطيط السليم لإقامة مشاريع اقتصادية في البلاد .. ثم تصحيح المؤسسات والبنية التحتية بالقدر الذي يمهد لقاعدة اقتصادية قوية في البلاد .. وفي نفس الوقت فإن الشعب السوداني يعرف جيداً أن هنالك قضايا اقتصادية عاجلة وملحة وفورية تقتضي تلك المعالجات الضرورية السريعة في أيام قليلة .. وهي تلك القضايا التي لا تحتاج لذلك النوع من التسويف والمماطلات .. هل يعقل أن محاربة الغلاء وارتفاع الأسعار في البلاد ومراقبة الأسواق والتجار تحتاج لسنوات وسنوات من حكومة السيد عبد الله حمدوك ؟؟ .. وهل يعقل أن إيقاف التلاعب في الأسعار عند رأس كل ساعة يحتاج لسنوات وسنوات من حكومة السيد عبد الله حمدوك ؟؟.. وهل يعقل أن إيقاف الاحتكارات وتلاعب السماسرة يحتاج لسنوات وسنوات من حكومة السيد عبد الله حمدوك ؟؟.. وهل يعقل أن إيقاف ومنع التهريب يحتاج لسنوات وسنوات من حكومة عبد الله حمدوك ؟؟ .. وهل يعقل أن ضبط حركة المواصلات في البلاد وتحديد ومراقبة تعريفة المواصلات يحتاج لسنوات وسنوات من حكومة السيد عبد الله حمدوك ؟؟ .. وهل يعقل أن توفير الخبز للشعب السوداني بذلك القدر المريح المرتاح يحتاج لسنوات وسنوات من حكومة السيد عبد الله حمدوك ؟؟ .. وهل يعقل أن توفير الوقود في البلاد بذلك القدر المريح يحتاج لسنوات وسنوات من حكومة السيد عبد الله حمدوك ؟؟ .. وهل يعقل أن معالجة مشاكل الكهرباء بالسودان تحتاج لسنوات وسنوات من حكومة السيد عبد الله حمدوك ؟؟ .. وهل يعقل أن توفير الأدوية والعلاجات في البلاد يحتاج لسنوات وسنوات من حكومة السيد عبد الله حمدوك ؟؟ .. فإذا كانت حكومة السيد عبد الله حمدوك لا تمتلك تلك العصا السحرية لموسى خلال عام كامل فلسان حال الشعب السوداني يقول للسيد عبد الله حمدوك : ( لا فائدة حتى ولو كانت تلك العصا السحرية في أيديكم من أول بعد الانتفاضة !! ) .
أضحكنا أحدهم في إحدى القنوات الإذاعية حين قال أن الشعب السوداني لم يخرج يوم 30 يونيو من أجل الخبز ولكنه خرج من أجل أهداف أخرى !! وتلك كذبة ما بعدها كذبة .. والشعب السوداني لا يعرف إطلاقاً ذلك النوع من الرياء والنفاق والكذب .. والتاريخ يؤكد بأن الشعب السوداني لا ينتفض إلا عند الضرورة القصوى حين يبلغ مراحل الكبت والجوع .. وما أسقط نظام البشير إلا تلك الأزمة في ( الخبز ) .. فكيف يدعي ذلك الأبله بأن الشعب السوداني لم يخرج من أجل ( الخبز ) ؟؟ .. ذلك الشخص جوعان وفي نفس الوقت يدعي الكبرياء في الفارغة !! .. وعزة الله لو كانت تلك العيشة رغدة وهنيئة بذلك القدر لأستمر نظام البشير الظالم لسنوات أخرى طويلة رغم تلك المفاسد والتردي في كل المجالات .. فإذن الحقيقة هي الحقيقة .. ولا تجوز تلك الفلسفات الفارغة التي تحاول أن تزيف الحقائق .. ومعضلات ( الخبز ) تمثل المحك الذي يحرك الشارع السوداني في كل الانتفاضات .. وفي نفس الوقت فإن معضلات الخبز تمثل أساس الثورات والانتفاضات في أي بلد من البلاد ،، وليس فقط في دولة السودان .. فيا ذلك المدعي أترك تلك العنجهية الفارغة التي لا تقدم ولا تؤخر عن قول الحقيقة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست