أقوي المخابرات الأفريقية والعربية، فترة الستينات والسبعينات من القرن الماضي، كانت في السودان واثيوبيا ثم تأتي مصر والأردن في المراتب التالية حسب تصنيفات المراكز الأستخباراتية العالمية في ( الكي.جي.بي) الروسية ، و ( الاف.بي.أي) الامريكية وقتها ، وبشهادة الخبراء الذين عملوا في تلك الأجهزة من خلال مذكراتهم وحواراتهم الأعلامية ومنهم السفير السوداني السابق ( اللواء عثمان السيد) . ثم ضعفت هذه الأجهزة ولم تعد فاعلة بذهاب رعاتها عن سدة الحكم، نميري في السودان، ومانجستو في اثيوبيا ...ثم زادت ضعفا بسبب عدم تطويرها واعتمادها علي فلسفاتها القديمة ومنها الاغتيالات والتصفيات السياسية. وحتي هذه الاغتيالات يتم تنفيذها بطريقة مستهجنة ومكشوفة كما حدث في المحاولة الفاشلة لاغتيال حسني مبارك.. هذه الأساليب البالية في انشطة المخابرات العربية والأفريقية لازالت مستخدمة رغم امكانية كشف منفيذيها ومن يقف من خلفهم من الدول والأفراد...اما لخصومة سياسية او تحقيق أهداف اقتصادية او حتي لأثارة الفوضي والاضطراب في دول الجوار لأسباب مجهولة. ولكن الشاعر اامغني الاثيوبي هونديسا لم تكن له خصومات سياسية بسبب خصومة بلاده بدول حوض النيل بشأن بناء أو تشغيل سد النهضة...حيث ربطت معظم التحليلات بين حادثة اغتياله والخلافات المصرية الأثيوبية حول سد النهضة...فما الذي حمل الرئيس الأثيوبي ( أبي أحمد) علي تبني هذا الاعتقاد دون التفسيرات الأخري؟ هناك عدة سيناريوهات مترابطة ، سابقة ولاحقة، ربما تكون مؤثرة في تصور الرئيس الأثيوبي للربط بين اغتيال الفنان الاثيوبي ( هوندوسا) و(عتريسا) المصري. تبدا هذه الهواجس مع اغتيال مهندس سد النهضة الفنان المبدع ( سيمنيو باكالا) الذي تم اغتياله بذات السلاح والطريقة داخل سيارته.كما حدث لاحقا للفنان الجماهيري ( هونديسا) ...فالقاتل ربما يكون هو نفس القاتل في الجريمتين...وقد سبق الاتهام بوجود الدور المصري لتعطيل تنفبذ المراحل الصعبة من بناء السد..وقد قام بهذا الدور المصري بالانابة المعارضان للحكومة الاثيوبية ( جوهر محمد ) و ( باكالا قربا) المقبوض عليهما الان علي ذمة التحقيق في اغتيال ( هونديسا) بالاضافة الي دورهما في قيام الاضطرابات الحدودية بين أثيوبيا والسودان في الفترة الماضية . ويبقي السؤال قائما حول الدور المصري في أغتيال الفنان الأثيوبي ( هونديسا) ..وما الذي يمكن ان تكتسبه المخابرات المصرية ذات التأريخ الطويل ، في القيام بمثل هذه الاساليب المكشوفة والعالم كله علي دراية بالخلافات المصرية الاثيوبية حول سد النهضة؟ نعم..من المبكر جدا ان نربط بين حادث أغتيال (هونديسا) الاثيوبي و( عتريسا المصري) ولكن من السهولة جدا الربط بين حادثة الاغتيال ووجود أكثر من لاعب ..فهناك أكثر من جهة أقليمية يهمها جدا عدم الاستقرار السياسي والقبلي في أثيوبيا ، وليس بالضرورة أن يكون سد النهضة هو السبب الوحيد. د.فراج الشيخ الفزاري [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة