المجلس الاعلي للسلام برئاسة البرهان وحمدوك، بالاضافة الي وزيرين وثلاثة خبراء، المجلس سيعقد اجتماعااليوم، والموضوع نسب المجلس التشريعي للحركات المسلحة.
تسريبات عن موافقة المجلس لبعض المطالب التعجزية، منها تمديد الفترة الانتقالية لتصبح 4 سنوات، تبدأ بعد التوقيع النهائي لاتفاق السلام الشامل. ومنها استثناء أعضاء الحركات المسلحة من أحكام المادة 20، التي تمنع شاغلي المواقع الدستورية من الترشح في الانتخابات المقبلة. مطلب آخر بزيادة أعضاء المجلس السيادي، ومنح الجبهة الثورية مقعدين، مع منحها 4 وزارت. وبالنسبة للمجلس التشريعي يريدون زيادة مائة مقعد، حتي يصبح 400 مقعد بدلاً من 300.
هذه مطالب بعضها تعجيزي، ونخشي ان تعيد الخلافات بين المكون العسكري والحرية والتغيير، فزيادة الفترة الانتقالية أمر صعب، فهذا قد يعني تمديد رئاسة البرهان لتصبح ثلاث سنوات تقريبا، ام انهم يريدون هذه السنة ان تكون برئاسة الثورية! ثم ان الاستثناء من المادة 20 فيه عدم عدالة.
هذه المسائل ستؤدي الي جدل كثير، وستجعل الناس يخرجون من مفاوضات ليدخلوا في مفاوضات، وهذا يعني تأجيل تشكيل المجلس التشريعي، وتأجيل تعيين حكام الولايات، وهذا ضد مسار الثورة، وهو الذي خرجت الجماهير بالامس للمطالبة بتصحيحه، فقد كان من المفترض ان يتم خلال اول ثلاثة اشهر.
البرهان وحمدوك اذن بين نارين، هم يريدون تشكيل التشريعي وتعيين الولاة بعد اتمام السلام، والسلام بتعجيزيات الحركات يصبح في كف عفريت، ولذلك يحاول البرهان وحمدوك "تحنيس" الحركات بأي شكل، وفي نفس الوقت يحاولون تأجيل مطالب الثورة باستكمال المجالس، فبين هؤلاء واولئك يرقصون (عجين الفلّاحة)!
(رقص عجين الفلّاحة) مثل مصري تقريبا، الفلاحة المصرية تتحمل اعباء عظيمة لاجل تربية صغارها، مثل كل الامهات في افريقيا والعالم الثالث، واحيانا تجد نفسها في مواقف صعبة، الفلاحة من ضمن مهامها صناعة الخبز لعيالها، وهي مهمة شاقة وتأخذ وقت وجهد، ففي حوش الدار تكون منهمكة في عجين الخبز، وفي الأثناء تسمع بكاء صغيرها بالداخل، فتجري بعجينها لاسكات الطفل، ولانها (مجلبطة بالعجين) لا مجال لان تحمله و (تلوليه) ولا وقت لذلك اصلا، ولذلك ترقص له بحركات بهلوانية سريعة، وبالها هناك مع العجين لكي لا يعبث به حيوان، الأم تمد يديها في الهواء كي لا يلطخها العجين، وتنطط اعلي واسفل يمنة ويسرة، والصغير بالطبع تعجبه تلك الرقصة، وضع صعب وحالة يعني ... ولكنها الام تفعل اي شي من اجل اولادها حالما يسكت الصغير ترجع الام مسرعة الي عجينها! اعانكما الله يا برهان و يا حمدوك.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة