وريني خطك بقلم سامية محمد نور

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 06:13 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-01-2020, 06:16 PM

سامية محمد نور
<aسامية محمد نور
تاريخ التسجيل: 12-16-2019
مجموع المشاركات: 7

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
وريني خطك بقلم سامية محمد نور

    06:16 PM July, 01 2020

    سودانيز اون لاين
    سامية محمد نور-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر




    يقول صديقي أن خطي يشابه خطه.... لم لكن أعلم ذلك... فنحن لم نعد نكتب بالقلم كثيرا مؤخرا, استعضنا عنه والريشة والأحبار المعطرة والملونة ورومانسية تمايل الحروف ( بالكي بورد) الفظ فما ترك للجمال مكانا ......
    أخرجت أبجديتي المخبوءة في كيس قماشي قديم...حائل اللون,مغبر, مخزون في في خبايا ذاكرتي حيث يلتقي اخر ندم من ذكريات الماضي العتيق مع الة الزمن البراقة الحديثة التي تشعرك بأن الرحيل الي المستقبل لم يعد حلما ....
    قد تظن أبجديتي المتمردة أني أجهل عدم التزامها بقانون السكون والالتزام بالمكان وتظنني أجهل كذلك حركتها السريعة المجنونة بين الماضي والحاضر بل ومحاولاتها لصياغة المستقبل ايضا وبكل وقاحة. أنني من موقعي أستطيع سماع سنابك خيولها ونفير سياراتها وهي تروح وتغدو بين أبعاد الزمن بلا رقيب كما تظن.بل أن هذا الكيس العتيق الذي أخزنها بداخله لا أجده أبدا حيث أتركه, فهو يموج بالأصوات والحركة في نشاط محموم وتتبدل بداخله الأوقات وتتألق خلال نسيجه الألوان فتشع وتدفأ وتغلي وتمطر في حياة كاملة الشروط.
    أراقب ابجديتي من طرف خفي وهي تشك بذلك .أتابع كل ما تقوم به وما تخطط للقيام به حتي أستطيع أن أحبط مؤامراتهاالأجرامية الصغيرة في الوقت الملاءم لتفادي كوارث وشيكة....هي تدعي عدم المعرفة بتدخلي المستمر في خططها!! يجمعنا في ذلك تواطؤ صامت اشبه بلعبة ممتعة وخطرة في ان معا.
    أفرغت كيس أبجديتي علي المائدة لأكتشف أين يلتقي خطي مع خط صديقي انحناء وعملا وفكرا.... فتناثرت أحرفي فورا في المكان... لكل ملمس ولون ونبض وصوت وحولت المائدة التي ارتسمت علي سطحها الدهشة الي قوس قزح تحط عيه شموس ونجوم ودموع وقلوب صغيرة نابضة وللوقاحة كل مسودات أفكاري وكتاباتي التي كنت أخبئها في عمق ذاكرتي.
    طالعني أول ما طالعني حرف (أ) أبيض اللون كجلباب رجل سوداني تائه, باهت الحضور لأنه يشابه رقم (1) في معظم اللغات الحية والمندثرة مما يسبب له دوما الكثير من الألتباس رغم أنه أول حروف أبجديتي وأكثرها استعمالا دققت فيه زمنا فلم أجد له ملامح أو نكهة! ,فتركته ورفعت حرف (ش),طالعت شرشرته الشريرة أتاني من ناحيته تيار شر, تجلي في لونه البرتقالي, هذا حرف شرس ومخيف ألي حد ما..... أعدته ألي مكانه ومن طرف المائدة المصدومة الاخر لمست حرف (ك) الكاف حرف البكاء وهو بالفعل بكاء , دموعه تجعله رطبا راشحا علي الدوام وحين يكون وحيدا....حين يظن ذاته وحيدا ينفجر بعبرات مرة وغزيرة يطغي مرارها علي نكهة كيسي العتيقة ويبتل سطحه ويهتز في مكانه حتي تنتابني حوله الظنون, حرف الكاف كامد اللون بين الكحلي والرمادي الغامق فى درجة ما وهذا بالضبط سر حزنه السحيق, الي جانب ضياع هويته ....أنه مجرد لام أخري ألقيت عليها همزة عززت ألتباس هوية الكاف....تصعب معالجة هذا المشكل, بيد أني لست مستعدة للحزن هذا الصباح
    أبجديتي تتحرك علي سطح المائدة, تظن أنني لا أراها مددت يدي هذا حرف (ح) حلو الأنحناءة,يشابه حورحدق الحرائر التي يليها برقع الحياء حلو الكتابة ايضا.. حاول أن تخطه بقلمك يا (بركة) ...ستشعر فورا حلاوة حدة أعلاه وانحناء قوسه. زحفت نحوي ال (ج) وال (خ)....... نعم نفس العائلة والبنية الجينية والملامح لكن الفرق الأساسي يكمن في أن الحاء قد تحرر من النقاط مما دعم هويته الجمالية..... في الشكل والصوت...ففي نطقه بحة رائعة ,يفتقر لها أخويه الأخرين,ولكي أكون أكثر صدقا فأن حرف الخاء يشبه الخوار نطقا عندما يلامس الحنجرة مما يباعد بينه وبين الجمال ...وهو في افضل أحواله حاء أصابها خال في خد خوخة يافعة مخبوءة بخدر يصعب اختراقه خوف الخطيئة.... أما الجيم فهو جميل النطق والصوت بجدارة يشبه في بعض أوضاعه الباذنجان, وله جلال قراني سببه النقطة السوداء في جوفه !
    أبعدت عائلة القوس (ح) ثلاثية الأبعاد متشابكة الجينات والهوية فتعثرت في اخر أبجديتي..... حرف (ي)... أنه حرف حزين كيسوع.. يشعرني باليأس الناتج عن موقعه في أدني السلسلة...وباليسر لسهولة رسمه وبه ضياع للخصوصية عند نطقه ,وكذلك تحيطه هالة تسليم سلبي......
    جمعت أبجديتي دون أن أكمل استكشافها ومن ثم مقارنتها بخط صديقي, بعد أن أكد لي اختلافها وجنونها استحالة مشابهتها باي أبجدية أخري فبدا الأرتياح علي سطح المائدة جليا لا يشوبه تحفظ وقد غمز لي أبنوسها امتنانا.....
    وعندما أعدت الابجدية ألي كيسها العتيق الصبور بدأت فورا في اللغط والحركة والتلون والتبدل وأظهرت علي سطحه أفكارا وصورا وأحلاما كنت أظنها في حالة سكون مهاب...لا أدري ماذا أفعل بكل هذه الطاقة وهذا الزخم؟؟
    فهل تشابه ابجديتي خطك؟؟

    الخرطوم
    أول يوليو 2020,























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de