كلما إتسعت دائرة الإشراق فيما تسير فيه البلاد اليوم نحو تحقيق تطلُّعاتها المُتعلِّقة ببناء دولة المؤسسات والحرية والعدالة ، وعلى (عِلات) ما بدا في سبيل ذلك من قصورٍ وبُطءٍ وتجاوزات ، إرتفع صوتُ الضجيج والعويل في حناجرِ الذين يعيشون ما بعد ثورة ديسمبر المجيدة على (أمل) أن ما يرونهُ بأم أعينهم من حقائق تشير إلى إستحالة عودة عهد الإستبداد من جديد كان مُجرَّد (كابوس) وحُلمٍ مزعج يرجون الصحيان منهُ ولكن هيهات ، هيهات لأن هذا الشعب وعلى ما يبدو للعيان قد وعى الدرس وإستلم زُمام قيادة مصيرهُ ومصير بلاده ، فالشارع وحدهُ الآن الذي يُكتُب التاريخ ويدعم الآمال ويتجاوز الحكومات والأحزاب والمؤسسات ، فشارع الثورة السودانية (وحدهُ) هو الذي (إسترعى) إنتباه المجتمع الدولي بشقيه الرسمي والشعبي وهذا يكفي.
هذا يكفي بعد أن كان حِراك الشعب السوداني وصموده وتضحياته (المًحوَّر) الرئيس في كل مداخلة أدلت بها دولةً أو مُنَّظمة أو مؤسسة داخل أروقة مؤتمر شُركاء السودان ببرلين ، هذا المؤتمر الذي أعتبرهُ نقطة مفصلية في تاريخ (تثبيت) قواعد الثورة على المستوى الدولي مثلما (ثبَّت) موكب 30 يونيو 2019 أقدام (حاكمية) الشارع الثوري وقدرتهُ على النهوض والمواجهة بعد مذبحة القيادة العامة التي ظنت الفلول أن لا طاقة للشارع بعدها للنهوض والمناورة.
أن تتواثق أكثر من 40 دولة ومنظمة وهيئة دولية تحت رعاية الأمم المتحدة والإتحاد الأوربي على الإنحياز والمساندة غير المشروطة للثورة السودانية ، هو أهم مكسب وسند لإستمرار مسيرة التحوُّل الديموقراطي عبر إشارتهُ إلى ما سيكون عليه حال المجتمع الدولي والإقليمي من (شراسة) في مناهضة أيي محاولة لإعاقة هذا التحوُّل ، كما أن نجاح هذا المؤتمر التاريخي كان (سانحة) طيبة لإكتشاف خبايا النفوس وما يدور في دواخل الذين يبدون ظاهرياً أنهم مع الثورة ولكنهم في (أعماقهم) السحيقة المُظلمة لا يتمنَّون لها نجاحاً ولا إستمراراً ولا بلوغاً لأهدافها ، فلم يعجبهم هذا التوافق الدولي العريض الذي أصطف ليدعم الحكم المدني والتحوُّل الديموقراطي في السودان ، فإنبروا كعادتهم وبلا حياء يلهثون وراء تفنيدٍ خبيثٍ وعاجز ومُبتزل للأحداث يحاولون عبرهُ عكس الصور السلبية لطمس معالم هذا النجاح والإختراق العظيم الذي إنجزته حكومتنا المدنية الماضية بغير رجعة في طريق إعادة هذا الوطن المكلوم إلى مصاف الدول المحترمة والقادرة على المساهمة في الواقع العالمي بكل ما تملك من ثروات وإمكانيات وقُدرات وتجارب سابقة لكثيرٍ من الأُمم.
المُساندة الدولية لإنتقال السودان إلى بر الأمان ، هي فرعٌ صغير في شجرةٍ جِذعها وجذورها الإعتماد على الموارد الذاتية ودعم سُبل الإنتاج وتطوير نظُم التعليم والتدريب وأدوات الإدارة ، هذا فضلاً عن برامج جذب الإستثمارات الخارجية ودعم القطاع الزراعي والصناعات المحلية عبر تطوير البنيات التحتية التي تجعل ذلك مُمكناً وواقعياً.
فلول النظام البائد يصورِّون للرأي العام الذي إستنار بما يكفي بعد مثول عهد الحُرية أن برنامج الحُكم الإنتقالي لإنتشال إقتصادنا المُعدم يعتمد ويعوِّل فقط على فرعية المساعدات والمنح الدولية ، ولا تعليق على ذلك بالنظر إلى (هزلية) الفكرة وما يحوزُ عليه السيد / رئيس الوزراء ووزير المالية وغيرهم من قيادات المسير الديموقراطي من (إحترافية) وكفاءة وقُدرة على الإستفادة من سقطات الماضي وقراءة الواقع والمستقبل ، فلنستبشر لأن القادم أفضل.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة