قبل أكثر من ثلاثة شهور ، كتبت محذرا من تداعيات تراخي الحكومة الانتقالية في معالجة تدهور أحوال المواطن المعيشية ، وقلت بالحرف الواحد أن ما أخرج الناس لإسقاط حكومة الكيزان بالدرجة الأولى هو معاش الناس ومن بعده تأتي الأسباب الأخرى من ظلم وتشريد للناس وكبت للحريات وغيرها من الأسباب . وكتبت داعيا رئيس الوزراء الموقر د.حمدوك لاستبدال من ثبت عجزه وفشله من وزرائه . وكأنما كان كلامنا كفرا ، وكممارس للكتابة منذ ما يزيد عن العشرين عاما في الأسافير ناقدا ومعارضا لحكم الكيزان اللئام لم أجد عنتا ولا حجبا للرأى مثلما وجدته من الذين كانوا يضعون مقالاتي في واجهة صحفهم الإسفيرية ، فخرجنا من قمع الدكتاتوية لقمع المتعصبين من الحزبيين . لم أكن وحدي في ذلك فقد اشتكى كثيرون من صبية الأحزاب التي دخلت السياسة بفهم مغلوط فأصبح كل منتقد للحكومة عدوا لهم وارتفع في وجوه الحادبين على الحكومة سيف الشيطنة والكوزنة من غير روية ولا تبصر ونصبوا أنفسهم حراسا للثورة ومنافحين عن حكومة حمدوك بالحق وبالباطل وشعارهم بفهم مغلوط للحديث "انصر أخاك ظالما أومظلوما ". ونقولها وسنظل نقولها أن هذه الحكومة فاشلة ولا تمثل الثورة العظيمة التي مهرها دماء الشباب ، فهي تمثل الخزلان في اقبح صوره . ومليونية الثلاثين من يونيو ليست جردا للحساب فقط كما يحاول البعض من الذين تملكهم الخوف من غضب الشعب وإنما هي لإسقاط هذه الحكومة الفاشلة التي لا تتشرف بتمثيل الشعب . هنا لابد من التنويه بالدور الثوري الحق الذي تلعبه صحيفة رائدة للحرية ويعشق القائمين عليها الديمقراطية في أزهى معانيها وهي صحيفة سودانيز اون لاين التي تتبنى خط الثورة في الحرية كمبدأ ومنتهى . ففي الوقت الذي ظهرت فيه صحف مماثلة بوجه آخر بعد أن ظن أصحابها أنهم وصلوا للحكم ظلت صحف قليلة على نهجها الذي آمنت به في احترام الرأى والرأى الاخر ومن هذه الصحف سودانيز اون لاين ، فللقائمين على أمرها تحية احترام وتقدير . إن هذه الثورة بالغة أهدافها ولن يتمكن الأقزام من قيادتها وتوجيهها على حسب فكرهم العقيم وطال الزمن أو قصر فلا يمكن لهذه الحكومة أن تستمر في قيادة بلد مشبع بالثورية بلا رؤية ولاهدف . وليت د.حمدوك يدرك باب التاريخ فيدخل فيه مقدما خطاب استقالته بأعجل ما يمكن .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة