إحدي صديقات الفيس بوك، ذكرت أن مقولة "قوة الأفكار من قوة السلف" مقولة تعبر عن تيارات رجعية. هذا ليس بعيداً عن موقف فوكو -في مناظرته مع تشومسكي- تجاه العلم، إذ يعتقد أن العلم او الاختراعات والاكتشافات العلمية منبتة عن السيرورة الطبيعية. لن أفترض أن أيا من المقولتين ترفضان التراكمية. فالعودة إلى السلف، هي أساس أي بحث علمي، ولكن ليس البقاء هناك، وإنما العودة، وهي عودة من يحمل أصالة ما تعينه على تجاوزها هي نفسها. كالشجرة التي تمد الحطاب بساق الفأس ليقطعها. هذه العودة لازمة..لفهم التراكمات المعرفية، هم يسمونها تراكمات، وأنا ارها تطوراً، إذ تفترض التراكمية الإستقلالية والتجمع الرأسي. وهذا ينفي حقاً الصيرورة والتطور الأفقي، ويمحو تلك الروابط غير المرئية بين نقاط الزمن التاريخي. هناك روابط أفضت لتطور المفاهيم بشكل بطيء كنمو العشب. فحتى الأديان اليوم هي نتاج لتطورات الماضي وليست منبتة الصلة عنها. يصبح الخلف سلفاً كل ثانية. يتحول الكون لماضٍ مادَّاً رأسه في بؤرة الحاضر..مستقبِلاً المستقبل..هذا ما لا يمكننا إنكاره. كل ما في الأمر أن الأطروحات الكبرى، تحصل على جلجلتها الدعائية أكثر من غيرها، هنا تستقطع (عقلياً) من الزمن لتصبح حدثاً من الزمن (أي تاريخاً)..وبالتالي تتجاوز مسربها الماضوي (كحدث في الزمن).
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة