فلسفة الخلود..كثافة الإنغماس الحيوي بقلم د.أمل الكردفاني

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-12-2024, 10:47 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-14-2020, 03:44 PM

أمل الكردفاني
<aأمل الكردفاني
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 2508

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
فلسفة الخلود..كثافة الإنغماس الحيوي بقلم د.أمل الكردفاني

    03:44 PM June, 14 2020

    سودانيز اون لاين
    أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
    مكتبتى
    رابط مختصر




    اخبرني صديق بأن التعلمجية (مدربي المجندين الجدد من العسكر) يقولون: (النوم بجيب التفاكير)...
    هذه المقولة جيدة رغم ما تبدو عليه من بساطة، إذ أن عدم بذل جهد بدني باستمرار يترك العقل منغمساً في التوَهُّمات. إن العمال قليلاً ما يفكرون، لأنهم لا يجدون مساحة لأدمغتهم كي تفكر. والعامل الذي يفكر يضعف إنتاجه وقد يترك العمل. إن العامل يسقط ميتاً فقط...إن إنشغالنا بالموت هو نتاج رفاهيتنا كبشر، رفاهية أن تمتلك حساباً تقرأ به هذا المقال. هذه الرفاهية أعطت مساحة أكبر لأدمغتنا كي تفكر أكثر في مصيرها. هذا لا يعني أن هذه الأسئلة جديدة، لكنها رغم قِدمها إلا أنها كانت داخل إطار محدود، يتمثل في عقل الفلاسفة الوضعيين والمثاليين..هؤلاء الأُخَر الذين تحولوا لوكلاء سماويين. أنتجت تلك الإنشغالات (الأساطير، الأديان والنظريات)، ولكنها اليوم تنتهج منهجاً عدمياً، وهو منهج لذيذ، يدغدغ الفؤاد، لأنه يمثل المقاومة الأخيرة لنا في مواجهة سيطرة المفاهيم الرأسمالية التي تعززها الأدوات الإعلامية، إذ يجب دائماً أن تعمل، لكي تكسب مالاً وتتمكن من الإدخار، أن تشتري قصراً وسيارة فخمة، وتحب امرأة حسناء انتهازية، مثل ما فعل هشام طلعت فانتهى الأمر إلى استنزافه وانتهى بسوزان تميم إلى الموت قتلاً...
    هكذا الرأسمالية اليوم تتعزز بالميديا والسوشال ميديا...وأيضاً تعزز شعور البشر بضآلة قيمتهم، وضآلة ما ننشده من حياة. فيتجه البعض للتطرف نحو الغيبيات، ويتجه آخرون إلى العمل. العمل ومزيداً من العمل ولا شيء سوى العمل..حتى بلغنا مرحلة اليأس الشامل، مرحلة الشعور بانعدام المعنى..واللا جدوى...فنشأ منهج عدمي للحياة، أي الغرق في الإدمان. إدمان القصص الحزينة والقصائد والأغنيات التي تنعى حبنا للحياة وتشيعه لأقرب مقبرة؛ وهو إدمان حزين في كل الأحوال.
    ما بعد الموت ظل الأمل لآلاف السنين، ولكنه اليوم فقد قيمته تلك. الموت اصبح هو الموت. أي الإنطفاء، ويعود بالتالي لحقيقته المجردة..وبما أننا مهما تحدثنا عنه سيظل تصورنا عنه مجرد خيالات وكوابيس..فلا أحد سيلتقي بموته أبداً.
    اللقاء بالموت:
    اللقاء بالموت وهم ضالع جرَّاء الأسطورة، إذ أن الظاهر العام والمُدرَك لا يعطنا أي مؤشرات لغير ذلك. بل على العكس، إن كل الظواهر القريبة من الموت تشير إلى أننا لن نعرف أبداً بأننا قد مِتنا..لن نعرف بأننا انطفأنا...إن المُغمى عليه ومن تعرض لغيبوبة مؤقتة لا يخبرنا بأنه كان يعرف أنه في غيبوبة..إننا في الواقع من نخبره بذلك...فهذه الحوادث -الأقل تكلفة من الموت إذ ليس فيها عطل دماغي شامل- تكشف لنا (جزئياً) عن وضعنا عندما ننطفئ إنطفاءة كاملة.. وعندما يقع المرء في الغيبوبة فإن انطفاءه يعني انطفاء وعيه بالحياة...ولكنه لا يدرك -في تلك اللحظة- أنه لا يعي الحياة. فهو لا يعي وحسب. إنه شيء بلا وعي، بحيث لا يختلف عن الكرسي وفرشة الأسنان. لذلك فالمرء لا يلتقي بموته أبداً. إن وعيه فقط هو هُنا والآن، أي داخل هذه الحياة...
    وإذا كان الوعي هو الحياة والحياة هي الوعي، وإذا كنا لا نلتقي بموتنا، فإننا عالقون دائماً في الحياة..إننا خالدون في الحياة..إذ لا سبيل أمامنا إلى الوعي بغير الحياة...الآخرون يدركون الموت بغيرهم وليس بأنفسهم، هم يلتقون بموت الآخرين..ولكنهم لا يلتقون بموتهم هم. ولذلك فإن الميت يمضي إلى حيث مضى ويظل الحي واعياً بحياته خالداً بوعيه داخلها.
    فالخلود لا يُفهم بالزمن...بل بالوعي..وهذا الوعي يظل وعينا..ولن نلتقي بانعدام هذا الوعي أبداً..أي لن نلتقي بالموت..إذاً فنحن واعون دائماً..وهذا الخلود الحقيقي..الخلود الموضوعي...فالموتى ليسوا خالدين في موتهم..إلا إن كانوا واعين به وهذا لا يتحقق.
    إن وعينا بهذا الخلود قابع في عقلنا الباطن، لذلك، نستطيع أن نأكل لحم كائن ميت كان حياً من قبل..فنحن لن نسأل: أين ذهبت البقرة الآن؟..لأن هذا سيبدو سؤالاً ساذجاً... لقد ماتت فحسب...إن هذا السؤال يوجه لجثة كائن حي آخر عندما يموت، وهو الإنسان، لأننا نشعر بتشاركنا الجماعي كجنس بشري. إذ ليس من المفترض أن نموت. ولكن يجوز للبقرة والدجاجة والخنزير والجرادة والشاة...أن تموت..وفوق هذا؛ من المفترض أننا لا نموت بالفعل، بل نهاجر -بشكل أو بآخر- إلى عالم مختلف، رغم أنه ليس للكائنات الحية نفس هذا الحق. ولذلك فنحن نذبح تلك الكائنات بضمير مستريح.
    نحن لا نلتقي بموتنا، ومشغولون بنرجسية مزمنة تجاه الموت، إذ لا يجوز أن نفنى ككائنات أرقى تطوراً. وعلينا -أكثر من ذلك- أن نرفض نظرية التطور، لأنها تساوينا بالكائنات الحية الأخرى، بل تجعلها أكثر منا أصالة. (مع ملاحظة أنني غير مقتنع بنظرية التطور لأسباب أخرى).
    نحن لا نلتقي بموتنا، بل نخلد في الحياة..وإذا كانت هذه حقيقة، فيجب أن نتعامل مع الحياة كخالدين لا كعابرين. ولكي نتعامل معها كخالدين يجب أن ننغمس فيها بكل ملكاتنا الحسية والحدسية..أي ننغمس فيها حيوياً.. صراعاتنا الإجتماعية والسياسية، أغانينا، رقصنا، شغفنا، يجب أن نفهم بأن الشقاء هو نفسه وجه آخر للخلود بحيوية الإنغماس: الإفلاس، العطش، الجوع، الخوف، الحرب وحتى موت الآخرين وكل شيء سلبي أو إيجابي يربطنا بالحياة، أي يعزز خلودنا أي وعينا بأننا أحياء...إن هذه اللحظة الحيوية بلا بداية ولا نهاية، إذ لا نعي عدمنا السابق ولا عدمنا اللاحق، نحن نعيها هي فقط. وكما لم نهتم كثيراً بعدم وعينا قبل مليار سنة، فيجب كذلك ألا نهتم بعدم وعينا بعد مليار سنة..إذ في كل الأحوال فنحن لن نلتقي بذلك العدم..إننا نشعر بذواتنا...وهذا هو الوجود الخالد.. وككوجيتو جديد: (إنا أشعر بذاتي..إذاً أنا موجود وخالد)..























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de