توقفت لفتره عن مواصلة هذه السلسله من (اولادنا فى الغربه ) وهذا لظروف فارجو المعذره...وقد تحدثت فى الحلقة الاولى عن اننا عندما نقرر الهجره فاننا لاندرس تاثير هذه الغربه على الاولاد انما نعتمد فى اتخاذ قرارنا على عوامل اخرى واهمها العائد المادى مع ان مستقبل الاولاد اهم من اى عائد مادى وحتى عندما نقيم مستقبل الاولاد فاننا نقيمه من الناحيه الاكاديميه وننسى العوامل الانسانيه وماسيتعرض له هذا الطفل من تغيير وماسيفقده من ثقافه وماسيكتسيه من عادات وتقاليد جديده لاتتماشى مع ديننا او عادتنا وتقاليدنا وباختصار فاننا عندما تقذف بهذا الطفل الى هذه المجتمعات الغربيه (وهو لاحول له ولاقوه) فاننا نسلمه للمجهول ويدخل لمجتمع وهو لايحمل اى سلاح ليدافع به عن ثقافته وعن دينه وعن لغته فيكون مستسلما لهذه الثقافه فمثلا الثقافه الامريكيه قد انتشر تاثيرها فى كل انحاء العالم وترك بصماته على كل العالم ولم يستطيع العالم مقاومة الثقافة الامريكيه فاستسلم لها واذكر اننى فى زيارتى للسودان ركبت فى رقشه وكان صوت اغانى الراب ينبعث عاليا بكل الفاظه الخارجه والسائق يردد فى نشوه مع المغنى فسالته ان كان يفهم هذه الكلمات فاجاب بالنفى فمابالك بالطفل الذى ناتى به لنرميه فى خضم هذه الثقافه الامريكيه المسيطره وفى داخل بطنها ؟؟
والغريب اننا بعد ان نغفل منه لسنيين وتشغلنا المعايش نكتشف بعدها ان اولادنا اصبحوا غير اولادنا وطفلنا المسكين تتقاذفه الاجهزه ونحن نتفرج تسلمه المدرسه للتلفزيون ويسلمه التلفزيون للكمبيوتر ونحن مشغولين بمعركه اخرى هى تثبيت اقدامنا فى المجتمع الجديد وهو لايرحم وقد فصلت قوانينه الراسماليه بحيث تمتص كل جهد الانسان ولايبقى له جهد ولا وقت لاسرته فيعمل المهاجر لمدة 10 او 12 ساعه فى اليوم واحيانا طوال الاسبوع ويعود لمنزله فى نهاية الدوام وكل مايرجوه الراحه وقد لايجد الكثيرون وقتا حتى لتبادل شيئا من الحديث مع الاسره وهو فى هذه ا الدوامه يغفل عن ملاحظة التحول الذى بدا يطرأ على اولاده ويبدا هذا التحول من اول يوم وطات فيه اقدامهم الروضه ويتصاعد فتحل اللغه الجديده محل اللغه القديمه ويكتسب الطفل فى كل يوم سلوكا يقربه من المجتمع الجديد وتبعده عن مجتمعه الاصلى ويتخلى عن كل مااكتسبه خلال طفولته وتبدا العادات المكتسبه تطغى فنسمع عن سانتاكلوس والاحتفال بالهلاوين والكريسماس وتدخل البيت موسيقى الراب بكل الفاظها القذره ويتغير اللبس والمزاج وتبدا مرحلة العزله والافتراق فى داخل البيت بين مجتمع الاب والام الذى يتحدث العربيه وله قناه تلفزيونيه او عربيه وله شرائط ومدائح سودانيه وله ثقافته الخاصه الذى يحاول المحافظه عليها وبين مجتمع الاطفال الذى قنواته كلها امريكيه وموسيقاه الراب وحديثه فى داخل المنزل مع اخوانه بالانجليزيه وحتى ملبسه مختلف ويختفى الاكل الجماعى وتتغير الوجبات ليحل محلها رويدا رويدا اللظانيا والاسباجتى والهمبرجر وكل فى صحن منفرد او سندوتشات فقد تجذرت الفرديه وحب الذات ودى غرفتى ودا سريرى والضيق من الضيوف ويدخل العنف اللفظى والجسدى بين اطفالنا وبينهم وبين زوارهم من الاطفال السودانيين ونحن فينا بعض البسطاء الذى يفرح بان اطفاله بقوا امريكان عديل وآخرين يؤجلون مناقشة المشكله بينهم وبين انفسهم وعندما يسمعون بقصة خروج بنت او ولد عن طوع اهله يستبعد ان يحدث ذلك فى اسرته وبدون اى مبررات مع ان البيئه واحده والظروف واحده والتربيه واحده والمكان واحد ولكن البعض يدفن راسه فى الرمال ويتحدث عن اولاده المؤدبين المهذبين الذين يختلفون عن الآخرين وهؤلاء يصطدمون فى الآخر بالواقع المرير ان اولادهم لايختلفون عن الآخرين ولكن المشغوليات شغلتهم عن ملاحظة التغيير على اولادهم والبعض منا يكتفى بمدرسة الاحد التى تدرس العربى والدين ويعتقد ان هذا كافى لتلقين ابنه اللغه العربيه ولغرس مبادىء الدين فيه وقيمه (ومع احترامنا للقائمين على هذه المدارس وجهدهم) فان هذه المدارس بدون مناهج والقائمين عليها من المتطوعين وليس المؤهلين لمهنة التدريس والدين لاتكفيه ساعتين فى الاسبوع ليحتل موقعا فى ذهنية طفل تتقازفه اجهزة اشد باسا وقوه تسعى بكل جهدها للسيطره على ذهن هذا الطفل ونلاحظ نجاحها فى ان اطفالنا اصبحوا اكثر فرحا باعياد الكريسماس من عيد الاضحى وفى مناسباتنا الدينيه ندفعهم دفعا الى تجمعاتنا التى ينفرون منها ويجدون انفسهم غرباء لغه وسلوك وملبس ...وقد رويت من قبل قصة المراه التى اتت ببناتها لامريكا وبعد ان رات الحال المائل عادت بهن للسودان وتساءل البعض موجها كلامه للام ان بناتك يصلن ويصومن ويتبعن مبادىء الدين فلماذا العوده بهن فقالت لهم (اذا ضمنت هذا الجيل فكيف ساضمن الجيل القادم بانه يكون مسلما ) وهذه حقيقه فنحن تاثيرنا كان قويا على اطفال لقوة الدين فينا ولكن ماذا عن اطفالنا الذين لايعرفون الكثير عن هذا الدين فكيف لهم ان يقنعوا اطفالهم بهذا الدين وفى المجتمعات الغربيه ليس هناك املاء ولكن الإقناع هو الفاعل ؟؟ خاصه عندما نغيب نحن وهم قد نشاوا فى بيئه تترك للطفل ان يختار دينه بعد ان يبلغ الرشد واذكر ان احد الاباء قد قدم شكوى ضد المدرسه التى يدرس فيها ابنه لان الاستاذ يعطيهم دروس عن المسيحيه والاب (المسيحى) لايريد من الاستاذ ان يؤثر على ابنه فهو يريد لابنه ان يختار دينه عندما يكبر
..وفى الحلقه القادمه احدثكم عن قصص واقعيه لمن ربوا ابناؤهم فى بلاد غربيه
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد الحسن محمد عثمان
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست