أبا والشيوعيون: علىّ الطلاق ما تقول حاجة من فرط الخجل بقلم عبد الله علي إبراهيم

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 08:46 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-28-2020, 04:05 AM

عبدالله علي إبراهيم
<aعبدالله علي إبراهيم
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 1963

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أبا والشيوعيون: علىّ الطلاق ما تقول حاجة من فرط الخجل بقلم عبد الله علي إبراهيم

    04:05 AM May, 27 2020

    سودانيز اون لاين
    عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
    مكتبتى
    رابط مختصر





    لم يكن بأس مقاومة الأنصار، جند الجبهة الوطنية المكونة من حزب الأمة والوطني الاتحادي (الهندي) والإخوان المسلمين، لنظام 25 مايو في مارس 1970، مما ركز في واعيتي على أني كنت قريباً من الحدث. وكان ما نبهني إلى شدة تلك المقاومة كتاب "شهادتي للتاريخ: أحداث الجزيرة أبا مارس 1970 وحركة 19 يوليو 1971" للرائد معاش عبد الله إبراهيم الصافي. وكان الصافي ملازماً أولاً في القوة التي قاتلت عن النظام في أبا وأنهى اشتراكه في حركة 19 يوليو 1971 مستقبله في العسكرية. ووفر لي مشكوراً الأستاذ عدلان عبد العزيز الصفحات من الكتاب التي دونت مواجهة النظام والجبهة لوطنية في ذلك العام. وسترى في تلخيصي لما ورد فيها أن قوة الجبهة الوطنية كانت قوة كبدت الجيش الهزيمة أمامها مرتين لاستهانته بها.
    رأينا قوة الجيش لفتح أبا في 27 مارس عادت مثخنة الجراح من عند الجاسر، القنطرة من شرق النيل الأبيض إلى الجزيرة أبا، للمرة الثانية. لم تتعلم شيئاً من فشل الأمس (26 مارس) الذي وقعت فيه في كمين قوى الجبهة الوطنية المعارضة، التي كان جندها جماعة الأنصار لا غير، نصبوه لها في نفس الجاسر.
    عادت القوة المهزومة إلى ربك مضطربة مرهقة مضرجة. فقدت أرواحاً وناقلات بل وبطارية مدافع الهاون التي سنرى كيف انقلبت عليهم على يد الأنصار. وتوج هرب قائد قوة الهجوم من الميدان خسارتها. وكشف اضطراب قيادة الجيش الذي تلا معركة 27 مارس عن هول وقعها عليهم. فسرت إشاعة بصدور أمر من التاج حمد، قائد منطقة كوستي العسكرية، بانسحاب المدرعات من ربك إلى سنار والمشاة إلى كوستي.

    ولو يذكر القارئ أن أمراً بالانسحاب للخرطوم صدر في نفس الوقت للسلاح الطبي وشرطة المرابيع شمالي الجزيرة أبا. وكان ذلك علامة استسلام وفرار صريح من ميدان القتال. وعادت القيادة وسحبت الأمر. وأربك ذلك التلجلج الدكتور عبد السلام صالح عيسى، من السلاح الطبي، فذهب خصيصاً لكوستي للقاء التاج حمد، قائد منطقة كوستي العسكرية، يستفسر الأمر. فقال له التاج حمد بعد السلام: "على الطلاق ما تقول حاجة" ولم يقل عبد السلام حاجة.
    وفي ذلك الوقت طلب الرائد عبد العظيم محجوب، قائد الاستخبارات بسلاح المدرعات، من الصافي أن يأخذ مدرعة في اتجاه أبا لاستكشاف إن كان الأنصار قد تعقبوهم. وقال الصافي إنه لو تعقبهم الأنصار إلى ربك لتحقق الانسحاب إلى سنار وكوستي. ولكن لم يتفق للأنصار "مواصلة النجاح"، وهو التعبير العسكري لملاحقة العدو المهزوم. وانحصروا في الجزيرة.
    وعاد الصافي من استكشافه ليبلغ الرائد عبد العظيم أنه لا قوة ملاحقة لهم من الأنصار. ووجد الرائد قد وضع المدرعات في تشكيلة دفاعية منظمة. وأمر الرائد الصافي ليذهب إلى كوستي ليتأكد من قائد المنطقة العسكرية عن صحة الأمر بالانسحاب إلى سنار وكوستي. وأعطاه رقم تلفون المحلج ليوفره للتاج حمد ليتصل فيه. ووجد الصافي مع العقيد التاج حمد المقدم عبد المنعم الهاموش، عضو مجلس انقلاب 19 يوليو 1971 لاحقاً. ونقل الصافي للتاج حقائق معركة أبا المؤسفة بعد طلبه منه ذلك.
    كان على القيادة أن تجري تقديرات أخرى للموقف في الجزيرة المقَاوِمة بعد هذه الهزائم. واتفق لها أن الأنصار كانوا قوة كبيرة في العدد، حسنة التسليح، وعالية التعبئة والحماسة. ولولا ذلك ما أوقعت تلك الهزائم بجيش نظامي. فتغير تكتيك الجيش من اعتقال الإمام إلى إخضاع الجزيرة. فجرى استدعاء قوات معززة من المشاة والمدفعية والمدرعات والدبابات والطيران والمظلات.
    وعسكرت هذه الحشود في ربك. وتحركت تباعاً نحو الجزيرة وارتكزت على بعد كيلو من الجاسر. وبدأت الاستعداد للمعركة بثبات لا حماسة فيه. وجرى تنظيم النيران وفرض حصار بها على الجزيرة لكسر عزيمة مقاتلي الأنصار.
    بدأت قوة النظام الضرب بالمدافع. وشاركت فيه الدبابات تي 55 (الروسية) التي وصلت في اليوم السابق. وقصفت بمدافعها الجبارة 100 ملي. وتحت غطاء تلك النيران الكثيفة تحركت الدبابات صلاح الدين لتفتح نيرانها بدورها فتسكت مواقع مدافع الهاون. وهي المدافع التي استولى عليها الأنصار من معركة الأمس مع الجيش وأمطروا بها القوة المهاجمة حمماً من الغابة التي تقع شمال الجاسر. ونجحت صلاح الدين في تدمير مدافع الهاون واحداً إثر واحد. كما شارك سلاح الطيران بطلعات فوق الجزيرة. وكان يلقي من عل منشورات تدعو للاستسلام. وقاد الروس طائراتهم فوق الجزيرة لخرق حاجز الصوت بغرض بث الرعب في مقاتلي الأنصار وأهل لجزيرة. ولم يثبت للصافي أن طائرات مصر اشتركت في المعركة على طلب نميري ذلك منها في حين وصلت، كاحتياط، طائرات ليبية متى ظهرت الحاجة إليها.
    وانكسرت مقاومة الأنصار بعد تلك الهجمة الواسعة من الجيش. فلم يكن بين القوتين وجه للمقارنة. ولكن لم يستسلم الأنصار بالكلية. فخرجت قوة منهم من قرية نزي (جنوب شرق ربك) وهجمت على القوة العسكرية في محلج ربك وقوامها سرية من قوات الشمالية. وأدت نيران الأنصار لاشتعال النار في جوالات القطن التي طفح بها حوش المحلج. فردت سرية الشمال على فرق أنصار نزي فأرجعتها إلى بلدها. وتناصرت قوة من حامية الخرطوم مع سرية الشمالية لتنظيف بيوت القرية من المسلحين. ونجح المنسحبون في الأثناء من هدم أحد أبراج الكهرباء بهدف قطع التيار الكهربائي عن ربك.


    المستفاد من رواية شاهد العيان الملازم الصافي أن الأنصار لم تكن تلك الجماعة المسالمة التي جرى تصويرها مؤخراً فانقضت عليها مايو وهم "صابنها". لقد استعد الأنصار بقوة وعزيمة لمعركة غير متكافئة أصلاً. ولقد لعق الجيش جراحه منهم حتى أخضعهم. ومن المستفاد أن نميري، وقد رأى نهابات نظامه مكتوبة على الحيطان، جمع، مرتعد الفرائص، جيوش الإنس والجن لإخضاع أبا.
    وسنعرض في المرة القادمة لرواية من مصدر أنصاري لبسالة مقاومة الجزيرة لقوة الجيش التي جاءت لإخضاعها.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de