|
السُلْطة ليست للعسكر, رغبتم فيها أَم لم ترغبوا يا البرهان بقلم عبدالعزيز وداعة الله عبدالله
|
04:07 AM May, 26 2020 سودانيز اون لاين عبدالعزيز وداعة الله عبدالله- مكتبتى رابط مختصر
دواعي هذا المقال ما جاء في بعض الوسائط مِنْ أنَّ الفريق البرهان قال أنه غير راغب في السلطة و الاستمرار حسبما قال بذلك مستشاره الاعلامي كما جاء في الخبر. و الطريف في الخبر و ما يدعو للدهشة أنَّ سعادة الفريق نسي انه رئيس تشريفي لفترة انتقالية ستنتقل هذه الرئاسة بعد انتصاف هذه الفترة لرئيس مدني بمعني أنه إذا رغب في الاستمرار أمْ لم يرغب فهذا المنصب التشريفي موقوتاً, ثم انَّ سعادة الفريق حسبما جاء في الخبر قد خلَق لنفسه مستشاراً إعلامياً و ربما مستشارين في مجالاتٍ أُخَر , و لا ادري لماذا يتجاوز البعض حدود صلاحياته و مهامه, فالكل علي مستوي العالَم يعلم تماما ما هو دوْر العسكريين كما هو الحال في المهن الأخري في الطب و الهندسة و الزراعة و نحوها, و أنَّ مهمة العسكري حماية اراضي البلاد و شعبها هو أهم واجباته و ليس الحُكْم مِن بينها, أمَا الانتقال لمرتبة تولي سلطة حكم البلاد فهذا أمر يرفضه المجتمع الدولي الذي لا يعترف بالحكومات العسكرية, و حتي ان رضي المجتمع الدولي و قبِل بحالة استثنائية للسودان فإنَّ ذلك لن يقبله الشعب السوداني و لن يسمح بتحقيقه إلاَّ علي اجساده , فشعب ثار و اطاح بحكومة البشير العسكرية الاخوانية لن يقبل بالرجوع الى الوراء و اجهاض ثورته, فلا يغرنَ أي مغامر سلاحه بالدخول في مواجهة مع الشعب. و مع كامل احترامنا للشرفاء في القوات المسلحة, فإننا بالمقابل نحتقر و نزدرى كل مَن ساند و دعم حُكْما ظالماً فاسداً و علي وجه الخصوص النظام البائد و أيَّاً مَنْ تطاول علَى مواطن و اذلَّه و سفَكَ دمه لأجْل تمكين النظام البائد, و لا نَملّ القول بأنَّ ثورة الشعب كانت مدنية صِرْفة, فرجاءً لا تزايدوا عليها, و أنَّ الذين حاولوا القفز مِن مركب النظام البائد بعدما تأكَّد سقوطه و ارادوا ان ينضموا لِركْب الثورة ليسوا مِنْ الثورة و لن يجدوا لهم مكانا, و لا للذين يحاولون تلميعهم: (قوش منَع كتائب علي عثمان و احمد هرون مِن قتْل المعتصمين)!! بالله!. فلا انت يا قوش و لا مَنْ يلمعك سيكون له فرصة في المرحلة القادمة, هذا إذا سلِمتَ مِن حبل المشنقة او السجن المؤبد. فدَعوا –ايها الجنرالات-هذه الفترة الانتقالية تمضي بسلام, لكي لا ينقطع بعض حبْل العلاقة بيننا. و في الوقت الذي تتقاعس فيه السلطات الامنية عن اداء دوْرها في ما يتعلق بقرارات الحكومة و لجان الطوارئ ببسط حظر التجول و بمساعدة الإعلام المنتفع من النظام البائد يخرج علينا عسكر الفترة الانتقالية بتصريحات اكثر مما يصرّح بها المدنيون في الحكومة الانتقالية. و تستفزنا تصريحاتهم: (مستشار البرهان الإعلامي يقول علي لسان البرهان: نحتاج لموقف موحد لمجابهة البعثة الاممية). ألم تكن في عهدهم قوات اممية عسكرية لتمنعهم مِن قتل شعبهم؟ و الموقف الموحَّد- يا سعادة الفريق- عند الشعب المدني فهي بعثة مدنية و تجد مِنَّا القبول و الترحيب التام لتسيير عمل الحكومة الانتقالية التي تقف بعض الوزارات المعروفة حجر عثرة في طريقها, و لِتساعدنا في هيكلة القوات المسلحة و الأمنية و الشرطية, و عمليات تسريح اكثرها, فسودان الثورة سيكون بلداَ مسالماً يحترم كل دول العالم و ينبذ الاحتراف و لا حاجة له بكل هذا الكم الهائل من الجنرالات و العتاد العسكري. و نطالب بِدوْرنا بالإسراع بالتسريح و اعادة الدمج و تقليص ميزانية الامن و الدفاع و تحويلها للإنتاج و الصحة و التعليم و غيرها لأجل النهوض بالبلاد. و ياسر العطا بدلاً مِنْ أنْ يتبرأ مِنْ نظام البشير قال: ( كنت اقوم بمهام خاصة للبشير في معية البرهان), و الكل مِنا يعلم ذلك : أَليسوا هُم جزء من لجنة البشير الامنية التي فشلت في ان تبقيه في الحكم و زمرته و تحميه من لسعات بعوض سجن كوبر؟ و يضيف ياسر العطا: (لو كان ابن عوف موجوداً لكانت الامور اكثر سلاسة), باللهّ ّ!!سلاسةً ؟ الشعب- يا سعادة الفريق ياسر- اطاح بالبشير و مِنْ بعده ابن عوفك هذا الذي لم يمهله الشعب لتكملة 24 ساعة في الحكم, و هذا الشعب قادرٌ علي الاطاحة بهما و بغيرهما شر اطاحة, فلا تحلموا. فهل يا تُري - و انتم تترقون في الرتب العسكرية طيلة الثلاثين عاما - كان صمتكم بسبب هذا الاعجاب المستمر بالبشير و ابن عوف المطاح بهما؟. و نذكر الحديث الشريف: ( لا يزال المرء يتحرى الكذب, حتي يُكْتَب عند الله كذابا) و الفريق كباشي يقول لصحيفة الوطن الاليكترونية: ( الجيش علي قلب رجل واحد في حفظ الامن), فأيّ أمْن يا ايها الرجل؟ : نحو 13 ألف عنصر أمني يتمردون و يطلقون الرصاص يروعون به المواطنين؟ و محاولة اغتيال رئيس الوزراء, اكبر مسؤول تنفيذي في البلاد, و الاعتداءات على الفشقة لا تتوقف, و العلم المصري يرفرف على حلايب, و غير ذلك كثير, فأين الأمن يا سعادة الفريق؟ و يضيف: (مَن يحاولون زرع الفتنة بين القوات النظامية سيخيب ظنهم). لقد تغاضى الشعب عن صمت الجنرالات عن فظائع نظام السفاح البائد بسبب الخوف و نحوه, غير اننا لا نتصور ان يستمر اعجابهم بتلك الرموز الظالمة القاتلة لشعبها. نشمئز, و الله, و لا نري خيْراً في جنرالات شاركوا في قتل شعبهم , و منهم مَن وقف طائعاً ذليلاً خلف السفاح احمد هرون مستمعا و هو يوجههم بالقتل :( أكسح, ما دايره حي, ما عايز عبء اداري) و تدور الايام , و ها هو (الرجل) عبئاً ادارياً علي حكومة الشعب, و مثل ذلك كثير. اصمتوا- بالله- تؤجَروا, و لا تأذونا بطائش القول, و قولوا خيْراً او فاصمتوا, فللصبر حدود.
|
|
|
|
|
|