هؤلاء بمنتهى الطيبة يقولون : ( نحن أصلاً لا عندنا رواتب ولا عندنا أجور ) !!
هؤلاء يمثلون الأكثرية في المجتمع السوداني .. ويمثلون مناطق الشعر الكثيف في رأس ( الأصلع ) .. حيث يمثلون ذلك الشيب ،، ويمثلون ذلك الضعف ،، ويمثلون ذلك الوهن ،، ويمثلون تلك الحالة الوشيكة على السقوط ،، فئات من البشر تشارك الشعب السوداني في هذا الوطن الظالم .. هم الشيوخ والأجداد والرجال الكبار .. وهم النساء المتقدمات في السن والأعمار .. وهم الأرامل اللاتي فقدن الأزواج بحكمة الأقدار .. وهم هؤلاء الأيتام الذين فقدوا الآباء في معارك الخصام .. وهم هؤلاء الصغار في مدارس البؤس والشقاء .. وهم هؤلاء المحرومون من نعمة السمع والأبصار .. وهم هؤلاء العاطلين عن العمل والذين لا يجدون الوظائف والأعمال في الأرجاء .. والمجتمع السوداني يعج بالملايين والملايين من أمثال هؤلاء وهؤلاء .. ومن وقت لآخر يفرح الآخرون غيرهم في مواسم الأفراح .. حيث منهم هؤلاء الذين يوالون النظم السياسية في البلاد ثم ينهبون الخيرات .. وحيث منهم هؤلاء العاملون والموظفون الذين يقبعون في مكاتب الدولة ويفرحون في مواسم الزيادات في الرواتب والأجور .. وحيث منهم هؤلاء التجار الجشعين الذين يشطفون كل تلك الزيادات في الرواتب والأجور قبل أن يستفيد هؤلاء العاملين والموظفين من تلك الزيادات والعلاوات .. وكل حكومة جديدة تأتي للبلاد تسعد أبناءها في الخدمة المدنية بتلك التباشير التي تعني الزيادات في الدخول والأجور .. وكذلك تلك المؤسسات الخاصة تسعد أبناءها بتلك الزيادات في المواسم من وقت لآخر .. وقد أثبتت التجارب مراراً وتكراراً بأن تلك الحكومات حين تزيد الرواتب والأجور تتسبب تلقائيا في الغلاء وفي زيادة الأسعار في كافة أرجاء البلاد ,, وهنا كالعادة تبكي كثيراً تلك الفئات الضعيفة المغلوبة على أمرها ،، وهي تلك الفئات التي تمثل الأغلبية في تركيبة المجتمع السوداني .. تلك الفئات المسكينة التي لا تملك مواسم الأفراح ولا تملك تحسناً في الأحوال في وقت من الأوقات .. ولسان حالها دائماً يقول : ( أصلاً نحن لا عندنا تلك الرواتب ولا عندنا تلك الأجور !! ) .. ولذلك فإن تلك الفئات الضعيفة هي أكثر الفئات تضرراً في هذا المجتمع السوداني .. وقد تعودت تلك الفئة الضعيفة طوال السنوات أن تشتكي مع الشاكين في حال الغلاء وارتفاع الأسعار .. ولا تفرح إطلاقاً مع الفرحين والراقصين في مواسم الزيادات في الرواتب والأجور والعلاوات .. ومع الأسف الشديد لا يوجد في السودان إطلاقاً ذلك المسئول الواعي العادل المنصف الذي ينصف هؤلاء الضعفاء من لدغة الويلات والغلاء .. ومن الإجحاف والظلم الشديد أن يفرح البعض في مواسم الأفراح والضعفاء من حولهم يبكون من شدة الغلاء والأوجاع !!.. فأية عدالة تجري في دولة السودان ؟؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست