لا انتفاضة تبدل الأحوال في السودان .. ولا ثورة تمثل الخلاص من الويلات والتردي .. ولا تضحيات بالأرواح الشابة الغضة تحقق الأمنيات .. الشهداء تلو الشهداء يسقطون في ساحات المواجهات عند كل انتفاضة من الانتفاضات .. ثم ترحل تضحياتهم تلك رخيصة وبخسة بغير أثمان !!. فلا قيمة لدماء الشهداء في بلاد العجائب ( السودان ) .. لقد تعود الشعب السوداني أن يطمس أعينه بأصابعه كل مرة ثم يجلس على الأرض باكياُ وشاكياُ !.. ومن المضحك في هذا السودان ( بلد العجائب ) أن ذلك المثل الذي يقول : ( كثرة التكرار يعلم الحمار ! ) لا يسرى على أهل السودان في يوم من الأيام .. وذلك الإنسان السوداني أقل مهارة من تلك الأنعام .. ويمكن له أن يلدغ من نفس الجحر ألف مرة وليس لمرة ثانية أو لمرة ثالثة ورابعة فقط !.. وهل من المعقول والمقبول أن يمشي أبناء السودان في نفس المشاوير الخاطئة لما يشارف القرن من الزمان ؟؟ .. حيث لا يتبدلون في المفاهيم ولا يرتقون في مستوياتهم الفكرية .. ولا ينظرون لأحوال الآخرين في بلاد العالم الذين يرتقون إلى الأحسن ثم الأحسن يوماُ بعد يوم .. ولكن كالعادة المعهودة فيهم يتواجدون عند نقاط الفشل والخيبة طوال العشرات والعشرات من السنين !!.. وحالهم كحال إبرة الفونوغراف فوق الأسطوانة المشروخة التي تقف عند نقطة واحدة لتكرر نفس النغمة الممجوجة بدرجة الإملال !.. ولا يوجد في هذه البلاد إطلاقاُ ذلك الحريص العبقري الذي يفكر بطريقة مغايرة .. ذلك الحرص الشديد الذي يخرج البلاد من دائرة البكاء والتردي .. والبلاد تواجه حالات التعطل والتراجع منذ سنوات عديدة .. حيث ذلك التوحيل المستدام في رمال ( باجـة ) الشهيرة بالشمالية !.. ولا يوجد بين أبناء السودان ذلك البديل الحريص الذي يرفض تلك المفاهيم القديمة البالية ويأتي بالابتكارات الجديدة .. تلك الابتكارات الجديدة التي تطرب القلوب والألباب .. لقد كل ومل الشعب السوداني من معايشة ومواكبة وممارسات الماضي البغيض الذي ينوء بتلك العيوب القاتلة الموجعة .. ومن المظاهر الغريبة التي تحير الألباب في أرض ( عازه ) أن المواليد الجدد حين يأتون للحياة يجيدون تلك الثرثرة بالألسن ولا يجيدون لوناُ من العبقريات والابتكارات والتجديدات .. ثم يعيشون تلك الأحوال المزرية طوال الحياة حتى الممات !!.. وجودهم كالعدم حيث لا يفيدون البلاد بتلك النقلة النوعية التي تتقدم بالبلاد .. ولا يطربون القلوب حين تجري المقارنة بينهم وبين الأبناء في بلاد الآخرين .. ولا يعقل إطلاقاُ أن يعيش الشعب السوداني لما يشارف القرن من الزمان في أسواق البهدلة مع الدراويش ؟؟.. حيث تلك الأسواق التي تعج بالدراويش والمهابيل من البداية وحتى النهاية ثم تلك الأزقة !!.. والأم حواء السودانية أبت أن تجود من رحمها ذلك العبقري الفذ الذي يقود البلاد لبر الأمان .. وقد أوشكت البلاد أن تنهار بفعل أبناءها البلهاء .. وأصبحت منهكة تشتكي مفاصلها وأعضاء جسمها من شدة الضعف والهزال .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة