في كادقلي حرب في شوارع السوق ! تذكرنا بيوملكتمة في يوم 6 / 6 / 2011 م الله لا اعادها تاني . يا ولاة الامر ادركوا او تداركوا الموقف فحرب الشوارع والاحياء تدور رحاها في كادقلي . اذ لم تغمد لهيب نيران الفتنة القبلية بين البني عامر و النوبة في كسلا بعد . فجراح كسلا لا تزال مفتوحة و نزيف الدماء لم تتوقف . و قبلها بأيام قلائل كانت حمامات الدماء تسيل انهراً بين الرزيقات و الفلاتا في جنوب دارفور . ذاكرة كادقلي حافلة بالموت و الدم و الدموع .. و و مشهد كادقلي في الكتمة في 6 / 6 / 2011م لا تزال صورة حية في مخيلة سكانها ... صور الموت في الشوارع و الازقة ... هو مشهد لا يتمناه العدو ان يتكرر في كادقلي .لكن الايام دائماً ما تكون دائماً حبلي بالاحداث والمحن الفجع و المواجع . في نهاية اليوم الثلاثاء تواترت انباء عن اقتتال قبلي اخر في كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان بين بطن من بطون النوبة و اخر من بطون العرب . و يعد الاقتتال في كادقلي هو الاخطر حسب الانباء لشراسته و حجم الاسلحة و العتاد المستخدم فيه و من يقفون ورائه هم فئات من الجنود القبلية في هذ الفريق و الفريق الاخر . كما يبدو ان الاقتتال الناشب في كادقلي معد له مسبقاً فهذا الاقتتال المستجد ناشيئ عن مشكلة قبلية سابقة لم يتم حسمها او حلها كما جرت العادة في مثل هذه المشاكل . لم تسلم جنوب كردفان او جبال النوبة من دوامات الحروب المستمر منذ العام 1984م . و ظل المركز منذ ذاك التاريخ يحارب شعب النوبة بضراوة في حربها مع الحركة الشعبية لتحرير السودان . استغلت الحكومات السودانية المختلفة تلك الحروب لأضعاف اثنية النوبة و كسر شوكتهم بالابادات الجماعية و الطرد و التهجير من ديارهم و أرضهم علي حساب القبائل الاخري . و ما الاقتتال اليوم في كادقلي الا نذر شرلأمتداد لتلك الحروب . او بالاحري هو تحرش قبلي يقف ورائه طرف ثالث يريد نسف السلام النسبي الذي تشهده الولاية . فالنسيج الاجتماعي في جنوب كردفان هش و مهزوز بل هو فتيل قنبلة و قابل للأشتعال في أي وقت و بأهون الاستفزازات القبلية . اتمني صادقاً ان تكون الاخبار الواردة من كادقلي اخبار نت و فيس بوك و اشاعات . فلا يمكن ابداً ان نصدق صور الجثث في طرقات كادقلي .. الله يكضب الشينة و يجيب العواقب سليم و تعود كادقلي و كسلا و كل السودان الي سلا مه و أمنه و استقراره .أميييييييييييييييين يا رب العالمين . عليه نأمل من ولاة الامر في بلادنا تدارك الموقف و تكوين اليات للتعامل مع مثل هذه النعرات القبلية المستجدة و اغمادها في مهدها . حرب الشوارع و الاحياء في كادقلي لا يبشر بخير فهي كالنار في الهشيم لا تبقي و لا تذر . انها تذكرني بحروب الهوتو و التوتسي في رواندا تسعينات القرن الماضي . يبقي ان أهل رواند استفادوا من الدروس و العبر و تجاوزوا الكراهية و القبلية و ها هي رواندا قد تعافت و هي تتقدم و تتطور في العلوم و التكنلوجيا في افريقيا . بينما السودان يتراجع و يتخلف كل يوم الي الخلف و الجهل و التخلف بسبب مثل هذه النعرات القبلية الصادمة . فمتي يقوم للسودان قائمة بين الشعوب و هو يرزح تحت هذا النير القبلي البغيض ؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة