طالب السيد الصادق المهدي، ومن قبله الحركات المسلحة بهيكلة تجمع الوهميين. وبمجرد مطالبة أي طرف بذلك يتم ردمه ردماً مستمراً من جداد هذا التجمع الوهمي الخطير. لكن ما المشكلة الحقيقية؟ ولماذا يبدو هذا التجمع (الغامض) بلا قيادة. لقد أجبنا على ذلك كثيراً من قبل. لكن دعونا نفكك العناصر الرئيسة في هذه اللعبة التي اشتركت فيها شركات وجامعات كماكس بلانك وغيرهم مع اجهزة ذات صلات استخباراتية عالية، ونحن نشيد بجهدها هذا في اسقاط النظام، والملايين التي دفعت لتكوين هذا الجسم..لكن على هذا الأمر أن يتوقف هنا، فهناك طموحات مستمرة، للسيطرة على الانتخابات القادمة، بنفس المنهج المركز، وهو منهج زراعة ما يسمى بما يسمى بمفاتيح الاتصال داخل العاصمة، وما يمكن أن نطلق عليه بؤر التأثير المركزية. وهذه البؤر نعرف بضعا منها، فهم من شتى المشارب، بعضهم محامين نعرفهم بالاسم، وبعضهم رجال أعمال، وبعضهم أقارب، وبعضهم مجرد صبيان عاطلين عن العمل. سنتوجه إلى بري حيث القصر الذي يقبع جنوب السفارة العراقية، القصر الذي قيل بأن صاحبه تبرع به لتجمع الوهميين هذا، ولكن في الواقع سنفاجأ بأنه لا يوجد فيه إلا مولانا (أبو ضفائر) يأتي بين الفينة والأخرى ومعه شخص آخر. لكن الأهم من هذا كله، هو مسألتان محوريتان، وهما موقع هذا التجمع على الفيس بوك وعلى تويتر. وهما موقعان نالا العلامة الزرقاء في وقت وجيز، وبالتالي فمن يسيطر على هذا الموقع هو الرابط الرئيسي بين المفاتيح الاتصالية على الأرض وبين القيادة المركزية في الخارج. ولكي نفهم هذه المسألة، سأوضح انه لكي تنال العلامة الثابتة هذه في موقعك لابد من تقديم معلومات شاملة وكاملة لإدارة الفيس وتويتر، تتضمن: المقر الرئيسي، المؤسسون والإداريون والقيادات، الحصول على متابعات بالآلاف، وثائق الهوية، وثائق تسجيل الشخصية المعنوية (وزارة، سفارة، ..الخ). كل هذا بالإضافة لقرابة عشرين متطلب آخر تم توفيرها خلال بضعة اسابيع فقط، إذ كان مقر التجمع خارج السودان (بكل تأكيد) وغالبا في امريكا أو بريطانيا، وسنعمل على معرفة ذلك بهدوء وصبر. آليات عمل التجمع: لقد بينت ذلك في وقت سابق، عبر ما يطلق عليه بالخوارزميات الهابطة، والخوارزميات مستقاة من الرياضيات هي عبارة عن مجموعة أوامر من أعلى لأسفل..في تسلسل كالتالي: القيادة الرئيسية. القيادة الوسيطة. القيادة اللا مركزية. مفاتيح التواصل. البؤر المتنوعة.
تقوم القيادة المركزية (معاهد ومؤسسات ومراكز ذات ارتباطات استخباراتية) بعمليات التخطيط المستمر، وتمويل التخطيط. ترسل التعليمات للقيادة الوسيطة (قيادة عبارة عن سودانيين بجنسيات أجنبية متواجدين في الخارج) تتنزل الأوامر للقيادة غير المركزية، حيث يمكن استبدال أي شخص بآخر، متى ما تبين أن هذا الشخص يحاول الخروج عن النص. تعمل القيادات اللا مركزية كإدارة تنفيذية للخطط، وذلك بزراعة المفاتيح. المفاتيح الاتصالية، هم عبارة عن أشخاص متنوعين، عاطلين او محامين او اطباء أو رجال أعمال، عليهم توسيع دائرة الفعل العام، وتوسعة نطاق البؤر. وهذا هو أهم مافي المسألة وأخطرها. إذ يقع على عاتق هذه البور حشد الجماهير، أو ممارسة العنف والتنمر في الواقع أو عبر الانترنت، التصويت لصالح مرشح ما، الخروج في تظاهرات، غلق الطرق، صناعة المتاريس، دفع مرتبات المنضوين تحتها.. باختصار التأثير على الوضع السياسي. لن اطيل في الشرح، ويمكنكم اللجوء لصلاح قوش لمزيد من التفصيل، فقد شارك بقوة في صنع هذه الارتكازات البؤرية وغض الطرف عنها لأغراض في نفسه. عموماً... الخطر الآن هو أن هذه البؤر هي نفسها التي ستسيطر على الوعي العام عبر ما يسمى بالعمليات النفسية، والعمليات على الميدان، وبالتالي تكاد تكون أي انتخابات قادمة محسومة سلفا. طبعا هناك نقاط ضعف عديدة لن نكشفها الآن، بل وربما لن نكشفها أبداً، ولكنني أنصح الأحزاب والقوى السياسية، أن تتبع خط السيد الصادق المهدي للمطالبة بتحديد قيادة لهذا التجمع الوهمي. وهذا بالطبع لن يحدث، لأنه لو حدث، سينهار هذا التجمع فورا. ولكن الضغط في هذا المسار قد يوفر مناخا ديموقراطيا مستقرا ونزيها في سودان المستقبل. والله الموفق.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة