واحدة من اساطير الكهنة تجار الدين، معركة الميل اربعين 40، وما ادراك ما الدبابين.
سنعرض في هذا المقال لواحدة من اوهام النظام الهالك، حيث خرج علينا المجرم انس عمر، بعد الثورة العظيمة، ليحدثنا عن الشهداء، والمجاهدين.
الذي لا خلاف حوله منهج نظام الإنقاذ في التخلص من الجيش، وبناء منظومة بديلة، تمثلت في الدفاع الشعبي ليكون كالحرس الثوري الإيراني، لحراسة الثورة، ورعاية الدولة الرسالية الكذوبة.
في مراحل الإنقاذ الاولى تم الدفع بكوادر من الحركة الإسلامية للتدريب في ايران، لكسب خبرات في مجال الامن، و إدارة المليشيات، والآلة الإعلامية.
اعتقد السبب في فشل المشروع البديل للإنقاذ، تمثل في ان الإسلاميين في السودان هم من افقر، واحط فئات المجتمع، وعلي القارئ قس بمحيطك البسيط، بعكس الإسلاميين، وتنظيماتهم في العالم، ومحيطنا الإقليمي، هم من الطبقات المتوسطة، و المثقفين، ورجال الاعمال، لي دراسة في هذا المجال لم تكتمل بعد.
لذلك رأينا حالة النهب، والسرقة، و الفساد، والجرائم التي عكست نوعية هذه الفئة من المجتمع، في الدولة السودانية، من قتل، وإغتصاب لم تنجو منه شريحة الاطفال، وإستغلال للنفوذ في ابشع صوره لم تشهده الدولة السودانية في كل الحقب السابقة.
تبرأ الراحل الترابي من النظرية التي قلب بها المجتمع رأساً علي عقِب، في آخر ايامه، وعلي الملأ، بأن الفقر اقرب الي الإيمان فجاء بهم إلي سدة الحكم، وكانت الكارثة التي تحدث عنها، مبدياً اسفه الذي لم ولن يُجدي نفعاً، حيث حجم الدمار الذي لحق بالسودان كدولة، ومجتمع، قد فاق حد التصور.
الفقر ليس بعيب، فالعيب هو إستغلال شريحة من الفقراء، وشحنهم بمفاهيم خاطئة، وان يُمنحوا صكوك بلا حدود للعبث بالمجتمع، ومقدرات الدولة.
اولى خطوط هذا المشروع هو الإعلام الدعائي، المتمثل في خلق بطولات وهي في الحقيقة إغتيالات، وتصفيات لعناصر يتم إختيارها بعناية، وسط المجاهدين، لتكون مؤثرة، وتُنسج حولها القصص، والخرافات الوهمية، و سنأتي علي فرق الإغتيالات التي كانت تعمل داخل المنظومات الجهادية لصناعة إعلام الدعاية، كاكبر جريمة اخلاقية، ويُعتبر هذا النوع من الإعلام هو احد مؤسسات النظام، منذ يومه الاول إلي سقوطه المُذِل بثورة ديسمبر المجيدة.
واحدة من خُزعبلات النظام البائد معركة الميل اربعين 40، وتجليات المجاهدين، وما ادراك ما " الدبابين" في هذه المعركة، والكرامات الوهمية.
ببساطة حُسمت هذه المعركة بعنصرين احدهم صنعته الصدفة المحضة، وهو اولها.
* بعد ان فقدت كل القوة السيطرة، وقوامها من القوات المسلحة، و اصبحت عبارة عن افراد، ومجموعات هائمة علي وجوهها في الغابات، والاحراش، كنتيجة لضعف القوات المسلحة في تلك الفترة، حيث كانت تفتقد لأبسط المقومات من إمداد، وتسليح سنعرض لهذه الفترة بالتفصيل.
وجد احد الضباط، وهو برتبة الملازم، جهاز علي الارض كان لضابط الملاحظة الذي يعمل مع طائرة انتنوف كانت تغطي هذه المعركة، وبدأ في التواصل معها، وتم تحديد اماكن تجمع القوات المنسحبة، مما ساعد هذه القوة في ان تتجمع، وتسلم من القصف العشوائي الذي كانت تحدثه هذه الطائرة بعد فقدانها التواصل الارضي، وكانت نقطة التجمع في الميل اربعين 40، وتعتبر في العمق حيث تبعد اميال من المحطة التي إنسحبت منها القوة.
* كانت هناك سرية من القوات المسلحة، تم تعينها للمشاركة في عمليات لحفظ السلام في إحدى الدول الافريقية، بقيادة الرائد ياسر العطا، تم الدفع بهذه السرية، و تكاد تكون السرية الوحيدة، والاخيرة، في الجيش السوداني تم تدريبها بشكل جيّد للمشاركة في عملية خارجية.
كانت هذه السرية الكتلة الصلبة التي تجمعت القوة المنسحبة حولها، وشكلت خط دفاع جديد في الميل اربعين 40 بعدها تم الدفع بعدد من الكتائب.
عندما كان الامر في ارض الواقع شيئ كانت آلة النظام الإعلامية القذرة تسوِّق لبطولات كاذبة، لا وجود لها علي ارض الواقع، لإلها البسطاء، والدفع بهم إلي المحارق العبثية، حيث وحدات المجاهدين الصفويين، في الخطوط الخلفية يتغنون، ويتراقصون، في مجون، ويتعانقون ليلاً حباً في الله!
في ذات السياق جاءت لحظة التكريم، فجاء البشير وعتاة الإسلاميين اصحاب المشروع المعطوب، للإحتفال بالنصر، فذكر لهم قائد المنطقة الإستوائية بطولة الملازم، الذي تصرف بذكاء عندما وجد جهاز الملاحظة الارضية، و كيف احدث الفارق علي الارض.
شكره البشير امام الجميع ممازحاً قال له:" والله لو عندي بنت كنت عرستها ليك" قفز احد قادة المشروع الحضاري المعطوب وقال له " انا عندي بنت وقد زوجتك اياها"
لم تعدي اسابيع إلا وكان زميلنا عريساً، في ملكوت آخر بعيداً عن واقع المعارك بدمائها، و ضجيجها، ورهقها، وبوق النظام الإعلامي المعطوب.
للأسف لم يستمر هذا الزواج لأكثر من عام وتعثر، وكانت نتيجته الحتمية هي الطلاق، اتمنى ان يكون كلاهما في اتم الصحة، والعافية، والسعادة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة