دائما ما أستمع للشيخ محمد المصطفى عبد القادر ، وقد أخالفه كثيرا أو قليلا ولكني أجده مختلفا عن شيوخ تنفر منهم بسبب أسلوبهم الجاف وكلامهم المكرور . صحيح أن هناك الكثير من منتقديه ، ويعيبون عليه أسلوبه في الحديث وغلوه في عرض مسالب الصوفية ، وليس مما يعنيني هنا أن أخوض في هذه الأمور ، فلست فقيها ، ولا متحزبا لجماعة ، ولا ناصرا لفئة من الفئات التي يوجعها كلام الشيخ . ما يعنيني هنا هو مقطع فيديو للشيخ محمد المصطفى يجيب فيه على سائل سأله عن صلاة الجماعة مع الحظر الذي فرضته الحكومة ؟ وعن حكم التبرع في حملة القومة للسودان ؟ قال الشيخ في معرض رده على سؤال السائل أنه يجب طاعة الحاكم ولا ذنب على المصلي إن صلى في بيته . إلى هنا والكلام جيد وموافق لمذهب أنصار السنة في عدم الخروج على الحاكم وطاعته ، ولكن الشيخ زاد في رده وقال إلا إذا كان بيت المصلى قريب أو جار للمسجد فلا بأس أن يذهب لصلاة الجماعة . نقول للشيخ الفاضل هنا لا بد من معرفة السبب في المنع إذ أن المقصود من القرار ليس عدم التجوال ولكن عدم الاجتماع لتجنب العدوى ، بالاختلاط . لذا فلا موجب لجار المسجد في الذهاب للجماعة . هذا ما فات على الشيخ ووجب أن نقوله عسى أن يصححه . أما رده على سؤال السائل عن التبرع لحملة رئيس الوزراء فقد قال ما فهم منه بوضوح أن التبرع لا يجوز وفي رأيه أن هذه حكومة الشيوعيين ، وأن القومة يجب أن تكون للدين . وهنا قبل أن ننفي كونها حكومة الشيوعيين نقول للشيخ متسائلين ، ألا يجب هنا طاعة ولي الأمر ؟ ولماذا المخالفة ؟ وماذا أنت فاعل إن أمر ولي الأمر هذا بمصادرة مجمعك هذا وأخذ مالك وضرب ظهرك ؟ ثم من قال لك أن هذه الحكومة حكومة شيوعية ؟ و إذا كانت فعلا شيوعية هل كانت ستتركك أنت وغيرك ممن هم في منظمتك أوجماعتك تدعو لما تريد جهارا نهارا ؟ لست ضد الشيخ محمد المصطفى عبد القادر وكما أوضحت في البداية أنني أستمع إليه وأخالفه في كثير من أقواله وطريقته . وإن وافقته في أن هناك الكثير من الجهل في أمور الدين وخاصة التوحيد وسببها الجهل وعدم الفهم لصحيح الدين فالواجب توعية الناس ليس فقط بإظهار باطلهم ولكن بتبصيرهم بالطريق الصحيح وتربيتهم وتعليمهم ، فالجاهل عدو نفسه لانه لا يعلم ماهو فيه من ضلال . من المفارقات أن لي أصدقاء مقربين جدا من أنصار السنة المحمدية وبعضهم في قيادة التنظيم جمعت بيننا الصداقة من أيام الدراسة ، ولأنهم يعلمون بكراهتي للانتماء الحزبي أو العقدي لم يحاولوا ان يدعونني للانتماء لهم وكنت أذهب أحيانا لأصلى معهم في مسجدهم الذي يقوم الان الشيخ محمد بالدعوة منه ، لم ينكروا على شيئا ولم أنتقدهم فيما هم فيه . لذا بقيت صداقتنا على مر السنين . ونفس الحال مع الشيوعيين وإن كانت صداقتي معهم أكسبتني عداء الكيزان اللئام ، الذين يعلمون تمام العلم أنني لا أنتمي لأي جهة ولكني عدو للفساد وهم رأس الفساد . فيا شيخنا الفاضل كما تقول أنت وتردد في كثير من خطبك أنك بشر وأنك لست معصوما من الخطأ فكلامك عن صلاة الجماعة بما أفتيت به خطأ بين لأنك لم تنتبه للسبب من وراء المنع . وكلامك عن دعم الحكومة خطأ لأن الحفاظ على الوطن من صميم الدين والمساهمة في بنائه من أعظم الواجبات ولا برهان لك على أنها حكومة الشيوعيين . وكلامك عن أن الواجب الأول هو القيام للدين ، لا يخالف واجب دعم الوطن ولا يناقضه . يجئ هذا الكلام مع نشر مقطع للدكتور عبد الحى يدعو فيه صراحة لعدم دعم الحكومة ولم ولن أسود صفحة مقالي بالرد عليه ، فهو صاحب هوى وليس بالثقة الذي يؤخذ منه ، فلا نضيع وقتنا فيما لا يستحق .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة