الكديسة التي سكنت منازل السودانين و روؤسهم؟ بقلم اد / علي بلدو

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 07:44 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-07-2020, 02:00 PM

علي بلدو
<aعلي بلدو
تاريخ التسجيل: 08-16-2019
مجموع المشاركات: 162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الكديسة التي سكنت منازل السودانين و روؤسهم؟ بقلم اد / علي بلدو

    02:00 PM April, 07 2020

    سودانيز اون لاين
    علي بلدو-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر



    خواطر طبيب


    نراها كل يوم و لا يعيرها احدٌ التفاتاً او اهتماماً ’ ربما لانها أصبحت جزءاً اساسياً في العديد من البيوت السودانية ان لم نقل كلها ’ في القرى و الحضْر.
    كما انها تداخلت مع الكثير من تفاصيل الحياة اليومية للمواطن العادي و بصورة مستمرة و راتبة و منتظمة’ و بدون ان يشعر احد‘ بالنفور او الوجْل منها و تطبيع العلاقة معها دون اشكالات ت‘ذكر ’ فما هي حكاية هذا الحيوان العجيب!
    نظرة بايولوجية
    ينتمي القط الي نوع الحيوانات من فصيلة الثديات و قبيلة السنوريات و من اعضاء عائلته و التي تُعرف باسمه نجد الاسد و النمر و الفهد و الشيتا و اسد الجبال و الجاغوار و غيرها مما يُطلق عليها القطط الكبيرة.
    و القط من ذوات الفرو و القوائم الاربع و يتميز بالخفة و المرونة و السرعة’ كما له ذكاء حاد و صبر شديد على المطاردة و الانتظار و تُشكل الفئران و الطيور و الحيوانات الصغيرة و القوارض و الحشرات غذائه الرئيسي.
    و القط مخلوق اجتماعي له قدرة فائقة على تنمية العلاقات مع ابناء جنسه و الاخرين باللعق و التمسح و الاحتضان و اللعب و اللهو الممتع مع الاخرين’ مما خلق له مساحة واسعة للتقرب و العيش الاليف و تكوين الصداقات.
    نوٌر بيتنا!
    تشكل البيوت الماوى الرئيسي للقطط حيث يتوفر الامان و المأكل و المشرب و كذلك الحب و الحنان من سكان البيوت’ و من الملاحظ تغير الانماط الغذائية له من الغذاء التقليدي للانواع الحديثة كاللحم المٌصنع و السجق و الهوت دوق و البيتزا و غيرها’ لدرجة نفور بعض القطط من رؤية الفئران و الحشرات و الهرب منها بعد ان تذوقت الماكولات الراقية و الديليفري.
    كما تماهت القطط لديينا مع الحيياة المنزلية كالنوم على الاسرة و الاغطية و امام المكيفات و التبريد ’ بل و احيانا بالجلوس امام الشاشات و التلفزيونات ’ و لربما تململت هي الاخرى من البرامج الفطيرة التي تقدمها قنواتنا السودانية و اصبح حالها كمن عبٌر عنه الشاعر:
    فأزوٌر من وقع القنا بلبانه و شكى اليٌ بعبرة و تحمحم
    لو كان يدري ما المحاورة اشتكى و لكان لو علم الكلام مُكلمي
    يبقى الاسم اسمين
    عُرف القط بالعديد من الاسماء مثل (البسة) كما يطلقون عليه في الشام و اليمن و (الهر) في اللغة الفصيحة مثل ارتباط الصحابي الجليل ابو هريرة كتصغير للقط الذي كان يلازمه طيلة الوقت حتى في الصلوات و لم ينكر عليه احد ذلك لطهارته.
    في السودان يُعرف باسم الكديس او الكديسة و يتم الجمع على كدايس و كدسة في بعض الروايات ’ و نادراً ما يتم استعمال كلمة قط .
    يتعلق الاطفال بصفة خاصة بالكدايس بسبب البطل الكرتوني (توم) في سلسلة ديزني الشهيرة و يكاد الكثير من الكبار يتابعونها ايضا سراً و جهراً للمتعة و المرح التي بها و لحب الكدايس من جهة اخرى و لسان حالهم يقول:
    امرُ على الديار ديار قطي اقبلُ ذا الجدارا و ذا الجدارا
    و ما حبُ الديار شغفن قلبي و لكن حب ُ منْ سكن الدياارا
    يا اله فني
    قدس الناس القط قديماً عبر الحضارات و في الديانة الهندوسية نجد الاله القط ( باجران باني) و في الفرعونية ايضاً كانت القطط هي الالهة الحارسة للمعابد و المدافن و المساعدة ل حورس و امون رع و غيرهم.
    كما وُجدت النقوش و التماثيل و الرسومات لهذه الحيوانات في الكهوف و المعابد و المذابح و اماكن تقديم النذور و القرابين.
    و في حضارة الاستك و الانكا في اميركا الجنوبية تم العثور ايضا على الطقوس و الاثار المتعلقة بالقط و التقديس له و عبادته و تمجيده بالتماثيل الذهبية و الفضية و الجداريات الضخمة.
    ماركة تجارية
    اشتهرت في البلاد انواع من البطاريات تعرف بابو كديس و لها جودة عالية و بعدها تم اطلاق مشروب روحي في الخمسينات و الستينيات يحمل نفس الاسم و اشتهرت به اماكن البيع في المدن الكبيرة’ و بمجرد ان تلعب الصهبباء بالرؤوس و حدوث بعض التفلتات يتم وصف ذلك الشخص بان ( كديستو قامت) بسبب التصرفات و البهجة و الرعونة و النشوة العارمة و كانه ابو نواس و معه النُدامى في ذلك الليل الاليل:
    اسقني و الليل داج قبل اصوات الدجاج
    اسقني خمرا طهوراً لم تدنس بمزاج
    كلما يسقيك غني كل ضيق لانفراج
    الكديسة في حياتنا
    تتنوع اوصاف القط في حياتنا اليومية من وصف الاشياء الجميلة و الرائعة و المميزة بانها من النوع ابو كديس’ و كذلك وصف المصائب و النوائب النازلة للتعبير عن هول و ضخامة ما حدث.
    و في كرة القدم يتم اطلاق وصف الكدايس على الكدارة او الحذاء الرياضي و كما يتم اعطاء العريس الجديد الوصية بان يضبح الكديسة لمرتو) كنوع من الارهاب و العين الحمراء و فرض السيطرة الذكورية.
    و المراة ايضا يمكن وصفها بالكديسة للتدليل و المداعبة و احياناً يؤدي ذلك لسؤ الفهم و المشاكل.و الاشخاص الذين يحبون اللبن الحليب يطلق عليه بانه كديسة بس!
    دجل و شعوذة
    اشتهرت الكديسة بانها مفضلة لدي الشيوخ و الدجالين و المشعوذين و الاناطين لعمل الاسحار و الكتابة حسب ما يدعون و غالبا ما يثير جري القط في استاد كرة قدم مخاوف الفريق الضيف باعتباره كديس خاص بالسحر و تكتيف المباراة و لعل هذا يكون احد اسباب تدهور الرياضة عندنا و التي تتحكم في ادارة شئونها الكدايس اكثر من المدربين و الاداريين.
    كما اشتهرت بعض السيارات و الافراد باسم عيون كديس و منهم لص و قاتل شهير في الستينات.و زي الكديس لدلالة على خفة االحركة و السكون و الهدوء الذي يصاحب تحركات الكدسة حتىى لا يشعر بها احد.
    انتو جنوني يا حلوين!
    عند الغضب الشديد و الانفعال و الحديث غير المفهوم و العوارة ’ يكون الوصف جاهز بان الكديسة قامت و ان فلان عندو كديسة في راسو’ و بذلك يكون الكديس قد سكن بيوتنا و روؤسنا ايضاً.
    و في بعض الاحايين يقوم احد الاشخاص بتحذيرك من نوع معين من التصرفات ’ على اعتبار او عندو كديسة و ما تقوم فيك’ و كانه دُريد بن الصمة:
    بذلتُ لهم نُصحي بمنعرج اللوى فلم يستبينوا النصح الا ضحُى الغْد
    و هل انا من غُزية ان غوْت غويثُ و ان ترشدٌ غُزية ارشدُ
    و في ظل ما نراه الان و ما يحدث حولنا من تقلبات و احداث غير مفهومة و ما نراه و نسمعه كل يوم من اشياء لا تسر البال و لا القلبو الظواهر الغريبة و الجرائم المستحدثة’ في ظل كل هذا ’ فيمكننا الجزم و بكل سهولة ان البلد كلها(كدايسها قايمة) ’ فهل تسمعون ... نياااااااووو.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de