من يريد أن يهدد الآخرين عليه أن يراجع مستودعاته من مكنونات الإعداد والإمكانيات .. كما أن عليه أن يراجع تلك المقدرات العضلية عند المصارعة .. ولا بد من إجراء تلك الحسابات عند اللقاء والمناكفة .. حيث لابد من معرفة مقدار القوة العددية والإحصائية عند فرض الشروط .. وفي نفس الوقت يجب أن يعرف ذلك المهدد بأن الآخرين لهم نفس الحقوق .. والضرورة القصوى تقتضي مراعاة كافة الحقوق لكافة الجهات .. مع مراعاة العدالة والإنصاف في الموازنة بمقدار الأحجام والأوزان .. تلك المطالب التي تراعي وتوافق المنطق والحكم السليم .. أما تلك الشروط لمجرد الشروط من منطلق التهديد بالألسن فتلك لعبة تليق بالأطفال الصغار .. ولن تجرى تلك الشروط على أحد مهما تكون قوة التهديد .. ويجب أن يدرك كل الأطراف في السودان بأن أحداُ لن يتنازل عن حقه المشروع .. والبعض من هؤلاء يظن أنه يستطيع أن يملي الشروط على الآخرين من منطلق اللسان والتهديد .. وليعلم أمثال هؤلاء بأنه لا يوجد في السودان ذلك الطرف الذي يركع تحت أقدام الأطراف الأخرى من فرط الخوف والتهديد .. والحقوق هي الحقوق لكل الأطراف بنفس المقدار الذي يوافق الأحجام والأوزان .. لا فارض يفرض الشروط بالتهديدات .. ولا متنازل يتنازل عن حقوقه خوفاُ من الآخرين .. ومن سخرية الأحوال أن البعض يظن أنه يستطيع أن يكسب الجولات بتلك التهديدات الجوفاء الفارغة .. وذلك النوع من التهديدات يجلب الضحك والسخرية في نفوس الغالبية العظمى من أبناء السودان .. حيث تلك التهديدات التي تماثل تهديدات ذلك المصروع الضعيف المهزوم الراقد تحت المصارع المقتدر الجبار ثم يهدد بالقول : ( أنا سوف أقتلك حين أقوم من تحتك !! ) ,, ولو كان ذلك المصروع يملك تلك المقدرات لما كان راقداُ تحت المصارع من الأساس !.. وبالتالي فإن مثل تلك التهديدات الفارغة لا تخيف أحداُ من الناس في هذه البلاد .. والبعض من هؤلاء الموهومين لسنوات طويلة يرمي بتلك التهديدات تلو التهديدات ويظن أنه سوف ينال مرامه في يوم من الأيام بسلاح التهديدات .. ولأمثال هؤلاء يقول العقلاء من الناس ساخرين : ( زعم الفرزدق أن سيقتل مربعاُ فعش بطول سلامة يا مربع !! ) .
يقول العقلاء من أبناء السودان جاء الوقت ليعود الجميع لصوت العقل والتعقل .. وأن يلجئوا لساحة الحوار المنطقي السليم كالآخرين في دول العالم .. ذلك الحوار العاقل المفيد الذي لا يقبل الشروط المسبقة من المتحاورين .. ولا يجوز لأحد أن يتمنى تلك الأماني على الآخرين .. والتجارب عبر السنوات الطويلة قد أثبتت أن تلك التهديدات بالألسن لم تفد طرفاُ من الأطراف في يوم من الأيام .. ولم تكن لها فاعلية بالقدر الذي ينهي قضايا ومشاكل السودان .. فتعالوا جميعاُ لنلتقي في جلسات عقل وتعقل دون تلك الشروط المسبقة كالعقلاء في كل أرجاء العالم .. ونتداول سوياُ تلك القضايا المصيرية بمنتهى الشفافية والوضوح .. وبذلك القدر الذي لا يهضم حقوق طرف من الأطراف .. ذلك النوع من الحوار المنطقي العصري الحضاري السليم .. وهو ذلك الحوار الذي يراعي كافة المستحقات لجميع الأطراف بالقسط والميزان .. ويعطي كل ذي حق حقه بمقدار الأحجام والأوزان .. حوار لا يركع إطلاقاُ لشروط المهددين بالألسن .. ولا يتنازل إطلاقاُ لترضية جهة من الجهات .. والعالم من حولنا يضج بالكثير من تلك الأمثلة التي تقول عن الدول والإمارات .. فكم وكم من الإمارات والدول في العالم قد توصلت للحلول المرضية بحكمة الأبناء فيها .. لا أغلبيات تفقد حقوقها المشروعة بالتنازلات .. ولا أقليات تفقد تلك الحقوق بالتنازلات .. وهي تلك الدول والإمارات التي وضعت دساتيرها بحنكة أبناءها .. وتوصلت لذلك النوع من التعايش السلمي بين أطرافها .. وذلك بفضل الحوار المنطقي السليم الذي يراعي حقوق الأغلبية وفي نفس الوقت يراعي حقوق الأقليات في البلاد .. وهو ذلك الحوار الذي لا يركع لشروط المهددين بالألسن .. ولو كانت المحصلات بالتهديدات لساد في العالم شرعة الغاب .. ولو كانت المحصلات بشطارة الألسن والفصاحة لكانت عروش الحكم في العالم في أيدي العاهرات !.. والناس في كل أرجاء العالم يملكون تلك العقول التي تعطي وتأخذ بذلك القدر العادل المنصف الذي يراعي كافة الأطراف .. وهي الناس التي لا تركع إطلاقاُ لشروط مهدد يهدد باللسان .. ولمن يعقل الأحوال فإن الأمر لا يحتاج إطلاقاُ لذلك النوع من التهديد الأبله الفارغ الممجوج .. والمنطق السليم يتجسد عفوياُ حين تبتعد الأطراف عن تلك الأطماع في حقوق الآخرين .. ولا بد لكافة الأطراف أن تنال مستحقاتها بالقسط والميزان في نهاية المطاف .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة