في احد المساجد بالولايات المتحدة الامريكية، تعودنا كسودانيين، نُحسب بعدد اصابع اليد نلتقي علي احد اركان المسجد لنطمئن علي بعض، في دقائق، قبل ان نتفرق، وندردش، احيان تأخذنا السياسة التي تسيطر علي تفاصيل حياتنا، واحيان مسائل إجتماعية عادية.
الجميع يعلم إنعدام الوقت هنا بشكل قاطع، كوجود الكرونا بين ظهرانينا كواقع مؤكد، لا توجد لدي الجميع رفاهية في الوقت لايّ نشاط، إلا لماماً في المناسبات العامة، من اعياد، وصلوات الجمعة، او الاتراح.
ذات جمعة وقفنا كعادتنا، وكان امر الثورة هو الذي علي السطح، قال لي احد الاصدقاء، "ياخ إنتو شيوعيين كلكم".
طبعاً كلمة شيوعيين مرتبطة بشكل مباشر بتوابع لا تنفصل عنها، صعاليك، متسكعين، وعملاء.
اظنه قالها سراً إستحياءً برغم تواجدي معه في المسجد، فلم ولن يراني في خمارة، او ملهى ليلي، او حانة مجون.
للأسف صورة نمطية تسيطر علي عقولنا، تمت زراعتها بشكل مُمنهج، في عقولنا، وترسيخ لمبدأ عدم الإعتراف بالآخر، وشيطنته، لمجرد إختلاف الرأي.
ثلاثين سنة تمت فيها عملية تجريف واسعة للوعي، لدرجة يحدثك الناس، ويقول اغلبهم " لو راجين الشعب دا يوعى القيامة ح تقوم".
لعلمي التام ان الإخوة، رفقاء الدرب في الحزب الشيوعي، من الصادقين، والمُخلصين، وهم كُثر؛ لا يعجبهم الحال، و اغلبهم يمثل نبض الشارع الحقيقي، الذي كشف كل زيف الثلاثين العجاف، وما نعيشه من إختطاف للقيّم والمبادئ، بشعارات الثورة لا يمثلهم بأيّ حال.
نحن فقط جزء منكم حبانا الله بأن رأينا شعوب اخرى، وحضارات قامت علي مبادئ إنسانية، فإنتصرت، واصبحت عالم جديد، نريد ان نركب قطاره الذي فاتنا بمحطات كثييييرة، لنرى شعبنا، وبلادنا، تنعم بالحياة بمعناها الحقيقي، واصلها الراسخ.
الجهل هو مصيبتنا الكبيرة، إن لم نتغلب عليه فلا يمكن ان نسمو، فلنحجره كما الكرونا بلا رحمة لعنهما الله.
علينا ان نتعود ان نقول رأينا بكل شفافية كما هو، إثبات لإنسانيتنا، وقيمتنا في هذا الوجود، وإن تعارض مع من نحب.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة