علي انغام الموسيقي العسكرية ودعت حكومة جنوب السودان جثمان وزير الدفاع السوداني الفريق اول ركن جمال الدين عمر الذي توفي فجر يوم الأربعاء الماضي بمدينة بجوبا فلقد كانت بحق جنازة عسكرية مهيبة تقدمها نائب رئيس جمهورية جنوب السودان حسين عبدالباقي ممثلا لرئيس الجمهورية الفريق اول سلفاكير ميارديت بالاضافة لمستشار الرئيس للشؤون الأمنية الفريق توت قلواك رئيس فريق الوساطة الجنوب سودانية فضلا عن وزيرة الدفاع بدولة جنوب السودان انجيلينا تينج ورئيس هيئة أركان الجيش الشعبي لجنوب السودان.وعزفت الموسيقي العسكرية المارشات الحزينة لتعلن عن وداع حزين لفقيد السودان والقوات المسلحة ومفاوضات السلام بين الحكومة وحركات الكفاح المسلح لقد اختار الله الراحل الفقيد الفريق اول جمال. عمر الي جواره اثر عله صحية لم تمهله كثير وقد كان في مهمة وطنية تتعلق باجراءات عملية التفاوض مع حركات الكفاح المسلح في جوبا عاصمة جنوب السودان الذي انفصل عن الوطن الام السودان في العام 2011 م بعد اعوام طويلة من حرب أهلية حصدت أرواح الكثيرين من ابناء السودان من الجانبين ولاشك ان الراحل الفريق اول جمال عمر من خلاله خدمته العسكرية الطويلة عرف ارض الجنوب الساحر الخلاب حيث الخضرة والجمال والوجه الحسن فالبرغم من الحرب الطويلة بين الطرفين الا ان العلاقات الاجتماعية لم تنقطع بين الشعب الواحد الذي قسمته السياسة لقد كانت بادرة طيبة من دولة جنوب السودان القيام بتنظيم تلك المراسم العسكرية للراحل الفريق اول جمال الدين للمعلوميه فان الجنازة العسكرية هي عبارة عن مجموعة مراسيم دينية، وعسكرية لدفن الشخصيات العسكرية في الدولة، أو الشخصيات المدنية ذات التأثير البارز فيها. تعتبر الجنازة العسكرية خليطًا من التشييع الشعبي والرسمي، ويشارك غالبًا القادة البارزون، والسياسيون، وعائلة المتوفى،بالإضافة إلى فئات أخرى من الشعب. بخلاف الجنازة التقليدية، يُحمل النعش على عربة مدفع، ويقوم بجرها عدد من الأحصنة، التي يقودها عدد من الجنود الفرسان. ويتقدم العربة مجموعة عدد من الجنود يمشون بانتظام، يحمل بعضهم أكاليل الزهور، ونياشين، وأوسمة المتوفى، ثم يتبع ذلك فرقة من الجنود الذين يعزفون الموسيقى العسكرية. تبدأ الجنازة منذ إنزال المُتوفى من الطائرة، أو السيارة، ثم يُسجّى النعش في مكان لإلقاء النظرة الأخيرة، أو للصلاة عليه، ثم يوضع النعش على عربة مدفع، وتقوم الأحصنة بجر العربة حتى الوصول إلى المقبرة، ويتبع العربة الوفود المشاركة في التشييع. يقوم بعد ذلك المشاركون في التشييع لتعزية عائلة المُتوفى كانت اخر مراسم جنازة عسكرية رسمية بالسودان في العام1983م عندما اقام الرئيس الاسبق المشير جعفر محمد نميري.طابور عسكري لوداع جثمان المرحوم الرئيس الاسبق الفريق ابرهيم عبود ومنذ ذلك التاريخ لم تقام اي مراسم جنائزية عسكرية بسبب منع الكيزان لتلك المراسم بحجة مخالفتها للدين الإسلامي فكانت مراسم الدفن تجري بشكل عادي لكل الشخصيات السياسية والعسكرية التي رحلت ولكن تشاء الاقدار ان يحظي الراحل وزير الدفاع بمراسم جنازئية تليق به و شرف العسكري ان يودع وسط رفاق السلاح التحية الي الاشقاء في الجنوب الحبيب علي تلك المشاعر الاخوية الطيبة التي سوف تظل خالدة برغم مرارة الانفصال
ان العلاقات بين البلدين الشقيقين شهدت في الاونة الاخيرة تقارب كبير وهذا هو الشي الطبيعي الذي ينبغي ان نكون عليه فقد كان السودان محطة هامة في تاريخ دولة جنوب السودان عندما شهدت الخرطوم حفل توقيع اتفاق السلام بين فرقاء الجنوب وتصافح الاشقاء الفريق اول سلفاكير ميارديت مع الدكتور رياك مشار لتفتح دولة الجنوب بعدها صفحة جديدة من السلام ولا شك ان احلال الوئام بالجنوب قد اسعد شعب الشمال باعتبار اننا. شعب واحد في بلدين ولم تخلف جوبا الميعاد فكانت حريصة هي كذلك علي ان تعيش شقيقتها الخرطوم نفس اجواء السلام لذلك سارعت الي احتضان مفاوضات السلام بين الحكومة السودانية وحركات الكفاح المسلح والتي شارفت هذه الايام الانتهاء بالتوقيع النهائي في الشهر القادم لتفرح بعدها الخرطوم بانتهاء الحرب ولنفتح صفحة جديدة من التنمية والبناء
ان نباء الرحيل المفاجي للراحل الفريق اول جمال الدين عمر وزير الدفاع الذي ادخل الحزن في قلوب الجميع واربك في نفس الوقت عملية التفاوض و بسبب ذلك علقت الجلسات الي فترة اسبوع وقد ظهرت بوادر اجواء السلام بين الفرقاء فقد سارعت حركات الكفاح المسلح في نعي الراحل الفريق اول جمال عمر. الذي عُرف عنه بأنه هادئ وقليل الكلام ولا يُفشي سرًا، حتى لقّبه زملاؤه في الجيش السوداني بـ”الصامِت” و”كاتم الأسرار”،وبالرغم من سحابة الحزن الا ان الاجواء هذه الايام في الجنوب تفوح باريج السلام وعبق المحبة ونسائم الاخوة ومن الخرطوم نقول لاهل الجنوب الحبيب هل ننسى أياماً مضت هل ننسى ذكراها ؟
وبينما انا اشاهد في التلفاز مراسم تشيع الراحل الفريق اول جمال عمر وموسيقي قوات جنوب السودان تعزف الحان الفراق مر في خيالي شريط طويل لعدد من ابناء جنوب السودان الذين كانت لهم بصمة في تاريخ السودان الواحد في الماضي من ابرز هولاء البطل عبد الفضيل الماظ و الفنان عبدالله دينق والشاعر عبد المنعم عبد الحي والعقيد الجاك بخيت رافع علم الاستقلال بجانب الازهري والمحجوب الفنان الراحل رمضان زائد وحارس مرمي الهلال يور وريتشارد جاستين وادوارد جلدو ومن منصور سبت وبول منوت ودينق مجوك و روب بيونق وفلمون مجوك وبيتر جات كوث و دومنيك كاسيانو واليا لوب وقاما حسن و ازبوني منديري:و مايكل طويل وصمويل ارو وصمويل لوباي و مايكل وال و مادينق دي قرنق ولويجي ادوك وجوزيف ادوهو و توبي مادوت والدكتور جوزيف ماديستو و هلري باولو لوقالي و سانتينو دينق ودكتور جون قرنق دي مابيور ومولانا ابيل الير واللواء جوزيف لاقو وكلمنت امبورو فرنسيس دينق وـجوزيف قرنق ودكتور رياك مشار وسالفاكير ميارديت كل هولاء كان لهم بصمه في تاريخنا المشترك
رحم. الله الفقيد شهيد السلام وتغمده بواسع رحمته
ترس اخير ________
أنا ابن الشمال سكنته قلبي على ابن الجنوب ضميت ضلوعي
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
علاء الدين محمد ابكر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست