. لم أمر على تصريح وزير الإعلام الأستاذ فيصل محمد صالح حول (الدولة العربية) التي قدم منها آخر المصابين بالكوفيد 19 مرور الكرام.
. عكست لي هذه (الغطغطة) في غير محلها شيئين إثنين.
. الأول هو أن الوزير فيصل يصر على انتهاج ذات أساليب أصحابه الإعلاميين من أزلام وأرزقية نظام (الساقط) البشير.
. فقد عودتنا فئة واسعة منهم على عدم البوح بالحقيقة كاملة.
. و برع بعضهم في توظيف نصف الحقيقة دائماً لخداع القاريء وإيهامه بوجود الحريات الصحفية وفي ذات الوقت كانوا يكسبون ود أهل السلطة. . ويبدو أن معاشرة فيصل لعدد مقدر من هؤلاء الأرزقية قد أثر فيه، وجعله يتهيب فكرة أن يصبح وزيراً ثورياً حقيقة منذ توليه منصبه.
. أما الشيء الثاني الذي أكده لي تصريح فيصل المنقوص (مع سبق الإصرار) فهو أن وزير الصحة الدكتور أكرم عانى كثيراً من حكومته التي لم تدعمه كما يجب.
. فليس مصادفة أن تأتي تصريحات وزير الصحة حول كارثة الكورونا واضحة وشفيفة، بينما يحاول وزير الإعلام إخفاء بعض الحقائق الهامة في مثل هذه الظروف.
. المؤسف في الأمر أن كل بلدان العالم تذكر مصادر الحالات الحاملة للفيروس دون أدنى مواراة، فيما يقول وزير إعلام أعظم الثورات في عالم اليوم (دولة عربية)!
. والعجيب أنه عندما أتى على ذكر حالتين لسودانييِن يخضعان للحجر خارج البلد حدثنا عن الرعاية الكبيرة التي يجدانها بالسعودية والإمارات!
. ولا أدري كيف طاب لرجل إعلامي مثله أن يحدد هنا اسم البلدين، بينما استعصى عليه ذكر اسم البلد في الجزء الأَول من التصريح.
. كل بلدان العالم تتعامل بشفافية تامة مع الفيروس وحالات الإصابة كما أسلفت.
. ظروف المرض حتمت مثل هذه الشفافية التي نجح فيها الجميع دون إستثناء، فلمصلحة من يحاول وزير إعلامنا كسر هذه القاعدة!!
. لهذا أرى أن الوزير أكرم واقع بين مطرقة حكومته التي تضم الكثير من الوزراء المتقاعسين وسندان الإمكانيات الضعيفة.
. أضف لما تقدم أن الشعب (واقف ليه في حلقه).
. وفي مثل هذه الظروف كنت أتوقع أن يجد رجل مثله كامل الدعم من الثوار حتى نمكنه من أداء المطلوب من وزارته بأفضل طريقة ممكنة، علماً بأن هذا الفيروس اللعين قد (دوخ) أكبر بلدان العالم.
. يستحق دكتور أكرم دعم شعبه لأنه أحد أفضل وزيرين أداءً في حكومة الثورة.
. ففي رأيي المتواضع أننا لا نتمتع بوزراء ثوريين بالمعنى بإستثناء أكرم ونصر الدين عبد الباري.
. ويواجه كلاهما صعوبات جمة تستدعي دعم الثوار لهما.
. ومثل هذه الصعوبات لم تأت من فراغ.
. دفن بعضنا رؤوسهم في الرمال طويلاً.
. وغضب هؤلاء كلما وجهنا نقداً لبعض قوى الثورة أو مسئولي الحكومة.
. وظني أنه قد حان وقت الجد والإبتعاد عن العاطفة بأقصى المسافات، سيما بعد أن وضح جلياً أن بعض الخبثاء في قوى الثورة والحكومة يسعون لإفشال هذه الحكومة لأشياء في أنفسهم يعرفونها وتدركونها أنتم جيداً.
. والمحزن أن الشعب الثائر تسبب بدرجة ما في تمهيد الأجواء لهؤلاء الخبثاء.
. فقبل فض الإعتصام بأسابيع ظللت أدعو عبر هذه الزاوية لتسيير المواكب في الداخل وببلدان المهجر بإتجاه سفارات البلدان التي بدت جادة في التأثير على مجريات الأمور في بلدنا، لكن لم تجد مثل تلك الدعوات التجاوب اللازم.
. ثم بعد أن وضحت تدخلات السعودية والإمارات ومصر جلية لاحقاً أصابنا الذعر وجأرنا بالشكوى.
. فهل سنعي ونتعظ ونفهم أن أي لجلجة أو تقاعس سببه التدخلات الخارجية، أم سنستمر في طمأنة أنفسنا ومحاولات إسكات الأصوات الناقدة على أمل أن تُحل الأمور من تلقاء نفسها!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة