ربما لا يعرف البعض أن خضوع الصينيين لأوامر الحكومة بانضباط شديد، ليس فقط لمواجهة الكورونا، ليس لأن الشعب واثق من حكومته ولا لأن الحكومة قمعية، الشعب الصيني عاش طوال قرون الحضارة الصينية تحت العبودية الطبقية بشكل عنيف جداً، ثم عبودية الدكتاتورية الشيوعية. الشعوب التي تعودت على القهر تكون مطيعة. والطاعة قد تفضي إلى تحويل الدولة من دولة فقيرة إلى دولة عظيمة بشكل مخيف للآخرين؛ الأصدقاء منهم قبل الأعداء. أما الشعوب التي لم تعتد على الخضوع، الشعوب التي لم تجرب العبودية الشديدة، فهي حتى في ظل فقرها، لكنها تظل رافضة للخضوع لأي سلطة بشكل مطلق. فهي لا تعترف لا بالسلطة ولا تفهم معنى القانون. إن توفر أي إمكانية لكسر القانون برشوة أو بالمحسوبية او باستغلال السلطة ستكون مقتنصة من أي مواطن. إن الشعوب التي لم تخض تجارب تاريخية قاسية، قليلاً ما تستطيع تحقيق طفرات ثقافية أو سياسية أو إقتصادية، لأنها شعوب لا تعي فكرة النظام، بل ولا تعترف بها، وهي تظل داخل حمم من الصراع حول السلطة والثروة، وتعتمد على إقصاء الأضعف متى ما تمكنت من ذلك، والأضعف نفسه يتحين الفرصة للانقضاض على الأقوى حينما يتبدى أفول قوته من بعيد...الشعوب التي لم تخض تجارب قاسية، يكون زمانها بطيئا كحركتتها وكإنتاجها، ويكون التفكير العام هو الثراء السريع، والهدم وليس البناء...والصراع المزمن. احصل على Outlook for Android
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة