الطلب الحمدوكي ؟ + في يوم الاثنين 27 يناير 2020، سلم المندوب الدائم للسودان لدى الامم المتحدة في نيويورك خطاباً من الرئيس حمدوك للامين العام للامم المتحدة وللسيد دانق دينه قي ، رئيس مجلس الامن لشهر يناير 2020 ومندوب فيتنام لدى الامم المتحدة . في خطابه طلب الرئيس حمدوك منهما ان تعمل الامم المتحدة ومجلس الامن على إنشاء بعثة سياسية اممية دائمة في السودان ، كل السودان من حلفا الى الجبلين ومن بورتسودان الى ام دافوق ، وبدون سقوف زمنية ، وبصلاحيات ( واسعة وماهلة ) تحت الفصل السادس ، بدلاً من الفصل السابع الحالي الذي تعمل في اطاره قوات اليوناميد في دارفور . اقترح الرئيس حمدوك عدداً من المطالب لتكون ضمن مرجعيات عمل البعثة ، اولها واهمها حسب ما جاء في خطاب الرئيس حمدوك ... دعم تنفيذ الوثيقة الدستورية الموقعة في يوم السبت 17 اغسطس 2019 ، بدعم وشهادة دولية واقليمية ووطنية ... نستعرض في النقاط التالية خلفيات واسباب وتداعيات ومآلات الطلب الحمدوكي لمجلس الامن . اولاً : + الهدف الحقيقي للطلب الحمدوكي ؟ زعم بعض اهل النظر ان الهدف من خطاب الرئيس حمدوك يمكن اختزاله في اربعة امور ، كما يلي : واحد : + الامر الاول ان تكون مرجعية البعثة الاممية الاساسية ( بناء ) السلام وليس ( حفظ ) السلام . بناء السلام لا يستدعي ان تتكون البعثة من العساكر والشرطة المسلحين لحماية المواطنين العزل من هجمات الميليشيات الحكومية كما في حالة قوات اليوناميد التي تحفظ السلام في دارفور حالياً وحتى يوم السبت 31 اكتوبر 2020 . تتكون قوات اليوناميد في دارفور من 4040 عسكري مسلح و2500 شرطي مسلح موزعين على 14 مقر في دارفور . سوف تختفي هذه القوات المسلحة ( لحفظ ) السلام بمقارها الاربعة عشر ،ويتم إنفاذ عملية ( بناء ) السلام الجديدة بواسطة خبراء امميين مدنيين يساعدون في بناء قدرات المؤوسسات الوطنية ، وتوطين وتعويض اللاجئين والنازحين ، وضمان احترام الحقوق الانسانية والحريات ، وضمان عدم إعتداء المليشيات المسلحة على المواطنين المدنيين العزل . اتنين : + الامر الثاني هوس وهلع واحباط وغضب وقلة حيلة الرئيس حمدوك من احتكار المكون العسكري في السلطة الانتقالية للسلطة التنفيذية ، الاحتكار الذي يمنع الكونغرس من رفع اسم السودان من قائمة وزارة الخارجية التي تحتوي على الدول الراعية للارهاب ، كما اكد اعضاء في الكونغرس بخطاباتهم للرئيس ترامب ، وآخرها خطاب لترامب في يوم الخميس 31 اكتوبر 2019 من اربعة اعضاء في مجلس الشيوخ ، يطلبون من ترامب استعجال تعيين سفير في الخرطوم ليضغط على المكون العسكري في السلطة الانتقالية نفض اياديه تماماً من السلطة التنفيذية لصالح حكومة حمدوك المدنية ... وإلا فلن يوافق الكونغرس على رفع اسم السودان من القائمة الارهابية ، وبالتالي يستمر السودان التمرغ في حفرة البراز، او كما قال ترامب . يختشي الرئيس حمدوك ان يطلب من المكون العسكري في السلطة الانتقالية احترام إنفاذ الوثيقة الدستورية ، ولكن البعثة الاممية لن تختشي من قول الحق ، والضغط لإنفاذه ، حتى تكون السلطة التنفيذية مُحتكرة لدى المكون المدني في السلطة الانتقالية . في كلمة كما في مية ، الهدف من الطلب الحمدوكي ان تحرس البعثة الاممية المسنودة من مجلس الامن تحت الفصل السادس الوثيقة الدستورية ... 24 على 7 ، وتضمن عدم انتهاك المكون العسكري لبنود الوثيقة الدستورية مستقبلاً ؟ تلاتة : + الامر الثالث مترابط مع الامر الثاني ومفاده ان تتكامل جهود البعثة الاممية ماهلة المرجعيات مع جهود السفير الامريكي في الخرطوم ، المتوقع وصوله قريباً ، في الضغط على المكون العسكري عدم الكنكشة في السلطة التنفيذية ، وتكون مهامه سيادية ورمزية فقط ، لإرضاء الكونغرس حتى يوافق على رفع اسم السودان من القائمة الارهابية ، ورفع العقوبات الاخرى . جوهر مرجعيات البعثة الاممية هو التنسيق مع السفير الامريكي في الخرطوم وسفراء الاتحاد الاوروبي للضغط على المكون العسكري في السلطة الانتقالية ،لتقبل بطلاق السلطة التنفيذية لتحتكرها حكومة حمدوك المدنية . اربعة : + الامر الرابع ان تساعد البعثة الاممية في رفع اسم السودان من القائمة الارهابية الامريكية ، ورفع بقية العقوبات الدولية والامريكية عن الكاهل السوداني . وبعدها تعمل البعثة الاممية على استقطاب الدعم المالي والفني واللوجستي الدولي ، بالتنسيق مع مجموعة اصدقاء السودان ، لتأهيل الاقتصاد السوداني ، حتى تختفي صفوف الوقود والخبز والمواصلات والصفوف الاخرى ، ونكتفي بصفوف الصلاة كما وعدنا في يوم إنقاذي غابر الناطق الرسمي باسم مولانا الميرغني حفظه الله . ثانياً : + مناقشة مجلس الامن للطلب الحمدوكي ؟ + في يوم السبت 8 فبراير 2020 ، قابل الرئيس حمدوك في اديس ابابا الامين العام للامم المتحدة ، ورجاه ان يسرع في تكوين البعثة الاممية في السودان لبدء خروج السودان من الفتيل ، ببساطة لانها الآلية التي تضمن خروج السودان من القائمة الارهابية ، وبالتالي تعافي السودان . قال الامين العام للرئيس حمدوك : سمعنا وأطعنا ، وإن غداً لناظره قريب . في يوم الثلاثاء 17 مارس 2020 ، بر الامين العام بوعده ، وطرح الطلب الحمدوكي ليقرر بشأنه مجلس الامن . إنتظروا ، إنا معكم منتظرون . ثالثاً : + بيان منظمة هيومان رايتس وتش ؟ في يوم الاثنين 16 مارس 2020 ، نشرت منظمة هيومان رايتس وتش بيانا للناس ، تجده يا حبيب على الرابط ادناه :
لاهميته واهتمام الصحافة الدولية به ، نختزل ادناه اهم ما جاء في هذا البيان من بينات : واحد : طلب بيان منظمة هيومان رايتس وتش من مجلس الامن ان تحتوي البعثة الاممية ( لبناء ) السلام على مكون عسكري مسلح ( لحفظ ) السلام ، خصوصاً في اقليم دارفور، الذي شهد اعتداءات متكررة ، منذ قيام الثورة ، من ميليشيات حكومية مسلحة اهمها قوات الدعم السريع ضد مواطنين من قبليتي الزغاوة والمساليت في معسكرات النازحين ، بمجرد خروج قوات اليوناميد من هذه المعسكرات . يتوكأ البيان على عدة امثلة صلدة ، نذكر بعضاً منها في النقاط ادناه ، آيات لقوم يتفكرون . اتنين : في يوم الاحد 8 مارس 2020 ، اعتدت ميليشيات عربية مسلحة ، مدعومة من قوات الدعم السريع ، على مواطنين مدنيين من قبيلة الزغاوة في قرية حجر تونجر ، وقتلت 12 مواطناً وجرحت العشرات ، وفر اهل القرية بعد حرق الميليشيات لمساكنهم وقطاطيهم . تلاتة : بعد ستة شهور من مغادرة قوات اليوناميد لمقرهم في الجنينة في يوليو 2019 ، اعتدت ميليشيات الدعم السريع على معسكر للنازحين في الجنينة في ديسمبر 2019 . قتلت المليشيات عشرات المواطنين من بينهم اطفال ، وجرحت المئات ، واغتصبت النساء والفتيات في المعسكر ، ودمرت المدارس ، وحرقت القطاطي ومستودعات الغلال والدخن ، وردمت الابار بعد تسميمها . حتى يوم الاثنين 16 مارس 2020 ، ثلاثة شهور بعد الاعتداء الآثم ، لا يزال هؤلاء النازحين او من نجا منهم من مجزرة قوات الدعم السريع ، يقضون ايامهم ولياليهم في مدارس مدينة الجنينة بعيداً عن قراهم ، وعن معسكرهم . لو كانت قوات اليوناميد متواجدة تحرس المعسكر ولم تنصرف ، لما تجرأت قوات الدعم السريع على إرتكاب مجزرتهم ، او كما يؤكد بيان منظمة هيومان رايتس وتش . اربعة : يؤكد بيان منظمة هيومان رايتس وتش ان تعيين حميتي نائباً لرئيس المجلس السيادي الانتقالي قد شجع قواته للاعتداء على النازحين في معسكرات النزوح وعلى بقية المواطنين لانهم يعرفون انهم هم السلطة الحاكمة وبالتالي يحتكرون استعمال السلاح وقتل الابرياء . يتهم البيان قوات الدعم السريع بارتكاب مجزرة فض الاعتصام في يوم الاثنين الاسود 3 يونيو 2019 ، وباعتداءات متكررة طيلة الخمس سنوات المنصرمة على مواطنين مدنيين عزل في دارفور ، وبإرتكاب إغتصابات جماعية لطفلات في مدينة قولو في منطقة جبل مرة في عام 2015 . لم تتم محاسبة قوات الدعم السريع على هذه الجرائم ضد الانسانية وجرائم الحرب التي ارتكبتها وعينك يا تاجر ، وبالتالي سوف تكررها لانها على يقين من الافلات من العقاب ، او كما يدعى تقرير منظمة هيومان رائتس وتش . خمسة : في نوفمبر2019 ، تظاهر آلاف النازحين في سورتوني لان قوات الدعم السريع منعتهم من الرجوع الى قراهم الاصلية ، وقتلت بعضهم واغتصبت نساءهم وفتياتهم ، واحتلت قرى هؤلاء النازحين بقوة السلاح . ستة : في ابريل 2019 ، نجحت قوات اليوناميد في احتواء اضطرابات في معسكر كالما للنازحين في جنوب دارفور ، التي احدثت في السابق قتل 16 وجرح 17 من النازحين . ومن ثم اهمية تواجد قوات اممية مسلحة لحفظ السلام ضمن البعثة الاممية المقترحة لبناء السلام ، او كما يطالب بيان منظمة هيومان رايتس وتش . خاتمة : خليك على الخط يا حبيب ولا تذهب بعيداً ، لتعرف قرار مجلس الامن في الطلب الحمدوكي . وكل حمدوك وهو وانتم طيبون .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
ثروت قاسم
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست