يقول ابن خلدون فى المقدمة ان كاتب التاريخ يجب أن يتحرر من التحيز وهذا لعمرى منهج علمى وصل إليه علم التاريخ المبنى على نظرية العلم الحديث. هذه الأيام وقبلها يقوم احدهم بعمل بعض الفرضيات ثم يقوم بحشد كثير من النقول ويضيف لها أنصاف الفهم وبعدها ينطلق لإطلاق فرضيته دون أن يرتجف له جفن. أن الحقائق التاريخية تعتمد على الاثر و الوثيقة المحققة بنظائر الكربون لا السماع او النصوص الدينية او الاساطير. قد يكون النقل من الروايات مساعدا فى حالة وجود أثر او لقطة او وثيقة وهنا يكون معضدا أما الاعتماد على النصوص وحدها وأن بلغت التواتر واجتازت كل وسائل التحقيق النصى فلن تكون كافية لإثبات حقيقة تاريخية . على الذين يخوضون فى لجة التاريخ ويصورون أفكار تشبه الأحكام النهائية بلا معرفة او دراية بأدوات علم التاريخ ان ينتبهوا وأن لا يمارسوا التشويش بلا أداة سوى أداة النفس والهوى والغرض. التاريخ ملك للجميع لا تنتحله جهة او جماعة بحشد النصوص مع إخضاعها لعمليات صوتية ومقاربة ثم تفسير لتنتهى بإثبات واقعة او نسبة حضارة او تحديد موقع. أن كتابات السماع او المشافهة دون سند وثائقى او أثر مادى تبقى ضرب من المساجلات والنعوت التى لا تمثل قيمة او وزن فى علم التاريخ وهى اجترار لكتابات التعنصر او التمايز الطبقى او اسقاط. على كل كاتب فى المسائل المتعلقة بمجهول التاريخ ان لا يفترض او يصدر أحكاما لفرضه دون أن يلتزم المنهج العلمى للتاريخ وفوق ذلك ان يكون بحثه مجاز من جهة علمية. الأمين مصطفى
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة