بعد أيه جيــت تصارحنا يا وزيـــر الصحـــة السودانية ؟؟
الاستهانة عيب من عيوب البشر .. ولكن تلك الاستهانة إرث متعمق في أبناء السودان .. ولو أحرصت كل قيادات العالم في مواجهة المخاطر قبل وقوعها فإن مسئولي وقيادات السودان هم آخر من يفكرون في تلك المخاطر قبل وقوعها فعلاُ !.. وحالات التسويف والتكاسل والإهمال سمة تميز المسئولين في السودان منذ سنوات طويلة .. ومن أول يوم لظهور ذلك الوباء الخطير ( الكرونا ) كانت التوجسات في أرجاء العالم قوية للغاية .. وذلك بالقدر الذي يؤكد أن الوباء ليس بالوباء الذي يستهان به .. والكثير من دول العالم بدأت تحتاط بجدية شديدة وكبيرة .. وكنا نتعجب من ذلك التخوف الشديد من وباء ( الكرونا ) .. وكذلك كان العقلاء من الناس في كل أنحاء العالم يتعجبون من ذلك التخوف الشديد للوباء .. ولكن هؤلاء المسئولين في دول العالم لم يكتفوا بمجرد التخوف والتوجس بل سارعوا في مراسيم الاحتياطيات التي تسد منافذ الوباء .. ولديهم هؤلاء النابغون أصحاب العقول المتقدمة أصحاب تلك الحواس المتطورة التي تقيس المخاطر قبل وقوعها .. كما أن لديهم هؤلاء أصحاب تلك القرون الاستشعارية التي تتحسس المخاطر من على المسافات والبعد .. أما هنا في السودان فتلك الحواس العادية لدى القادة والمسئولين متعطلة منذ النشأة ناهيكم عن تلك الحواس المتقدمة !!
أعلنت وزارة الصحة اليوم ظهور أول حالة لوباء ( الكرونا ) في البلاد .. وكان ذلك الأمر متوقعاُ لدى الشعب السوداني نسبةُ لأحوال الفوضى السائدة في المواني التي تمثل ( المداخل والمخارج ) .. وكذلك نسبة لأحوال الفوضى السائدة في الحدود من كل الاتجاهات .. وبنفس القدر كان ذلك التهاون الشديد والاستهانة بالوباء من أول وهلة !!.. فكأن دولة السودان لديها تلك المناعة ضد وباء ( الكرونا ) .. أكدت وزارة الصحة السودانية اليوم 13 / 03 / 2020 أن المصاب رجل في الخمسينات من العمر يسكن بمعتمدية الخرطوم ( بولاية الخرطوم ) .. وقد توفي إلى رحمة مولاه يوم الخميس 12 مارس ،، وكان قد زار دولة الإمارات العربية المتحدة خلال الأسبوع الأول من مارس الجاري .. والمضحك في البيان أن الأطباء قد اكتشفوا حقيقة المرض بعد الوفاة !! .. والوزارة تعلن ذلك وكأن الأمر مجرد إعلان .. وتتجاهل كلياُ تلك المخاطر الكثيرة والكثيرة .. حيث تواجد الرجل في البلاد وأختلط بالأسرة وبالأقارب .. كما أن الرجل قد تواجد في مستشفى العلاجات لأيام قليلة .. وتواجد بين الكثيرين من المرضى .. مما يعني أن الوباء قد انتشر في أرجاء العاصمة السودانية بطريقة أو بأخرى .. كما أن السيد وزير الصحة قد عقد مؤتمراُ صحفياُ في ذلك الشأن .. وأراد أن يبرر الكثير والكثير .. وفي نفس الوقت أقر ببعض الأخطاء الطبية والإجراءات الصحية الغير سليمة !.. ولكن الشعب السوداني يقول له بمنتهى الصراحة : ( بعد ايه يا وزير الصحة وقد وقع الفأس في الرأس ؟؟؟ ) .. والآن الجميع يتخوف بشدة من انتشار الوباء في دولة تعاني أساساُ من الويلات والظروف الاقتصادية القاسية المهلكة !! .. وتلك الكفوف مرفوعة نحو السماء .. والشعب يدعو الله سبحانه وتعالى أن يسلم الشعب السوداني .. ولسان حال الشعب يقول : ( ما كان يضير ذلك الوزير وتلك الوزارة للصحة والحكومة الجديدة لو أنها منعت كلياُ السفر أو العودة من تلك الدول التي أعلنت ظهور الوباء فيها مبكراُ .. ومن بينها دولة الإمارات العربية المتحدة ؟؟؟؟
وعلية فإن الشعب السوداني الآن يسأل ألف مرة ويقول : ( لماذا ؟؟؟ ،، ولماذا ؟؟؟ كان ذلك التهاون من السلطات السودانية رغم أنها كانت تعرف جيداُ خطورة ذلك الوباء ؟؟ ) .. والإجابة بمنتهى الصراحة لمن يعقل الأحوال في السودان : هي تلك العادة القبيحة المعهودة في أبناء السودان .. حيث ذلك التهاون والاستهانة والتسويف والتكاسل .. ولا تظن وزارة الصحة السودانية أن ذلك الإعلان يبرئ ساحتها ومسئوليتها أمام الله وأمام الناس .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست